الجديد برس:
وجه محللون ومراقبون للشأن السياسي في منطقة الشرق الأوسط، تحذيرات للمملكة العربية السعودية، مشيرين إلى أن أي تحرك غير محسوب بالنسبة لها تجاه اليمن قد يؤدي إلى عواقب وخيمة.
وأوضحوا أن أي خطوة سعودية تصعيدية ضد اليمن قد تؤدي إلى استئناف العمليات اليمنية على قطاع النفط وهذه المرة من المرجح أن تُضرب جميع موانئ التصدير وأنابيب النقل التي تمتد من الشرق إلى الغرب، بما في ذلك المحطات التحويلية ومحطات التكرير، وذلك بشكل يومي حتى يتم إيقاف تدفق النفط العربي إلى الغرب وهي عواقب وخيمة قد تلقي بظلالها على مستقبل النظام السعودي وحكم آل سعود.
وأعتبروا أن ذلك إذا حدث سيكون “أكبر خطأ استراتيجي سعودي”.
وفضل المحللون والمراقبون استجابة السعودية بشكل فوري إلى دعوة زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي الأخيرة لإنهاء الحرب المفتوحة والسعي لحل القضايا المعلقة والاستحقاقات الإنسانية قبل أن ينفجر بركان اليمن ويجرف المملكة السعودية إلى الهاوية.
أنصار الله تحذر السعودية والإمارات
ومطلع الشهر الجاري، وجهت حركة أنصار الله، رسالة إلى السعودية والإمارات حذرت فيها البلدان من التورط في حرب جديدة على اليمن استجابةً لضغوط الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا و”إسرائيل”.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، محمد البخيتي، في تغريدة على منصة (إكس): “في الوقت الذي يعلن اليمن بدء الجولة الرابعة من التصعيد ضد إسرائيل نصرة لغزة، يستعد النظامان السعودي والإماراتي وأدواتهم لإشعال الجبهات الداخلية والإقليمية خدمةً لثلاثي الشر”.
وأضاف البخيتي: “نكرر نصيحتنا للنظامين السعودي والإماراتي بأن يستفيدا من تجربة حرب التسع سنوات حتى لا يتورطا في حرب جديدة”.
من جانبه، وجه القيادي في حركة أنصار الله، علي القحوم، رسالة للتحالف السعودي الإماراتي من شقين، أحدهما شديد اللهجة ويحمل لغة تحذيرية غير مسبوقة منذ أن تم التوقيع على الهدنة بين الرياض وصنعاء أواخر مارس 2022.
وقال مسؤول ملف المصالحة الوطنية والأحزاب السياسية بحركة أنصار الله، علي القحوم، في رسالة موجهة للتحالف السعودي الإماراتي، إن “صناعة السلام بجسارة والمضي قدماً في تحقيق وتنفيذ استحقاقاته فيه مصلحة لليمن والسعودية والإمارات والمنطقة برمتها”.
وأكد القحوم إنه بذلك فقط “سينتهي التوتر ويحد من توسيع دائرة الصراع”، في إشارة إلى أن أي تصعيد ضد صنعاء سيقود إلى توسيع الصراع إلى الحد الذي لا تريده الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال القحوم موجهاً نصيحة للسعودية وغيرها، أن تحقيق هذا السلام بهذه النتائج الإيجابية للجميع لن يتحقق إلا عن طريق تغليب المصالح المشتركة ورعايتها والتحول من مربع العداء إلى مربع الصداقة، مؤكداً أن “هذا فيه خير ومصلحة للجميع ولهذا يجب أن لا يكون هناك رضوخ واستسلام للضغوط والإرادة الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية”.
أما الجزء الثاني من الرسالة التي وجهها عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله علي القحوم فحملت ما حملت من تهديدات غير مسبوقة تجاه التحالف السعودي من بعد الهدنة الموقعة بين الرياض وصنعاء والتي انطلقت منذ أبريل 2022.
وقال القحوم في هذا الشأن، إن الرضوخ والاستسلام للضغوط والرغبات الأمريكية والإسرائيلية “سيكون مكلفاً جداً وسيجلب الويلات والردود المدمرة والقوة على أي تحرك من أي قاعدة أو أرض أو جغرافيا من دول المنطقة المنطلق منها أي عدوان عسكري أمريكي بريطاني إسرائيلي بري أو جوي على اليمن”.
