الجديد برس:
مثَّل إعلان قوات صنعاء عن مرحلة رابعة من التصعيد العسكري ضد إسرائيل تحولاً جديداً وتغييراً في معادلات المواجهة ربما لم يعد بمقدور أحد تغييره، خصوصاً أن المراحل الأولى من التصعيد اليمني المتضامن مع فلسطين أتت ثمارها بشكل غير متوقع، إذ ظهرت تداعياتها على الأوضاع بشكل لم يحتمل التكتم أو التمويه، فقد وصل ضرره في الاقتصاد الإسرائيلي.
وحسب ما تكتبه الصحف والمواقع العبرية فإن الضرر حدث بشكل كبير ومتلاحق في مسار تصاعدي، أما التداعيات التي لحقت بداعمي إسرائيل خصوصاً الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا فقد ظهرت في العجز عن وقف عمليات قوات صنعاء وتغلب سلاحها غير المكلف على ما يعتبره الخبراء العسكريون أحدث تكنولوجيا في التسليح وأعلاها كلفة، وهنا يلمح خبراء إلى أن المرحلة الرابعة من التصعيد التي أعلنتها قوات صنعاء ربما تتمكن فعلاً من إجبار إسرائيل على تغيير قراراتها فيما يخص حربها المستمرة على غزة منذ أكتوبر الماضي.
موقع “يو إس إن آي نيوز” الأمريكي الذي يعنى بالشؤون البحرية نقل عن بهنام بن طالبلو، الخبير في منظمة الدفاع عن الديمقراطيات- وهي إحدى جماعات الضغط الأمريكية- أن “الحوثيين يحاولون مواكبة الواقع الإقليمي الذي خلقوه”، من خلال ما وصفه بـ”توسيع تهديدهم خطابياً”.
جاء ذلك في تعليقه على إعلان الحوثيين المرحلة الرابعة من تصعيد العمليات العسكرية البحرية ضد إسرائيل، والتي أعلنها قائد أنصار الله الحوثيين عبدالملك الحوثي، في خطاب متلفز، وأكدها المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، خلال تظاهرة في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة قبل الماضية، حيث قال إنها ستشمل السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية عبر البحر المتوسط.
وأكد بهنام أن لدى الحوثيين قدرات على تنفيذ عمليات عسكرية مؤثرة على قرار الاحتلال الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة،
كما أعاد التذكير بما تحدث عنه غالبية الخبراء بشأن أن الحوثيين هم العنصر الوحيد في محور المقاومة الذي يستخدم صواريخ بالستية مضادة للسفن، والتي ربما تقترن بصواريخ كروز مضادة للسفن وطائرات مسيّرة وألغام بحرية وزوارق حربية سريعة لزيادة التهديدات إلى الحدود القصوى، حسب تعبيره.
وكانت صحيفة “غلوبس” الاقتصادية الإسرائيلية، قالت إن تهديد قوات أكثر تعقيداً مما كان متوقعاً، ونقلت عن قائد المهمة الأوروبية الأدميرال اليوناني فاسيليوس جريباريس في تصريحات لصحيفة “دير شبيغل” الألمانية قوله إنه بعد انسحاب الفرقاطة الألمانية هيسن فإن ثلاث سفن فقط بقيت في المهمة، مؤكداً أنها لا تكفي لمواصلة حماية السفن التي يستهدفها الحوثيون، الذين قال إنهم استطاعوا إرباك أنظمة الدفاع الجوي للسفن الأوروبية من خلال إطلاق أسراب كبيرة من الطائرات المسيّرة، ليتمكن بعضها من إصابة السفن المستهدفة.
*YNP / إبراهيم القانص