الجديد برس:
قال قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، اليوم الخميس، إن الشعب الفلسطيني في غزة “يعاني أقسى أشكال المعاناة نتيجة العدوان الإسرائيلي”.
وأشار عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة حول آخر المستجدات والتطورات في الحرب الجارية على قطاع غزة، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي مارس كل أشكال الإبادة في غزة من القتل.
كما لفت إلى أنه مارس التجويع أيضاً، في ظل الإصرار الأمريكي على المشاركة بهذه الإبادة من خلال الأسلحة التي تقدمها أمريكا للاحتلال، والغطاء الذي تؤمنه لحرب التجويع المفروضة على سكان القطاع، فيما أكثر الدول، والأنظمة، والحكومات تقف متفرجة، بل اتخذ البعض منها “موقف المتواطئ والداعم بالسر للعدو الإسرائيلي”.
وعن مجلس الأمن ودوره، اعتبر الحوثي، أن واشنطن استطاعت أن تحول دوره، “ليتحرك في إطار مصالحها، ومصالح بعض الدول”.
ولفت إلى أن واشنطن أعاقت أيضاً الأمم المتحدة، وأعاقت أي دور لها في الاتجاه الإنساني لصالح الشعوب المستضعفة، “وليس تعليق أنشطة برنامج الغذاء العالمي، رغم المستوى المؤلم جداً من المعاناة والجوع في غزة، إلا كاشفاً عن هذا الواقع”.
كما تحدث الحوثي في كلمته، عن الوضع الإنساني المتفاقم سوءاً في قطاع غزة، في ظل التجاهل الغربي الكامل، حيث “تتلاشى حقوق المرأة عند الغرب عندما تكون هذه المرأة هي امرأة فلسطينية، ويكون الجاني والمعتدي هو العدو الإسرائيلي”.
وأضاف: “حجم المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، يزيد من حجم المسؤولية على العرب والمسلمين، من أجل التحرك الجاد”، ليستدرك بأنه وفيما “الدول العربية الثرية تهدر مئات المليارات في أمور تافهة، وفي تغذية الفتن، نراها لا تقدم حتى القليل من الطعام للشعب الفلسطيني، الذي يتضور مئات الآلاف من أبنائه في غزة جوعاً، ويناشدون أبناء أمتهم بجوعهم ومعاناتهم”.
ولفت إلى أنه “منذ بداية العدوان بادرت أمريكا وبريطانيا ومعظم الدول الأوروبية الكبرى إلى تقديم كل أشكال الدعم للعدو الصهيوني، بداية بالدعم العسكري، بأفتك أنواع السلاح المدمر من القنابل والصواريخ والقذائف، إضافة إلى المال والخبراء العسكريين والدعم بطائرات الاستطلاع، إضافة إلى الدعم السياسي والإعلامي، بالرغم من أن العدو الإسرائيلي في موقف المعتدي يرتكب أبشع الجرائم ضد الشعب الفلسطيني المظلوم، وصاحب الحق الواضح”.
وأوضح أنه “بالرغم مما يمتلكه العدو الصهيوني من إمكانيات عسكرية ضخمة، وبالرغم من بشاعة الإجرام الصهيوني، الذي يلحق العار بكل من وقف معه وسانده ودعمه، قدموا له كل أشكال الدعم، وبشكل معلن وواضح وصريح، ووقفوا معه بكل ثقلهم على كل المستويات، وهو في الموقف الباطل والظالم، في عدوان غاشم وإجرامي ووحشي، في المقابل أين دعم العرب والعالم الإسلامي للشعب الفلسطيني؟!”.
وقال: “أين دعم العالم الإسلامي؟ أين دعم المسلمين للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي هو جزء منهم، والذي يعتبر الدعم له عملاً إنسانياً نبيلاً ومشرفاً وواجباً دينياً وأخلاقياً وإنسانياً، والذي هو صاحب الحق الواضح وضوح الشمس، والذي هو جدير بالدعم والمساندة بكل الاعتبارات؟”. ولفت إلى أن الشعب الفلسطيني هو جزء من هذه الأمة، وأرضه جزء من بلاد الإسلام، مشيراً إلى أن “أكثر الدول والأنظمة والحكومات تقف موقف المتفرج، والبعض منها موقف المتواطئ، وموقف الداعم بالسر للعدو الإسرائيلي”.
