الجديد برس:
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، السبت، إن عشرات الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من غزة لدى جيش الاحتلال الإسرائيلي ضحايا عمليات إعدام وقتل ممنهجة وسط تعتيم شديد.
وأكد المرصد في بيان، أن تلك الجرائم تستوجب تحرك الجهات القضائية الدولية وفتح تحقيق دولي فوري وجاد لمساءلة ومحاسبة مرتكبيها، وإخراج جثامينهم وتحديد هوياتهم وإعادة رفاتهم، وإنصاف الضحايا وعائلاتهم، مؤكداً ضرورة اتخاذ كل الإجراءات اللازمة لإنقاذ حياة الآلاف ممن ما يزالون قيد الاعتقال والأسر روالاختفاء القسري في المعتقلات والسجون الإسرائيلية.
وأضاف المرصد أن سجون ومراكز احتجاز إسرائيلية تحولت إلى نسخ أشد دموية من سجن “غوانتانامو”، بما تشهده من أشكال تعذيب مشينة، بما في ذلك المفضي إلى القتل، وسوء المعاملة والمعاملة الحاطة بالكرامة الإنسانية، والحرمان من الحد الأدنى من الحقوق الأساسية، وذلك على الرغم من الإدانات الدولية المتعددة والمطالب بضمان حقوق الأسرى والمعتقلين وسلامتهم.
وأعرب الأورومتوسطي عن فزعه وصدمته إزاء توالي الكشف عن جرائم قتل عمدية نُفذت بحق أسرى ومعتقلين فلسطينيين، فيما قضى آخرون جراء التعذيب الشديد وسوء المعاملة خلال احتجازهم في معسكر “سدي تيمان” وغيره من مراكز الاحتجاز والمنشآت العسكرية الإسرائيلية.
يذكر أن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية كشفت قبل يومين، استشهاد 27 معتقلاً من قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، خلال استجوابهم واحتجازهم في منشآت عسكرية إسرائيلية، وذلك بفعل التعذيب أو الحرمان من العلاج.
وأكد الأورومتوسطي أن العديد من الأسرى تعرضوا للتعذيب الجسدي والنفسي والعنف الجنسي والتهديد من لحظة الاعتقال حتى لحظة الإفراج التي تتم لبعضهم، فيما تعرض بعض المعتقلين لمساومات وعمليات ابتزاز من أجل التعاون مع جيش الاحتلال والشاباك مقابل التخفيف من تعذيبهم أو الحصول على بعض ما أسميت “الامتيازات” والإفراج عنهم.
ولفت المرصد إلى أن الاحتلال خول جنوده شن عمليات اعتقال تعسفية وعشوائية وواسعة النطاق في قطاع غزة وتجريد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من كل الحقوق التي يوفرها لهم القانون الدولي الإنساني ومعايير حقوق الإنسان مشيراً إلى أن الاعتقالات طالت معظم الفئات تقريباً.
وأكد الأورومتوسطي أن تقاعس المنظمات الدولية ذات العلاقة ولا سيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن المتابعة الفاعلة لأوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين من قطاع غزة، وعدم اتخاذها المواقف العلنية، شكلت ضوءاً أخضر للاحتلال لممارسة المزيد من الجرائم بحقهم.
وجدد الأورومتوسطي مطالبته اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتحمل مسؤولياتها والتحقق من أوضاع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والتأكد من ظروف احتجازهم مطالباً المحكمة الجنائية الدولية بالخروج عن صمتها بخصوص الجرائم الخطيرة التي ترتكبها “إسرائيل” في قطاع غزة منذ ما يزيد على خمسة أشهر، وتوفير الحماية الدولية للفلسطينيين التي تبدأ بكسر حالة الحصانة والإفلات من العقاب التي يتمتع بها مرتكبو هذه الجرائم والعمل على مساءلتهم ومحاسبتهم فوراً، وإنصاف الضحايا الفلسطينيين.