كما هدد القحوم بأن أي مكان ينطلق منه أي هجوم غربي على اليمن سيكون بمثابة “أهداف رئيسية مع توسيع مسرح العمليات وبنك الأهداف ليشمل أهدافاً استراتيجية وحيوية في العمق وفي المناطق ذات الأهمية الاقتصادية”.
وقال القحوم “لا بد من حساب العواقب والتوجهات العدائية والاعتبار مما كان من عدوان طيلة تسع سنوات مضت”.
وأكد القحوم أن “المعادلات اختلفت وتبدلت وتغيرت معها موازين القوى فاليمن الكبير بعون الله وفضله وقائده المفدى والشجاع والحكم وفخر الأمة وشعبه العظيم المتسلح سلاح الإيمان وسلاح الحديد والإجماع الوطني وبقدراته العسكرية وصناعاته الحربية المتطورة أصلب عوداً وأقوى إدارة وعزيمة لخوض غمار المعركة وهو لها وبتأهب كبير واستعدد غير مسبوق وستكون العمليات بزخم أكبر وبشكل لا يتوقعه الأعداء وعملائهم وفي جعبة القوات المسلحة الكثير والكثير والقادم أعظم”.
القيادي في حركة أنصار الله علي القحوم، توجّه إلى الفصائل الموالية للتحالف بالقول: “لا عزاء على المرتزقة وشذاذ الآفاق فاليمن الكبير اليوم يواجه ثالوث الشر أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وما أنتم إلا حثالة الارتزاق وعبيد تم شرائهم بأرخص الأثمان من سوق النخاسة فلو كنتم ورقة رابحة لكان ذلك مجدياً في تسع سنوات مضت والرهان على العملاء والفاشلين رهان خاسر وهنا ستكون الحاسمة باذن الله في تطهير الأرض والجغرافيا من رجسكم ودنسكم وطرد مشاريع الاحتلال وقطع الأيادي الآثمة وقطع رقاب الخونة والعملاء ودفن جحافل الغزاة والمحتلين وعناصرهم الاجرامية من القاعدة وداعش والمعركة مقدسة وهي معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ونفسنا فيها طويل والنصر باذن الله قادم وعلى الباغي تدور الدوائر”، وفق قوله.
المشاط يوجه رسالة إلى السعودية
وفي وقتٍ سابق، وجه رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، مهدي المشاط، رسالة جديدة إلى السعودية بخصوص مسارها التفاوضي في اليمن.
وقال المشاط، خلال اجتماع مع أعضاء المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، إن “على السعودية الانتقال من مربع خفض التصعيد إلى مربع استحقاقات السلام وفق الخارطة التي تم التوصل إليها”.
وأضاف المشاط: “على السعودية تقديم مصلحتها الوطنية على المصلحة الأمريكية فيما يخص مسارها التفاوضي في اليمن”.
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء، أن “السعودية معنية بالمضي إيجاباً لاستكمال المسار التفاوضي وعدم التباطؤ والتلكؤ عنه”.
صنعاء تحذر أمريكا من تداعيات أي تصعيد
المجلس السياسي الأعلى الحاكم في صنعاء، في اجتماعه ، وجّه تحذيراً شديد اللهجة مما أسماه “أي تصعيد أمريكي عدائي ضد أمن واستقرار اليمن”.
وقال المجلس إن “التحضيرات المشبوهة الجارية لثني اليمن وإضعاف دوره الفاعل والمؤثر والمنطلق من الواجب الديني والإنساني دفاعاً عن فلسطين ستبوء بالفشل”.
وأضاف المجلس محذراً من مخاطر وتداعيات أي تصعيد “إن تداعيات أي تصعيد لن تقف عند حدود اليمن، كما لن تنل من الموقف اليمني المشرِّف ومن صمود الشعب اليمني وبسالة القوات المسلحة على كل المستويات”.
وجدد المجلس السياسي الأعلى بصنعاء خلال اجتماعه، تأكيده أن سفن كل دول العالم آمنة في مرورها في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، باستثناء السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي والسفن الأمريكية والبريطانية بعد عدوانها على اليمن.
كما جدد التأكيد على موقف صنعاء الثابت تجاه أمن واستقرار المنطقة والبحرين الأحمر والعربي وباب المندب والمحيط الهندي، مشيراً إلى أن كل الإجراءات التي تقوم بها القوات المسلحة لا تتعارض مع القانون الدولي والإنساني”.