الجديد برس:
نشر الدكتور مايكل نايتس الباحث الأبرز في معهد واشنطن والمتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران واليمن ودول الخليج، دراسة عن المجهود الحربي لقوات صنعاء منذ 7 أكتوبر 2023.
وخلص الباحث الأمريكي الذي نشر دراسته في فصلية “مركز مكافحة الإرهاب” إلى أن أنصار الله في اليمن ومن بعد مشاركتهم في حرب غزة قفزوا إلى الصفوف الأمامية لمحور المقاومة، وقال إنهم الطرف الوحيد في هذا المحور الذي حول الصراع إلى عالمي بشكل حقيقي من خلال حركة قطع الملاحة عن “إسرائيل”، وأن الحركة أظهرت جرأة باعتبارها أول طرف في محور المقاومة يطلق صواريخ باليستية على “إسرائيل”، كما خلصت دراسة نايتس إلى أن القوات اليمنية أظهرت مرونة في مواجهة الضربات الجوية الأمريكية البريطانية.
وشرح الباحث تحت عنوان “القيادة واللوجستيات في المجهود الحربي للحوثيين منذ ما بعد 7 أكتوبر”، حيث استند في معلوماته إلى ما سبق وأوضحه بأنها من المصادر المفتوحة والمنشورة على الإنترنت ومعظمها من وسائل التواصل الاجتماعي والبيانات الرسمية، وتحت العنوان السابق قال الباحث إن “نظام القيادة والسيطرة للحوثيين منظم بشكل جيد إلى حد معقول ويقوده بشكل عام مقاتلون حوثيون ذوو خبرة”، معدداً الإمكانات العسكرية التي بنتها قوات صنعاء من بعد 2015 حتى الآن والتي تشمل سلاح الجو المسير، والقوات البحرية، والقوة الصاروخية، والخدمات اللوجستية، والأمن الوقائي، ووظائف جمع المعلومات الاستخبارية.
وقال نايتس إن الهجمات التي شنتها قوات صنعاء على “إسرائيل” كانت غير مسبوقة على الإطلاق، مؤكداً أنه ومنذ 19 أكتوبر عندما تم شن أول هجوم وحتى ديسمبر قصفت اليمن كيان الاحتلال الإسرائيلي بـ46 صاروخاً باليستياً وكروز وطائرة مسيرة، وأضاف أن “الدفاعات الجوية الأمريكية والأوروبية والعربية والإسرائيلية” عملت معاً لمواجهة تلك الهجمات.
وتعليقاً على تلك الهجمات، قال نايتس إنه “ورغم أن معظمها تم التصدي لها من خلال كل المنظومات الدفاعية لأوروبية والأمريكية والعربية والإسرائيلية إلا أنه كان من المثير للإعجاب أن الحوثيين يمكن أن يشنوا هذه الهجمات العديدة وإلى مسافات تتجاوز 1900 كيلو متر في وقت قصير نسبياً”، ويضيف إن “تلك الهجمات فرضت على الجيوش الغربية، إنفاقاً ضخماً على أنظمة اعتراضية أكثر تكلفة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل”.
وأكد أنه “منذ منتصف نوفمبر 2023 وصاعداً أصبح من الصعب التمييز بين ما إذا كانت جميع صواريخ كروز والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها باتجاه الشمال كانت تستهدف إسرائيل نفسها أم تستهدف سفناً في البحر الأحمر”، وفي ذلك إشارة إلى تزايد عدد الهجمات التي قامت بها قوات صنعاء وتصاعد أعداد الأسلحة الموجهة والصواريخ التي يتم إطلاقها في كل هجوم.
وأضاف نايتس إن معدل إطلاق الصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيرة لتنفيذ هجمات ضد “إسرائيل” أو ضد السفن المستهدفة منذ 19 أكتوبر 2023 حتى 24 أبريل 2024، أعلى بكثير جداً معدل ما كان يتم إطلاقه على السعودية خلال فترة الحرب التي استمرت من 2015 حتى مطلع أبريل 2022.
وفي هذا السياق وصل الباحث الأمريكي إلى نتيجة عددية لما تطلقه قوات صنعاء من صواريخ وطائرات في الهجوم ضد “إسرائيل” خلال الشهر الواحد مقارنة بما كان يتم إطلاقه من نفس الأسلحة خلال الشهر الواحد على السعودية أثناء احتدام الحرب بين الرياض وصنعاء، حيث قال إنه وبحساب عدد الطائرات المسيرة التي تم إطلاقها من قبل الحوثيين على السعودية طوال فترة الحرب (2015 – 2022) وتوزيعها على عدد الشهور تصبح المعادلة هي 11 طائرة مسيرة في كل شهر كان يتم إطلاقها على السعودية، مقابل 40 طائرة مسيرة في كل شهر يتم إطلاقها حالياً على أهداف في “إسرائيل” أو ضد السفن المستهدفة.
أما بحساب الصواريخ الباليستية والمجنحة التي أطلقتها قوات صنعاء على السعودية من 2015 حتى أبريل 2022، يشير الباحث الأمريكي إلى معدل إطلاقها شهرياً يصبح بواقع صاروخين فقط لكل شهر، بينما في الهجمات الحالية ضد “إسرائيل” أو السفن المستهدفة فإن معدل إطلاق الصواريخ في كل شهر هو 36.6 لكل شهر، وهو معدل مرتفع جداً، حسب قوله.