الجديد برس:
كشف قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، عن عدد العمليات العسكرية التي نفذتها قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية منذ بدء الحرب على غزة، ومدى تأثير ذلك على الاقتصاد الإسرائيلي.
وأكد الحوثي في خطاب متلفز، اليوم الخميس، أن “عدد السفن المستهدفة بلغ مائة سفينة واثنتين (102) خلال 200 يوم ويومين من العدوان على غزة”. مضيفاً أن “معدل عملياتنا في استهداف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي بلغ سفينة كل يومين”.
وقال قائد أنصار الله: “استهداف 102 من السفن المرتبطة بالعدو يعتبر إنجازاً مهماً ورقماً كبيراً ودليلاً على مدى الفاعلية والنجاح بتأييد ومعونة من الله سبحانه”.
وأوضح أن جبهة اليمن وعملياته العسكرية البحرية مستمرة مع السعي لتقويتها في مسرحها الجديد في المحيط الهندي، مؤكداً أن هناك سعياً مستمراً لتوسيع وتقوية العمليات في المحيط الهندي، بما لم يكن وارداً أبداً في ذهن وحسابات الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، وربما كل دول العالم.
وتابع قائلاً: لقد “عجز العدو الأمريكي والبريطاني ومن يتعاون معهم رغم الرصد المستمر والمكثف في تأمين الحماية لحركة السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي”. مشيراً إلى أن العمليات أثرت على الاقتصاد الإسرائيلي.
ولفت إلى أن ميناء أم إيلات “تعطل بشكل تام باعتراف من يصف نفسه بأنه المدير التنفيذي لذلك الميناء الإسرائيلي”.. مؤكداً انكماش صادرات “إسرائيل” بنسبة 22% ووارداته بأكثر من 40% من تأثيرات التعطل التام لميناء “إيلات”.
وقال الحوثي إن “الصهاينة اعترفوا بتوقف نشاط ميناء “إيلات” بسبب إغلاقه من قبل “الحوثيين” حسب تسميتهم”. مشيراً إلى تأكيدهم أن “إيلات” لا يمكنها العيش بدون البحر الأحمر، وإلى اعترافهم بتأثير الهجمات الصاروخية والمسيرات اليمنية.
وكان المدير التنفيذي لميناء “إيلات” جدعون غولبر، أكد قبل أيام في مقابلة مع صحيفة “كالكاليست” الإسرائيلية الاقتصادية، أن نشاط الميناء متوقف منذ 6 أشهر، بسبب إغلاقه من قبل من أسماهم “الحوثيين”، متهماً حكومة الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءها الغرب (أمريكا وبريطانيا) بالفشل والضعف أمام الحوثيين، الذين قال إنهم يرفعون الرأس أكثر فأكثر.
وقال جدعون في المقابلة: “لا أعتقد أننا نستطيع العيش بدون طريق البحر الأحمر، مؤكداً أن الحصار البحري- الذي تفرضه قوات صنعاء (الحوثيين) على الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر- يكبّد الميناء خسائر شهرية تتراوح ما بين (6-10) ملايين شيكل.
ولفت جدعون إلى أن ميناء “إيلات” هو الميناء الوحيد في “إسرائيل” الذي يقع على البحر الأحمر، ويستقبل السفن القادمة من الجنوب والشرق، ويخدم بالدرجة الأولى مستوردي السيارات.. مؤكداً أن الميناء لم يشهد وصول أو تفريغ مركبة واحدة منذ مطلع 2024م، مقارنة بتفريغ 166 ألف مركبة في عام 2022، وتفريغ حوالي 150 ألف مركبة أخرى في الميناء حتى نوفمبر 2023م، بسبب إغلاقه كلياً من قبل الحوثيين.
وفي معرض رده على سؤال مدى نجاح إرسال قوات دولية إلى البحر الأحمر في تمكين السفن الإسرائيلية من الوصول إلى الميناء، نفى جدعون ذلك قائلاً: “للأسف لا. شركات الشحن ليست مستعدة للثقة في دول التحالف. لا أحد مستعد للمخاطرة وأسعار التأمين مرتفعة. لذلك، لا أفهم لماذا لا تجد إسرائيل حلاً”. مستبعداً استطاعة “إسرائيل” العيش بدون البحر الأحمر فالكثير من السفن لا تصل، حتى إلى أشدود والعقبة. وفي نهاية المطاف، سترتفع تكاليف البضائع. وإذا لم يكن الآن، ففي غضون شهر أو شهرين.
وأضاف جدعون: لقد أثبتت “إسرائيل” ودول التحالف (الأمريكي البريطاني الغربي) أنهم خائفون وضعفاء ومترددون، و”الحوثيون” يرفعون الرأس أكثر فأكثر.
وأضاف متحدثاً عن عواقب الحرب الإسرائيلية على غزة: لسوء الحظ، منذ نهاية نوفمبر وحتى اليوم لم يكن لدينا سوى 2-3 سفن محملة بالبضائع السائبة”. “أبعد من ذلك، لا يوجد أي نشاط في ميناء إيلات، نافياً أن يكون ذلك بسبب سوء الإدارة، وليس لأن العمال غير محترفين، وإنما السبب يكمن في هجمات الحوثيين، وفشل وتردد وضعف “إسرائيل” وتحالفها الغربي.
ورداً على سؤال إيقاف الهستدروت واللجنة الاقتصادية في الكنيست، لقرار اعتزام إدارة الشركة الشهر الماضي طرد 50% من الموظفين، قال جدعون: “نحن لسنا متجراً يبيع سلعاً استهلاكية مثل الأحذية أو الملابس، نحن بنية تحتية وطنية لدولة إسرائيل تنقل البضائع من خلالنا، وعلى الشركة التزامات تكاليف رواتب وأشياء أخرى”.
وأقر جدعون بالأثر الكبير الذي أحدثته هجمات الطائرات المسيرة اليمنية على مظاهر الحياة والسياحة في مدينة (إيلات)، واصفاً الوضع الحالي فيها بـ “الصعب”، مؤكداً أن المدينة تلقت وابلاً من الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز في الأشهر الأخيرة، في وقت تعتمد بشكل رئيسي على السياحة، وهو مجال حساس للغاية تجاه التغيرات.
وأشار إلى هروب الأسر والسكان من مدينة (إيلات) السياحية، مؤكداً أن واحداً من محركات النمو والاقتصاد في المدينة هو الأسر. وأن العامل السياحي الذي كان يحصل على الحد الأدنى للأجور، أي 7000 أو 8000 شيكل شهرياً، لا يكاد يحصل على أي أموال في المدينة، بسبب شلل الحرب، في ظل توقف الميناء الذي يعتبر مرساة اقتصادية لمدينة إيلات.