الجديد برس:
كشف قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، الخميس، أنهم يستعدون لتنفيذ مراحل جديدة من التصعيد العسكري ضد كيان الاحتلال الإسرائيلي في حال استمر في عدوانه على غزة.
وقال عبد الملك الحوثي في كلمة متلفزة، إنه “من الآن نحن نفكر أيضا في المرحلة الخامسة والمرحلة السادسة ولدينا خيارات مهمة جدا وحساسة ومؤثرة على الأعداء”، موضحاً أنه “ليس هناك بالنسبة لنا أي خطوط حمراء يمكن أن تعيقنا عن تنفيذ عملياتنا”.
وتابع: “نفكر ونسعى عمليا للمرحلة الخامسة وسقفنا في المرحلة الرابعة سيقوى إن شاء الله وسيحظى بالزخم تدريجيا”.
ولفت قائد أنصار الله إلى أن لديهم “خيارات استراتيجية حساسة مهمة ومؤثرة على العدو، وبمعونة الله وتأييده نصل إليها”، مؤكداً أنه “ليس هناك حسابات سياسية تؤثر علينا في مستوى موقفنا ولسنا ممن يخضع تحت عنوان المصلحة لمؤثرات الترغيب أو الترهيب”.
وقال الحوثي إنهم لم يكترثوا “لكل التهديدات التي وجهت لنا ونبني على الاستعداد لكل الاحتمالات”، مشيراً إلى أن “واقعنا التحرري ساعدنا بحمد الله على اتخاذ الموقف اللائق”.
وتطرق الحوثي إلى مواقف الدول العربية تجاه العدوان على غزة، وقال إنه “إذا رغبت أي دولة عربية أن نفعل تلك الإمكانيات التي في مخازنها بدلا من أن تبقى معرضة للصدأ أو للاستخدام السيء فنحن مستعدون لتفعيلها ضد العدو الإسرائيلي”.
وأشاد قائد حركة أنصار الله “بموقف الدول العربية التي لم توافق للأمريكي على استخدام أراضيها في الاستهداف لبلدنا”.
وأكد عبد الملك الحوثي، أن العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح تشكّل تهديداً لأمن مصر واستقرارها، وتجاوزاً للاتفاقيات الموقعة معها.
ورأى الحوثي أنه يتوجب على مصر اتخاذ موقف حازم للضغط على الاحتلال من أجل إخلاء معبر رفح، مشيراً إلى أن مذكرة الاحتجاج، التي قدمتها، “ليست كافية، ولن يعيرها الاحتلال أي اهتمام”.
وقال إن “الإدارة الأمريكية هي التي أعطت الإذن للاحتلال بدخول معبر رفح”، مؤكداً أن العدوان على غزة “يتوقف فوراً عندما يقرر الأمريكي ذلك”.
وأشار الحوثي إلى أن واشنطن قدمت في السابق شحنات كبيرة من الأسلحة إلى الاحتلال، وهي كافية من أجل إبادة الأهالي في رفح، مشدّداً على أنها “تتظاهر بالضغط على الاحتلال”.
وأضاف أن احتلال معبر رفح “لن يحقق للاحتلال أي إنجاز عسكري” لأنه منطقة مدنية وليس جبهة عسكرية للمقاومين، لافتاً إلى أن المقاومين ما زالوا يواجهون الاحتلال حتى في شمالي القطاع.
ووفقاً الحوثي، فإن بيانات الاستنكار تجاه ما يجري في رفح “غير مؤثرة”، لأن الولايات المتحدة لا تصغي إليها، كما أنها لا تصغي إلى المظاهرات الطلابية في الجامعات، “بل تقمعها وتتعامل معها بعنف وبتجاوز لقوانينه”.
وأكد الحوثي أن مسؤولية اتخاذ خطوات عملية إضافية ضد الاحتلال تقع على عاتق الدول العربية والإسلامية، كما أن عليها ألا تكون في موقف المتفرج.
وقال إن هذه الدول تمتلك خيارات سياسية ودبلوماسية واقتصادية ضد العدوان على رفح، وأضاف: “إذا كانت الأنظمة العربية لا تجرؤ على تبني أي موقف، فلتفسح المجال لشعوبها لتتحرك”.
ولفت الحوثي إلى أن الأمة في حاجة إلى أن تكون في مستوى الردع لأعدائها، لتدفع الخطر عن نفسها، مؤكداً أنه لا يفيد الأمة إلا التحرك الجاد عندما لا يصغي الاحتلال إلى نداءات الشعوب، ولا يهتم بحجم الجرائم التي يرتكبها.
وأشار إلى أن الأمة في حاجة إلى التحرك بوعي، وأن تتحرر من حالة الجمود التي أثرت في كثير من شعوبها.
وأشاد قائد حركة أنصار الله بالحراك الطلابي، الذي دعا إلى وقف العدوان على غزة، لأنه صوت إنساني يعبّر عن القيم الإنسانية الفطرية، مشيراً إلى أنه فضح الغرب الذي يتحدث عن قيم الحرية والحقوق، كما أنه يعكس تنامي الصحوة الشعبية في تلك البلدان.
وأكد الحوثي أن الاحتجاجات أقلقت الاحتلال، ولاسيما أنها في الوسط النخبوي، الأمر الذي دفع الغرب إلى قمعها بعنف وقسوة، لافتاً إلى أن استخدام عنوان “معاداة السامية” في مواجهة هذه الاحتجاجات يهدف إلى تكميم الأفواه ومصادرة الحريات.
ووفقاً له، فإن من المهم أن تحظى هذه الاحتجاجات بالمساندة، سياسياً وإعلامياً، من العالم الإسلامي، متمنياً أن تنتقل إلى الدول العربية.
وأضاف قائد حركة أنصار الله: “للأسف، فإن الطلاب والشعوب مكبّلون في كثير من البلدان العربية، حتى عن المظاهرات الشعبية”.
وأشاد الحوثي بإعلان تركيا قطع علاقاتها التجارية بـ”إسرائيل”، داعياً بعض الدول العربية “التي تساند الاحتلال إلى الاقتداء بها”.
كذلك، حيّا قائد حركة أنصار الله العمليات النوعية التي ينفذها حزب الله في جنوبي لبنان، لافتاً إلى أنها رد على تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في اليوم نفسه، بـ”عملياتٍ قوية”.
وبشأن العمليات التي تنفذها قوات صنعاء، نصرةً للشعب الفلسطيني، قال الحوثي إن عدد السفن المستهدفة بلغ 112 سفينة، مشيراً إلى أنه استُخدم في العمليات، هذا الأسبوع، 10 صواريخ باليستية ومجنحة وطائرات مسيّرة.
وأضاف أن عدد العمليات خلال الشهر الماضي، هو 25 عملية، نُفذت بـ71 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة.
وبخصوص المرحلة الرابعة من التصعيد، أكد الحوثي أنها تشمل أي سفن تابعة لشركة لها علاقة بإمداد أو نقل بضائع إلى الاحتلال، مشدّداً على أن أي سفينة نقلت بضائع إلى موانئ الاحتلال، من بعد صدور قرار الحظر، “ستكون هدفاً للقوات المسلحة”.
وأشار إلى أن اتخاذ أي قرار في مرحلة معينة، معناه أن “الإمكانات لتنفيذ ذلك القرار باتت متوافرة”، مؤكداً أنه “لا يوجد أي خطوط حمر يمكن أن تعوق القوات المسلحة عن تنفيذ عملياتها”.