الجديد برس:
تنطلق اليوم الأحد في حديقة السبعين بالعاصمة صنعاء فعاليات المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني، والذي يقام لأول مرة في اليمن، ويتواصل إلى يوم الخميس القادم السادس عشر من شهر مايو الجاري.
وتأتي أهمية المهرجان كونه جاء بعد حملة إعلامية كبيرة حاولت النيل من فاكهة المانجو اليمني، وتدمير سمعته، من خلال اختلاق مجموعة من الأكاذيب والادعاء بأن محصول هذا الموسم مليء بالديدان، وهي معلومات مغلوطة وغير دقيقة على الإطلاق، وفق ما أكدته مصادر رسمية وزراعية.
وذكرت وكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، أن المهرجان الذي تنظمه اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووزارة الزراعة والري ووحدة تمويل مشاريع المبادرات الزراعية والسمكية بأمانة العاصمة ويستمر لمدة 5 أيام في حديقة السبعين، يهدف إلى الترويج والتسويق لثمار فاكهة المانجو في اليمن، والتشبيك بين المنتجين والتجار والمصدرين والمصنعين، والتعريف بأصناف المانجو التي تزرع في اليمن.
ونقلت الوكالة عن نائب وزير الزراعة والري – نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا الدكتور رضوان الرباعي تأكيده استكمال كافة التجهيزات الخاصة بالمهرجان وتدشين فعالياته.
وأشار الرباعي إلى أهمية المهرجان في الترويج لفاكهة المانجو اليمني وتطوير آلية تسويقها، ورفع كميات الصادرات الخارجية منها، مشدداً على ضرورة تكاتف جهود الجميع والتنسيق المستمر والعمل على تطوير إنتاجية اليمن من فاكهة المانجو.
ولفت إلى “أهمية إقامة المهرجان الذي يأتي بالتوازي مع حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على دعم المنتجات الزراعية، والاستفادة من خيرات اليمن، واستخدام لب المانجو في الصناعات المحلية، بدلاً من الاستيراد من الخارج، في خطوة تهدف إلى دعم الصناعات المحلية”.
وبيّن الرباعي أن عدد المشاركين في المهرجان 120 مشارك، منهم عشر جمعيات زراعية، و26 مشارك ما بين وكلاء محليين ومصدرين خارجيين، بالإضافة إلى كبار المزارعين، وجمعيات تسويقية، وقرابة 30 من الأسر المنتجة التي تستخدم المواد الخام المحلية، إلى جانب منتجات محلية منها العسل والبن والحبوب المحلية.
وبحسب الوكالة، فإن المهرجان يضمن فعاليات وأنشطة ثقافية وتراثية، ومسرحيات هادفة، ومسابقات وجوائز عينية ونقدية، بالإضافة إلى تقديم أوراق عمل علمية يقدمها نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين الزراعيين.
وتعتبر ثمار فاكهة المانجو اليمني من أجود أنواع وأصناف المانجو في العالم وتتميز بجودة عالية ومذاق رائع ما جعلها تحظى بإقبال كبير من قبل المستهلكين محلياً وخارجياً، وفق ما أوردته الوكالة.
من جهتها، ذكرت صحيفة “الثورة” الرسمية التابعة لحكومة صنعاء، في تحقيق، أن المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني، يهدف للترويج في مجال الاستثمار الزراعي في مجال تخزين الثمار، وإيجاد برادات كبيرة ذات سعات تخزينية عالية، تكفل حفظ ثمار المانجو وتوفيرها على مدار العام لتغطية الاحتياج من العصائر للتقليل من فاتورة الاستيراد والوصول إلى مرحلة الاكتفاء.
كما يسعى المهرجان إلى إيجاد وكلاء تبريد وتسويق في كل محافظة للإسهام في إطالة فترة توفُّر المانجو في السوق، لما من شأنه الإسهام في ضمان استقرار أسعار المنتج في السوق بحيث لا يتضرر المزارع ولا الاقتصاد، بالإضافة إلى العمل على فتح أسواق خارجية، وتشجيع إقامة مصانع ومنشآت لإنتاج لب المانجو محلياً ووقف استيراد لب المانجو والعصائر من الخارج، والذي يكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة.
ونقلت “الثورة” عن وكيل وزارة الزراعة لقطاع الخدمات الزراعية، ضيف الله شملان، أن الوزارة بالتعاون مع شركاء التنمية يعملون على استيعاب المواد الخام الزراعية في الصناعات الغذائية، ومنها ثمار المانجو، حيث بدأت أولى الخطوات من خلال مجمع باجل للصناعات الغذائية، الذي سيعمل على تزويد مصانع العصائر بلب المانجو لإحلاله بديلاً عن المواد الخام المستوردة.
