الجديد برس:
أقرت الأمم المتحدة بكارثية قرارها إيقاف المساعدات الغذائية في مناطق حكومة صنعاء منذ ديسمبر الماضي، كاشفةً عن زيادة كبيرة في نسب الأسر “التي تعاني من الحرمان الشديد من الغذاء”، منذ أن أوقف البرنامج مساعداته الغذائية في شمال اليمن.
وأوضحت دراسة أصدرها برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الخميس، أن 9.5 مليون مستفيد في شمال اليمن تأثروا بوقف البرنامج لمساعداته الغذائية بسبب ما أسماه بـ”تحديات التمويل”.
وقال البرنامج في دراسته “تضمنت المساعدات الغذائية التي كان يقدمها برنامج الأغذية العالمي سلة غذائية منزلية تغطي حوالي 30 % من احتياجات الأسرة الإجمالية”، مضيفاً “ورغم أن هذا المستوى من الدعم لم يكن كافياً لضمان مستويات مقبولة من استهلاك الغذاء للأسر الأكثر ضعفاً، فإنه لعب دوراً حاسماً في منع الملايين من الوقوع في براثن الجوع الشديد”.
وأشارت نتائج الدراسة التي أجريت على عينة مكونة من 1367 أسرة من 15 محافظة في الفترة ما بين نوفمبر 2023 وفبراير 2024، إلى ”تدهور كبير في أنماط استهلاك الغذاء بين المستفيدين السابقين من مساعدات الغذاء العالمية بعد توقف المساعدة”. مؤكدةً على ”زيادة نسبة الأسر المستفيدة التي شملتها الدراسة والتي تعاني من الحرمان الشديد من الغذاء، والذي يشير إليه سوء استهلاك الغذاء، بنسبة 61%”.
وأضافت الدراسة “كما انخفض بشكل حاد استهلاك العناصر الغذائية الأساسية، وخاصة البروتين الحيواني والبقول، مما أثار مخاوف بشأن صحة المجتمعات المتضررة على المدى الطويل”.
وحول المحافظات الأكثر تأثراً، ذكرت الدراسة أن “محافظة حجة أظهرت أعلى حساسية تجاه وقف المساعدات، حيث يواجه السكان الذين كانوا يتلقون المساعدة سابقاً زيادة بنسبة 165% في سوء استهلاك الغذاء. وبالمثل، شهدت المحويت وذمار والحديدة أيضاً تدهوراً ملحوظاً في أنماط استهلاكها”.
وتابعت الدراسة ”في فبراير 2024، شهدت مناطق البيضاء والجوف وحجة أعلى معدل انتشار لسوء استهلاك الغذاء بين المستفيدين السابقين، حيث يواجه أكثر من نصف سكان العينة في البيضاء والجوف سوء استهلاك غذائي”.
وأفادت الدراسة بارتفاع كبير في أعداد الأشخاص الذين خفضوا أحجام الوجبات، وقيدوا استهلاك البالغين، وخفضوا عدد الوجبات يومياً لتصل نسبتهم إلى 78% (مستوى الطوارئ المرتفع).
وتكشف النتائج النوعية عن آثار واضحة على صحة الأطفال بسبب سوء التغذية وانتشار الأمراض المعدية على نطاق واسع بسبب نقص المناعة.
وفيما يتعلق بأوضاع النازحين داخلياً في شمال اليمن قالت الدراسة: ”يعاني 41% من المستفيدين السابقين من النازحين الذين تمت مقابلتهم من ضعف استهلاك الغذاء في خط النهاية، مقارنة بـ 25% في خط الأساس”.
وسبق أن كشف المجلس النرويجي للاجئين عن فشل اجتماع رسمي رفيع المستوى للدول المانحة عقد في بروكسل، الثلاثاء الماضي، عن تمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن والمقدرة بـ 2.7 مليار دولار.
وذكر المجلس النرويجي في تقرير، أن الاجتماع أسفر عن تعهدات تزيد قليلاً عن 735 مليون دولار للاستجابة الإنسانية للبلاد، مشيراً إلى أن هذا التمويل المعلن عنه يصل إلى ربع المبلغ المطلوب هذا العام في اليمن لتلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة.
يُشار إلى أن قرار برنامج الأغذية العالمي بوقف المساعدات الغذائية عن مناطق حكومة صنعاء تقف خلفه الولايات المتحدة الأمريكية، باعتبارها أحد المانحين، حيث تشترط وقف العمليات اليمنية المساندة لقطاع غزة في البحر الأحمر، وفقا لمصادر مطلعة في البرنامج.
وبحسب المعلومات، فإن ممثلي برنامج الغذاء أكدوا بشكل صريح خلال اجتماعاتهم مع حكومة صنعاء أن البرنامج لا يستطيع استئناف توزيع مساعداته بدون موافقة الولايات المتحدة، وأن الضغوط الأمريكية لوقف المساعدات تتعلق بشكل مباشر بموقف حكومة صنعاء من الصراع في فلسطين، وتحركاتها العسكرية ضد “إسرائيل”.