الجديد برس:
أعادت وزارة الثقافة بحكومة صنعاء، الأحد، فتح المتحف الوطني ومتحف الموروث الشعبي في العاصمة اليمنية صنعاء أمام المواطنين بعد إغلاق دام لأكثر من 12 عاماً، بسبب الاضطرابات والحرب، ويأتي ذلك بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، المحدد في 18 مايو من كل عام.
ونقلت وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء عن وزير الثقافة عبدالله الكبسي، خلال فعاليات الافتتاح، قوله إن “افتتاح المتحفين يأتي بعد فترة طويلة من الانقطاع بسبب الظروف القاسية التي يمر بها الوطن جراء العدوان والحصار من قبل وكلاء الاستعمار الغربي الصهيوني”.
وأضاف: “اليمن تعرض لحرب ضارية طالت كل مجالات الحياة ومنها المتاحف والآثار التي تم تدميرها من قبل العدوان ومرتزقته وتعرض محتوياتها للنهب والسرقة والسلب، خاصة في المناطق الغربية لمحافظة الحديدة والجنوبية والشرقية”.
وتابع الكبسي: “الآثار اليمنية تُباع في مزادات عالمية في أوروبا وإسرائيل وأمريكا، وقطع أثرية مهمة تُعرض في تلك المزادات بسبب النهب والسلب من قبل العابثين والانتهازيين والعملاء”.
ولفت إلى حرص وزارة الثقافة وهيئة الآثار على الاضطلاع بمسؤولياتهما في الحفاظ على الموروث الحضاري والتاريخي اليمني وصيانة القطع وتخزينها في أماكن آمنة لحمايتها وتمهيداً لوضعها في مكانها الطبيعي في المتحف.
وشدد على أن الاهتمام بالموروث الشعبي اليمني والحفاظ عليه مسؤولية الجميع كونه يسهم في تعريف الأجيال بثقافة وتاريخ الآباء والأجداد، مشيداً بدور الهيئة العامة للآثار في حماية وترسيخ الثقافة الوطنية والتاريخ اليمني الزاخر بالحضارة والتراث العريق.
من جانبه، أشار نائب رئيس هيئة الآثار والمتاحف عبدالله ثابت إلى أن الهيئة بالرغم من الظروف الصعبة والتحديات الناجمة عن الحرب والحصار بذلت جهوداً مضنية في الإعداد والتجهيز لافتتاح المتحفين بالتزامن مع الاحتفال باليوم العالمي للمتاحف.
وأكد أن اليمن يزخر بإرث حضاري وتاريخي متنوع لا يوجد له مثيل في أي بلد من البلدان أو شعب من الشعوب، معتبراً اليمن مخزوناً ثقافياً أبدع فيه الأجداد وتميزوا على مدى حقب التاريخ وفتراته بأنهم أصحاب حضارة أصيلة وفريدة.
ومنذ سنوات تتعرض الآثار اليمنية للسرق والنهب وتهريبها إلى الخارج، حيث سبق وأن كشفت تقارير متخصصة في تتبع الآثار اليمنية المسروقة والمهربة إلى الخارج، أن نحو 4,265 قطعة أثرية يمنية تم بيعها خلال 16 مزاداً عالمياً أمريكياً وأوروبياً، احتضنتها أشهر قاعات المزادات العالمية للآثار في 6 دول غربية، خلال الفترة (1991 – 2022).
وخلال سنوات الحرب التي بدأها التحالف عام 2015م، بلغت الآثار اليمنية التي تم بيعها في المزادات العالمية 2,610 قطع، منها 2,167 قطعة في الولايات المتحدة، تجاوزت قيمتها (12) مليون دولار، ولا تزال 1,384 قطعةً من الآثار اليمنية المهربة والمسروقة، تُعرض في 7 متاحف عالمية.