كما أكد وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية محمد قطران، أن تصنيع العصائر سيحقق ميزة إضافية لمنتج العصائر المحلية ويفتح الآفاق لأسواق خارجية.
وأشار قطران إلى أن الوزارة بدأت العمل على استخدام محصول الطماطم المحلي في عملية صناعة الصلصة بدلاً من الخام المستورد، في إطار خطة واسعة لتحويل كافة الصناعات الغذائية نحو استخدام مدخلات الإنتاج الزراعية المحلية في عملية التصنيع.
وأفاد رئيس اللجنة التحضيرية للمهرجان، المهندس علي هارب، أن المهرجان سيحظى بمشاركة واسعة من قبل المنتجين المحليين، والجمعيات الزراعية، ومصدري المنتجات الزراعية من تجار ومسوقين ووكلاء، والأسر المنتجة، ومعامل الصناعات الغذائية، والجهات الرسمية ذات العلاقة.
وأوضح أن المهرجان يتضمن فعاليات ثقافية وعروضاً مسرحية، ومسابقات للرسم والفنون في مجال التسويق والترويج للمنتجات المحلية، بالإضافة إلى جناح للإرشاد الزراعي، ويتضمن عدداً من الندوات وحلقات النقاش وأوراق عمل حول محصول المانجو وأهميته الاقتصادية، وطرق الترويج والتسويق الحديثة.
وأوضح مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة والري المهندس وجيه المتوكل، أن إدخال صنف التيمور إلى البلاد، وهو من أفضل وأجود أنواع المانجو اليمني، ونتيجة لأن أسعار ثماره كانت قبل سنتين إلى ثلاث سنوات مرتفعة، حيث وصل سعر الكيلو جرام إلى 2000 ريال، دفع بالمزارعين إلى تطعيم أشجار المانجو في مزارعهم سواء من أصناف السوداني والبركاني وقلب الثور وغيرها بصنف التيمور، وأدى ذلك إلى زيادة الإنتاج من ثمار التيمور بكميات كبيرة ما تسبب في تكدس كميات الإنتاج من هذا الصنف وتراجعت قيمته الشرائية ووصولها إلى أدنى مستوى لها بمعدل ثلاثة كيلو جرامات بـ1000 ريال.
مزارعو المانجو في وادي مور بمديرية الزهرة- محافظة الحديدة، لم يتوقعوا أن تتبدد أحلامهم وتتوقف طموحاتهم عن تنفيذ مشاريعهم التي خططوا لها منذ بداية الموسم خاصة، وأن مزارعهم تعج بأشجار المانجو المثمرة بشكل غير مسبوق، لكن الواقع فاجأهم بسعر السلة من أصناف (قلب الثور، والتيمور) يتراوح ما بين 2000 إلى 3000 ريال.
وأفادوا بأن ذلك تسبب لهم في حدوث انتكاسة، إذ اضطرهم للبيع بالأسعار تحت ضغط الوقت، إذ لا يمتلك أحدهم أي خيار يستطيع من خلاله التحكم بسعر محصوله السنوي من الفواكه، فيجبر، بدافع الخوف من تلف الفواكه، على البيع بأسعار متدنية.
وأرجع تجار المانجو، من جهتهم، سبب تدني أسعار ثمار المانجو إلى زيادة العرض في السوق المحلية بسبب المعوقات التي تواجه عملية التصدير وعدم وجود أسواق خارجية لاستيعاب الكميات المنتجة، مشيرين إلى أن غياب السياسات الزراعية عوامل أثرت على مبيعات هذا العدد من المنتجات الزراعية المحلية ومنها فاكهة المانجو، حيث يتجه المزارعون في موسم واحد إلى إنتاج ثمار لأفضل وأجود الأصناف مثل التيمور، ما يجعل الثمار تتكدس في الأسواق في الموعد نفسه مع قلة الطلب عليها من قبل المستهلكين فتصل الأسعار إلى أدنى مستوى لها.
مؤكدين أن ثمار المانجو من أفضل وأجود أنواع المانجو محلياً وعربياً، كما أنها تنافس وبقوة نظيراتها من ثمار المانجو الهندي والمصري وعدداً من الدول المنتجة لهذا المحصول.
وخلال شهر أبريل الماضي انتشرت شائعات عن وجود ديدان في ثمار المانجو في الأسواق اليمنية، مستغلةً وفرة المحصول في الأسواق، لكن تلك الأنباء كانت غير صحيحة، وفق ما أكدته وسائل إعلام محلية ومصادر زراعية، حيث أكدت أن بيع المانجو بأسعار مخفضة هو بسبب وفرة المحصول وليس لوجود عيب فيه.