الجديد برس:
أكدت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، أن هجمات قوات صنعاء في البحر الحمر تلقن الغرب دروساً صعبة وقاسية حول التطورات في الحرب البحرية، مشيرةً إلى أن الصواريخ المتنقلة والمسيرات الرخيصة تُحدث ثورة في الحرب البحرية، مما يهدد هيمنة حاملات الطائرات والسفن الحربية السطحية.
وقال المحلل الأمريكي والمحامي الدولي المتقاعد رامون ماركس، في مقال تحليلي نشرته مجلة “ناشونال إنترست”، إن “البحرية الأمريكية مشغولة في البحر الأحمر، وواصل الحوثيون عملياتهم عبر الممر الاستراتيجي على الرغم من الهجمات المتكررة التي شنتها مجموعة من القوات البحرية الأمريكية بهدف القضاء على التهديد”.
وأشار إلى أنه “منذ يناير 2024، ضربت البحرية الأمريكية أهدافاً للحوثيين مراراً وتكراراً بالصواريخ والطائرات بدون طيار وطائرات إف-18 سوبر هورنتس، وأشار نائب الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، في فبراير إلى أنه يتعين على المرء العودة إلى الحرب العالمية الثانية للعثور على معارك بحرية ذات حجم ونطاق مماثل، حيث قال: إنهم يتعرضون لإطلاق النار، ونحن نتعرض لإطلاق النار، ونرد بإطلاق النار”.
وأكد أنه “على الرغم من القوة النارية البحرية الأمريكية، لا يزال الحوثيون متماسكين، ولا يزالون يهاجمون بشكل منتظم السفن التجارية في البحر الأحمر والسفن الحربية الأمريكية، وهذا الشهر، أطلق الحوثيون صاروخاً مضاداً للسفن على السفينة الحربية يو إس إس لابون، وهي سفينة حربية من طراز (آرلي بيرك) والتي يقال إن بناءها يكلف ما يقرب من مليار دولار”، مضيفاً أن “حرب العصابات انتشرت من الأرض إلى البحار”.
وبحسب ماركس فإن “ما يحدث في البحر الأحمر يُظهر كيف أن تطوير الصواريخ الأرضية المتنقلة والمضادة للسفن والطائرات بدون طيار الرخيصة يُحدث ثورة في الحرب البحرية تماماً كما فعلت حاملات الطائرات في القرن الماضي”.
وأضاف أنه “لم تعد السفن القتالية السطحية، بما في ذلك حاملات الطائرات، قادرة على المطالبة المطلقة بالسيطرة على البحار، فيجب أن تراقب هذه المنصات السطحية بحذر أنظمة الأسلحة الشاطئية التي يمكن للدول القومية وحتى المتمردين الوصول إليها وهو أمر لم يكن يمكن تصوره قبل سنوات”.
وقال ماركس إن “الدرس الاستراتيجي المستفاد من حملات البحر الأحمر هو أن إحصاء السفن الحربية ربما لم يعد الدليل الأفضل لتقييم قدرة أي دولة على إيقاف الممرات البحرية والسيطرة عليها، حيث يمكن للصواريخ والطائرات بدون طيار غير القابلة للغرق والمنطلقة من الشاطئ، والقادرة على ضرب أهداف على بعد مئات أو حتى آلاف الأميال في البحر، أن تحمل الآن تهديداً كبيراً أو أكثر مثل السفن الحربية السطحية”.
وأضاف أنه “ليس هناك احتمال كبير أن تتمكن البحرية الأمريكية، التي انضم إليها الحلفاء الأوروبيون في إطار عملية أسبيدس، من ابتكار حل عسكري نهائي للقضاء على هجمات الحوثيين بالصواريخ والطائرات بدون طيار”.
واعتبر أن “استمرار الجمود البحري مع الحوثيين ليس انتصاراً، ونظراً لعدم وجود حل عسكري حقيقي، بدأت واشنطن بالفعل في البحث عن صيغة دبلوماسية، حتى أنها تواصلت مع طهران للحصول على المساعدة في مفاوضات القنوات الخلفية”.
وخلص المقال التحليلي إلى أنه “قد يتعين على إنهاء الهجمات الحوثية أن ينتظر السلام في غزة، وحتى عندما يأتي ذلك اليوم، فإن التداعيات طويلة المدى لما حدث في البحر الأحمر لن تنتهي، حيث ستستمر المناقشات الدائرة حول الكيفية التي قد تتمكن بها القوات البحرية الحديثة من التكيف مع الطائرات بدون طيار الأرضية والصواريخ المضادة للسفن، وستظل هذه التحديات التي يواجهها الغرب قائمة بعد أن تتوقف هجمات الحوثيين بشكل نهائي”.