الجديد برس:
أكد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أشرف القدرة، رصد حالات وفاة بين الأطفال الرضع نتيجة الجفاف وسوء التغذية، شمالي قطاع غزة، بينهم حالتان في مستشفى كمال عدوان.
ودعا القدرة المؤسسات الدولية إلى إجراء مسح طبي شامل في أماكن الإيواء من أجل رصد المصابين بالجفاف وسوء التغذية وعلاجهم، ومنع الكارثة الإنسانية، لافتاً إلى أن ذلك سيحصد حياة آلاف الأطفال والسيدات الحوامل في قطاع غزة.
وقال إن المؤسسات الأممية تتحمل مسؤوليات أخلاقية ووظيفية من أجل حماية الاطفال والنساء، وتوفير كل أسباب النجاة من المجاعة التي تضرب غزة، مطالباً المجتمع الدولي بوقف جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
وأكد القدرة أن المنظمات الدولية عاجزة عن تقديم أي حماية للمنظومة الصحية في قطاع غزة، مضيفاً أن 30 مستشفى من أصل 35 في القطاع خرجت عن الخدمة من جراء عدوان الاحتلال.
ولفت إلى أن الاحتلال أجبر منظمة “أطباء بلا حدود” الدولية المستقلة على الخروج من مجمع ناصر الطبي في خان يونس.
“إنقاذ الطفولة”: أطفال غزة يموتون بسبب “سوء التغذية”
وقالت هيئة “إنقاذ الطفولة”، التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، إن الوقت ينفد أمام الأطفال في غزة، مع ظهور تقارير تفيد بأنهم بدأوا يموتون بسبب سوء التغذية، بينما تواصل “إسرائيل” فرض قيود تمنع الإيصال الآمن للمساعدات.
ومع انهيار الاتصالات والمساعدات – وخصوصاً في المناطق الشمالية من غزة، حيث يتعرض المدنيون لخطر المجاعة – رجحت الهيئة أن تكون القصص التي يتم نشرها “غيضاً من فيض” ما يجري في الواقع.
بدوره، قال مدير هيئة “إنقاذ الطفولة” في فلسطين المحتلة، جيسون لي، إن “ما نشهده في غزة هو قتل جماعي للأطفال، لأنه لم يبق طعام، ولا يصل إليهم شيء”.
وأضاف أن “العائلات تهرب اليوم إلى الهدف العسكري الإسرائيلي التالي (رفح) من أجل تجنب المجاعة، ووقعت في فخ الموت”.
ودعت الهيئة إلى وقف فوري ونهائي لإطلاق النار من أجل إنقاذ حياة الأطفال في غزة وحمايتهم، كما دعت طرفي النزاع إلى التزام القانون الإنساني الدولي، ودعم حكم محكمة العدل الدولية، والامتناع من الإجراءات التي تقوض التدابير المؤقتة التي أشارت إليها محكمة العدل الدولية.
وطالبت الهيئة بتوفير وصولٍ آمن وغير مقيد للمساعدات الإنسانية من أجل زيادة في إمدادات المساعدات الإنسانية والموظفين اللازمين من أجل إيصالها، ولاسيما في شمالي غزة.
وناشدت كل الحكومات المانحة والمجتمع الدولي استئناف تمويل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وزيادته، في أسرع وقت ممكن.
ويعد إغلاق الحدود، بصورة متكررة، والغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، وانعدام الأمن، ومنع شاحنات المساعدات من دخول غزة عبر معبر كرم أبو سالم، أموراً تعوّق جهود الإغاثة، بما في ذلك إيصال الغذاء.
وفي بعض الحالات، تنتظر الشاحنات المحملة بالإمدادات الغذائية عند الحدود فترات طويلة حتى تتعفن الخضروات بمجرد وصولها إلى غزة.
وفي الوقت نفسه، تتزايد الاحتياجات، بحيث يعاني طفل من كل ستة أطفال في شمالي غزة سوء التغذية الحاد. وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن بعض المخزونات الغذائية قد ينفد في اليومين المقبلين.
ووفق المنظمة، فإنه ظهرت تقارير، خلال الأسبوع الماضي، تتحدث عن عائلات نجت من القصف الإسرائيلي في شمالي غزة، تقول إنها “لم تتمكن من العثور على أي شيء تأكله، لذلك هربت إلى رفح، جنوبي غزة”.
يأتي ذلك في وقتٍ يستمر الاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب مجازره في قطاع غزة، بحيث أعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة إلى 29.878 شهيداً و70.215 إصابة، في اليوم الـ144 من العدوان المستمر على القطاع.