الجديد برس:
أكد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، أن الإدارة الأمريكية لن توقع اتفاقية دفاع مع السعودية، وذلك في حال “عدم موافقة السعودية على تطبيع العلاقات مع إسرائيل”، موضحاً أن الأمرين مرتبطان ببعضهما، بحيث “لا يمكن فصل قطعة عن الأخرى”، كما قال.
وبحسب ما نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية، نفى سوليفان الاقتراحات الأخيرة التي تتحدث عن “النظر في اتفاق ثنائي بين واشنطن والرياض، إذا رفضت تل أبيب تقديم تنازلات للفلسطينيين”.
وأشار سوليفان إلى أن “الرؤية المتكاملة” تشمل تفاهماً ثنائياً بين الولايات المتحدة والسعودية، مصحوباً بالتطبيع بين الاحتلال والمملكة، إضافةً إلى “خطوات ذات معنى بالنسبة للشعب الفلسطيني”، على حد زعمه، مؤكداً أن “كل ذلك يجب أن يأتي مع بعضه”.
في السياق نفسه، أضاف مستشار الأمن القومي الأمريكي أن “كل ما يمكننا فعله هو التوصل إلى ما نعتقد أنه منطقي، ومحاولة إقناع أكبر عدد من دول المنطقة بالموافقة عليه ومن ثم تقديمه”، متابعاً بأن الأمر “سيكون متروكاً في النهاية لإسرائيل”، بحسب ما أوردت الصحيفة.
وقال سوليفان: “أتوقع أن تسمعوا في الأشهر المقبلة من الرئيس والآخرين منا المزيد عن الطريق الذي نعتقد أنه يمكن أن يؤدي إلى إسرائيل أكثر أمناً ومنطقة أكثر سلماً”.
ولفتت صحيفة “فايننشال تايمز” إلى أن السعودية “أوضحت أنها ستطلب من إسرائيل تقديم تنازلات للفلسطينيين”، وذلك بعد الـ7 من أكتوبر الماضي، وأنها “أصرت على أنها ستحتاج إلى رؤية خطوات لا رجعة فيها نحو إنشاء دولة فلسطينية”.
يأتي ذلك بعدما كشف مصدر في العائلة المالكة السعودية لقناة “كان” الإسرائيلية، الخميس الماضي، أن الرياض بعثت برسالة إلى “تل أبيب”، عبر الأمريكيين، مفادها أن أي عملية عسكرية في رفح “ستكون خطأً كبيراً، وستدفع بالتطبيع بين الطرفين بعيداً”.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن المسؤول السعودي قوله إن “الرياض ستبدو كدولة خائنة في تلك الحالة”. وأكد المصدر أن “السعودية لن تتمكن من التطبيع مع إسرائيل إذا لم تكن هناك دولة فلسطينية”، موضحاً أنه “لا يمكن للرياض أن تفقد هذه الورقة بحكم مكانتها بين الدول الإسلامية”.
وقبل أيام، قال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إن الرياض وواشنطن “قريبتان جداً” من اتفاقيات أمنية ثنائية.
فيما صرح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي من الرياض بأن التوصل إلى اتفاقيات مع السعودية ربما يكون قريباً من الاكتمال، مشيراً إلى أن الاتفاق سيتضمن جوانب دفاعية.
وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد صرح قبل الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة بأن التوصل إلى اتفاق التطبيع يقترب كل يوم أكثر فأكثر.
وبحسب وسائل إعلام أمريكية، تشترط السعودية إبرام اتفاقيات دفاعية مع الولايات المتحدة، وموافقة “إسرائيل” على إقامة دولة فلسطينية، من أجل إتمام صفقة التطبيع مع كيان الاحتلال، لكن مراقبين يرون أن الرياض ستكتفي بمجرد تعهد إسرائيلي بإقامة دولة فلسطينية فقط.