وأشار عبد الملك الحوثي إلى أن “خذلان معظم الحكومات والأنظمة، ومن ورائها سكوت الشعوب؛ سبب من أسباب جرأة العدو الإسرائيلي لمواصلة إجرامه، وتشديد حصاره، والسبب الآخر هو الدور الأمريكي، الذي، وللمرة الثالثة، يستخدم الفيتو في مجلس الأمن لمنع أي قرار بوقف الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة”.
ولفت أن “الأمريكي مُصر على استمرار الإبادة الجماعية لسكان غزة بكل وسائل الإبادة بالقنابل والصواريخ والقذائف، التي يقدمها من مخزونه العسكري ومصانعه لإبادة الأهالي في غزة، وأيضاً بالتجويع”، مؤكداً أن الأمريكي يوفر أكبر غطاء من أجل أن يكون التجويع للشعب الفلسطيني في غزة إلى ذلك المستوى الفاضح للدول والمؤسسات الغربية.
وأضاف أن “أكثر ما استخدم الأمريكي حق الفيتو، منذ تشكيل مجلس الأمن إلى اليوم، هو لخدمة العدو الإسرائيلي، والأمريكي شريك أساسي للعدو الإسرائيلي في كل جرائمه بحق الشعب الفلسطيني في كل المراحل الماضية”، مذكراً بأن الأمريكي ورث من البريطاني الدور في رعاية الإجرام الصهيوني، وحماية العدو الإسرائيلي، وتقديم كل أشكال الدعم له، مشيراً إلى أن “الأمريكي حوَّل دور مجلس الأمن، وأعاق دور الأمم المتحدة في أي اتجاه إنساني لصالح الشعوب المستضعفة”.
وأوضح قائد حركة أنصار الله أن “المسؤولية تتعاظم على الجميع، والمسلمون في المقدمة، مع تفاقم الوضع الإنساني في غزة وحجم المأساة”.. وقال: “ماذا ينتظر المسلمون ليتحركوا؟ هل يريدون أن تتحقق الإبادة الجماعية بالشكل الكامل لسكان غزة؟!”.
وفي الحديث عن مجريات الميدان، أشار الحوثي، إلى “فشل العدو الإسرائيلي في استعادة أسراه فشلاً ذريعاً، رغم مضي 20 أسبوعاً من الحرب المستمرة على نطاق جغرافي محدود”، يُضاف إلى هذا الفشل “الخسائر الاقتصادية غير المسبوقة للعدو، رغم كل ما تقدمه له الولايات المتحدة الأمريكية”.
وشدد الحوثي، على أن “جبهة حزب الله في لبنان كبيرة، وفاعلة، ومؤثرة على العدو الإسرائيلي، وتُلحِق الخسائر المباشرة الكبيرة به”.
وعن الجبهة اليمنية في البحرين الأحمر والعربي، أعلن الحوثي، أن عدد السفن المستهدفة، بلغ 48 سفينة، في ظل “اتجاه اليمن إلى التصعيد في العمليات مقابل توجه العدو إلى التصعيد أكثر في قطاع غزة”.
كما أن “عمليات القوات المسلحة اليمنية، على الأهداف الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، بلغت 183 صاروخاً وطائرة مسيّرة، مع دخول سلاح الغواصات في المواجهة في البحر الأحمر “وهو سلاح يقلق العدو”. وأفاد بتنفيذ 13 عملية نوعية في الأيام الأخيرة، وأبرزها إغراق السفينة البريطانية وإسقاط المسيّرة الأمريكية.
كذلك، أكد قائد حركة أنصار الله، عبد الملك الحوثي، أن “القوات المسلحة اليمنية، لا تزال تحصل على المعلومات الدقيقة بشأن السفن في البحر الأحمر، رغم كل الخدع الأمريكية والإمكانيات الكبيرة لديهم، كما لا تزال القوات المسلحة تستهدف السفن وتصيبها، والأمريكيون يفشلون في اعتراضها”.
وحذر الحوثي، الدول الأخرى من التورط مع الأمريكيين والبريطانيين، حفاظاً على أمن وسلامة سفنها، نافياً الحديث عن استحصال اليمنيين أتاوى من السفن الأوروبية في البحرين الأحمر والعربي، معتبراً إياه “من أكذب الدعايات”.