الجديد برس:
حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين من أن أي وجود لجهات غير فلسطينية في إدارة معبر رفح سيتم التعامل معه على أنه جسم غريب، وقوة احتلال، وهدف مشروع للمقاومة.
وشدّدت الجبهة الشعبية، في بيانٍ، مساء الثلاثاء، على أن معبر رفح هو معبر فلسطيني مصري خالص بموجب القوانين الدولية، وأن الطرف الفلسطيني هو المخول إدارته بالاتفاق مع الطرف المصري، مؤكدةً أن أي مخططات لإدخال جهات غير فلسطينية أو شركات أمنية في المعبر محكومة بالفشل، ولن يتم التعاطي معها إلا بقوة السلاح.
وأكدت الجبهة الشعبية أن اقتحام الاحتلال لمعبر رفح هو “جريمة صهيونية هدفها الاستعراض العسكري والحصول على صورة نصرٍ زائفة، وتشديد الضغط على المقاومة لتليين مواقفها بخصوص الصفقة، وإرضاء القيادات الأكثر يمينية وفاشية في حكومة الحرب الصهيونية”.
وأكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن هذه الجريمة لن تحقق سوى مزيد من القتل والدمار والتجويع للمدنيين العزل، ولن تحقق الأمن للكيان، ولن تستطيع إطلاق سراح أي محتجز صهيوني لدى المقاومة.
وكان قيادي في المقاومة الفلسطينية أكد أمس الثلاثاء، أن احتلال معبر رفح “يهدد بانهيار المفاوضات”، مشدداً على أن حماس تعد ذلك “عملاً استفزازياً متعمّداً لعرقلة المفاوضات”.
وأتى ذلك بعد اقتحام دبابات الاحتلال الإسرائيلي مرافق معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، الأمر الذي أدى إلى توقف حركة المسافرين ودخول المساعدات بصورة كاملة لقطاع غزة، بعد ساعات على إعلان حركة حماس موافقتها على الاتفاق المُقترح من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في القطاع.
حماس: العملية في رفح لن تكون نزهة
من جهته، أكد القيادي في حركة “حماس”، أسامة حمدان، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، إن أقدم عليها الاحتلال، “لن تكون نزهةً لجيشه”، الذي سيخرج “مندحراً كما في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة”، وأذلته فيها المقاومة الفلسطينية.
وتحدث حمدان، خلال مؤتمره الصحفي الذي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء، عن موافقة الحركة على المقترح الذي قدمه الوسطاء في مصر وقطر، موضحاً أنه جاء “نتيجةً لمفاوضات طويلة وصعبة ومعقدة ومتواصلة”، طوال الأسابيع والأشهر الماضية.
وأشار حمدان إلى أن الفترة الماضية تخللها عرض عدة مقترحات، لم تكن تلبي شروط المقاومة، أو مطالب الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن حماس “تمسكت بمطالبها، وأبدت المرونة حيث لزم ذلك، ووضعت خطوطاً حمراً لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها”.
وأكد حمدان أن هذه الموافقة تأتي انطلاقاً من مسؤولية الحركة أمام الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ومن حرصها العميق على مصالحه وحقوقه وثوابته وتضحياته، وتجاوباً مع دور الوسطاء في إنجاز هذا الاتفاق.
في السياق نفسه، شدّد القيادي في حماس على أن الحركة أبدت روحاً إيجابيةً ومسؤولةً في جميع المراحل، بحيث حاولت تذليل كل العقبات التي كانت تحول دون الوصول إلى صيغة مُرضية، وتحفظ في الوقت نفسه حقوق الشعب الفلسطيني.
وذكّر بمطالب المقاومة في أي اتفاق، والتي تضمن وقفاً كاملاً للعدوان، وانسحاباً من جميع مناطق قطاع غزة، وعودةً غير مشروطة للنازحين إلى بيوتهم ومناطقهم، وإعادة إعمار القطاع وإغاثة أهله، وصولاً إلى صفقة جدية لتبادل الأسرى.
وعبّر حمدان عن التقدير والشكر للوسطاء في مصر وقطر لجهودهم في التوصل إلى اتفاق، الذي أمّن “القضايا الرئيسة لمطالب شعبنا ومقاومتنا”.
وفي هذا الإطار، أوضح حمدان أن الاتفاق الموافق عليه حقق الترابط في تنفيذ مراحله الثلاث بصورة متواصلة، وقطع الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقق فيها الإفراج عن أسراه، ليستأنف عدوانه، وهو ما رفضته الحركة.
وفي إشارة إلى وحدة الموقف الفلسطيني، أكد القيادي في حماس أن الحركة كانت على تواصل مع كل فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، ممثلةً بالأمين العام زياد النخالة، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ممثلةً بنائب الأمين العام، جميل مزهر.
وأكد حمدان أن توجيه قيادة الحركة وفدها المفاوض التوجه من الدوحة إلى القاهرة، برئاسة خليل الحية، “يؤكد جدية موقفها بشأن التعاون الإيجابي مع الوسطاء”.
وشدد على أن موافقة الحركة على مقترح الوسطاء، في مقابل سلوك حكومة الاحتلال الإسرائيلي، ومحاولة رئيسها، بنيامين نتنياهو، التهرب من الوصول إلى اتفاق، تضع الإدارة الأمريكية أمام “استحقاق التخلي عن انحيازها إلى الاحتلال، والانتقال إلى الضغط عليه من أجل إلزامه بوقف العدوان”.
وأكد حمدان أن الكرة أولاً “في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرفين، وأن سلوكهم بعد إعلان موافقة الحركة، يعكس إصراراً على تعطيل كل جهود الوسطاء، بمن فيهم واشنطن”.
وثانياً، فإن الكرة في ملعب الإدارة الأمريكية، كما أضاف حمدان، التي عليها “أن تثبت جديتها وصدقيتها في إلزام حكومة نتنياهو بنتفيذ الاتفاق”.
“معبر رفح فلسطيني – مصري خالص”
وتطرّق القيادي في حماس أيضاً إلى اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح الحدودي مع مصر، فجر أمس، واصفاً إياه بـ”الجريمة والتصعيد الخطير، ضد منشأة مدنية محمية وفق القانون الدولي”.
وأوضح حمدان أن اقتحام المعبر واحتلاله يهدفان إلى مفاقمة الوضع الإنساني في غزة، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره.
ورأى حمدان أن اقتحام معبر رفح يعد محاولةً إسرائيلية مكشوفة لتخريب كل جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان، ومحاولةً يائسة لصناعة صورة نصر موهوم لحفظ ماء وجه نتنياهو.
وإزاء هذا الهجوم، دعا حمدان، باسم حماس، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى “عقد لقاء عاجل على مستوى وزراء الخارجية، واتخاذ موقف فعال لوقف هذا الانتهاك وإجبار الاحتلال على وقف عدوانه”، ودعا الأمم المتحدة إلى الضغط على الاحتلال ليوقف هذا التصعيد.
وأكد، في ختام مؤتمره الصحفي، أن معبر رفح “كان وسيبقى معبراً مصرياً – فلسطينياً خالصاً، لا وجود فيه لأي قوة احتلال، مجدداً التأكيد أن المقاومة لن تستجيب لأي مبادرة لوقف العدوان أو صفقة تبادل تحت الضغط العسكري.