الجديد برس:
جدد ناشطون اقتصاديون تحذيراتهم لجميع اليمنيين من خطر الوقوع في فخ الشركات والمنصات الوهمية، وذلك عقب خسارة أحد تجار العملات المشفرة “البتكوين” قرابة 70 مليون دولار في ثوانٍ معدودة في عملية احتيال تسمى “تسميم العناوين”، وفق ما ذكره موقع “انفيستينغ” الاقتصادي.
وحسب منصة تداول العملات المشفرة “ترانساك”، فإن تنفيذ عمليات احتيال تسميم العناوين يتم من قبل المحتالين الذين يقومون بإنشاء حسابات تشبه إلى حد كبير العناوين الحقيقية لعنوان التشفير الخاص بضحيتهم، والتي يستخدمونها لإرسال مبلغ صغير من العملة إلى الضحية على أمل أن يرسلوا الأموال عن طريق الخطأ إلى العنوان المزيف لاحقاً.
وأضافت المنصة، ونظراً لأن معاملات “البلوكشين” عامة، فمن السهل على المحتالين العثور على عناوين العملات المشفرة الخاصة بالأشخاص وإرسال معاملات وهمية لتصيد الضحايا.
وأكدت شركة “سيرتك” وهي شركة أمنية تعمل بتقنية “البلوكشين”، في منشور على منصة “إكس” أنها اكتشفت تحويلاً بقيمة 69.3 مليون دولار من عملة البيتكوين إلى عنوان مرتبط بعملية احتيال “تسميم العنوان”. ناصحةً المستخدمين بالتحقق بعناية من العناوين وإجراء معاملات اختبارية قبل إرسال مبالغ كبيرة وعدم نسخ عنوان من سجل المعاملات مطلقاً عند تحويل الأموال لتجنب عمليات الاحتيال على العناوين.
وفي هذا السياق حذر الاقتصادي اليمني علي أحمد التويتي من المنصات الوهمية للتداول في اليمن، والتي تزايدت خلال الآونة الأخيرة وراح ضحيتها عشرات الآلاف من اليمنيين وخسروا فيها ملايين الريالات.
وقال التويتي في منشور على حسابه بمنصة (فيسبوك): ”يستخدم المحتالون منصات وهمية للتداول، ثم يستخدمون عملية تسمى (تسمين الخنازير) لوهم ضحاياهم بتحقيق أرباح. يسمحون لهم بالسحب والربح في البداية حتى يستثمروا مبالغ كبيرة، ثم يقومون بعملية تسمى (ذبح الخنازير) حيث يوقفون السحب ويغلقون المنصة الوهمية”.
وأضاف التويتي “وهذه العمليات معروفة عند متداولي العملات المشفرة. يرسل المحتالون معلومات حسابات وهمية مع مبالغ صغيرة لاكتساب ثقة الضحية، وعندما يرسل مبلغاً كبيراً، يقطعون التواصل معه”.
واستدل التويتي في منشوره بعملية الاحتيال التي تعرض لها تجار العملات المشفرة “البتكوين” وخسر قرابة 70 مليون دولار بضغطة زر واحدة جراء وقوعه ضحية لأحد الحسابات المزيفة.
واختتم التويتي منشوره بتحذير المواطنين من التعامل مع أي شخص لا يعرفونه، مشدداً عليهم أهمية التأكد من صحة المحافظ التي يريدون التعامل معها قبل إرسال أموالهم إليها، قائلاً “فبضغطة زر واحدة، قد تخسر كل شيء”.
يُذكر أن البنك المركزي اليمني بصنعاء حذر بشكل متكرر، في بيانات أصدرها بهذا الخصوص، كافة المواطنين من التعامل مع شركات وكيانات تدعي مزاولة أعمال استثمار الأموال وتقوم بجمع أموالهم تحت مزاعم توظيفها في الأنشطة المالية والعقارية والتجارية، دون حصولها على التراخيص اللازمة بذلك من الجهات الرسمية.
ووفق البنك المركزي فإن أعمال تلك الشركات والكيانات مبنية على الغش والاحتيال، وأن ما تقوم بصرفه من أرباح صورية مؤقتة، الهدف منه إغراء أكبر عدد ممكن من الضحايا الذين لا يتمكنون لاحقاً من استرجاع رأس مالهم الأصلي.
وسبق أن نشر اقتصاديين وناشطين وكذلك منصة “صدق اليمنية”، وهي متخصصة بتدقيق المعلومات، تحذيرات في منشورات على صفحاتهم بمواقع التواصل الاجتماعي من ظهور شركات وهمية جديدة تستهدف أموال ومدخرات المواطنين، تحت مسمى مساهمات، مع وعود بأرباح مغرية.
ومن تلك الشركات الوهمية (الخالدون للاستثمارات المحدودة – شركة الميزان الذهبي للاستثمار – كنوز اليمن للاستثمار – فيوتشر جي بي تي – بي كه بي – تطبيق رواد الشامل موبايل).
ونبه الاقتصاديين ومنصة “صدق اليمنية” المواطنين في مختلف المحافظات اليمنية من دفع مدخراتهم لشركات وهمية مهما كانت المغريات، مؤكدين أن هذه الشركات ليست سوى شركات احتيال جديدة، على غرار شركات سابقة تم محاكمتها – أو ما زالت منظورة – أمام القضاء كشركة قصر السلطانة والمتهمة فيها بلقيس الحداد وآخرون، والذين استولوا على أكثر من 66 مليار ريال من مدخرات المواطنين، وكذا شركة “تهامة فلافور” والمتهمة فيها فتحية أحمد المحويتي وآخرون، والذين استولوا على قرابة 57 مليار ريال يمني، وأكثر من 4,5 ملايين ريال سعودي، وأكثر من3 ملايين و95 ألف دولار.