الجديد برس:
قالت مجلة “ذا كريدل” الأمريكية، إن إعلان قوات صنعاء عن المرحلة الرابعة من التصعيد دعماً لغزة ضد “إسرائيل”، تعد إشارة واضحة إلى توسيع منطقة الصراع لتشمل البحر الأبيض المتوسط وتشديد الحصار على “إسرائيل” التي تعتمد اقتصادياً على التجارة البحرية.
وذكر تقرير مجلة “ذا كريدل” المتخصصة بالشؤون الجيوسياسية والأمنية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن التصعيد اليمني الجديد يشكل تحدياً متجدداً لـ”تل أبيب” وحلفاءها، مما يزيد من الضغوط، خاصة على واشنطن وشركائها الأوروبيين.
ورأت المجلة أن خطوة صنعاء الإستراتيجية تأتي بالتزامن مع مفاوضات وقف إطلاق النار المستمرة التي تشارك فيها حماس، التي تواجه ضغوطاً شديدة لقبول شروط مواتية لـ”إسرائيل”، وهي جزء من استراتيجية أوسع للتأثير على النتائج السياسية خارج حدود اليمن.
وبخصوص “دائرة النار” اليمنية و امتدادها البحري، فقالت المجلة إنها تشمل الآن البحر الأحمر، وبحر العرب، وخليج عدن، والمحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط ، وعلى الأرض، ينصب تركيز صنعاء على التأثير على العمق الجغرافي لـ”إسرائيل”، وخاصة مناطقها الجنوبية المتاخمة للبحر الأحمر.
وأضافت أن “عمليات البث الأخيرة أظهرت طائرة بدون طيار انتحارية بعيدة تستهدف سفينة في البحر الأحمر، مزودة بكاميرا على مقدمتها، بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تقدم يمني كبير في استخدام الصواريخ المجنحة والصواريخ الباليستية: وفقاً لمحللين عسكريين، لأول مرة في التاريخ، تم نشر صواريخ باليستية مضادة للسفن ضد السفن المحمولة بحراً، وهو تقدم نوعي في حقيبة الحيل العسكرية لقوات صنعاء”.
وتابعت المجلة “يتجلى ذلك بوضوح من خلال المقارنة بين العمليات التي قامت بها في بداية قراراتها وحتى نهايتها.. العمليات في خليج عدن وبحر العرب والمحيط الهندي، حيث تمكنت من مراكمة وتطوير قدراتها بشكل مستمر، سواء على مستوى القوة الصاروخية، أو القوة الجوية بدون طيار، أو غيرها من الأسلحة البحرية، متجاوزة مختلف الدفاعات الأمريكية والأنظمة”.
مجلة “ذا كريدل” رأت أن إخفاقات التحالفين الغربيين المكرسين لإحباط حصار اليمن على “إسرائيل” أصبحت واضحة للجميع، فمنذ أوائل أبريل، رفع العديد من قادة البحرية الأوروبية أيديهم على مرأى ومسمع من الجميع، وقال جيروم هنري، قائد الفرقاطة الفرنسية المنتشرة في البحر الأحمر لمدة 71 يوماً متتالية – في 11 أبريل إن سفينته استنفدت ترسانتها القتالية بالكامل، وبينما ستتوجه إلى الميناء لتجديد تلك الذخائر، فإن العودة لمواجهة مهمة مستحيلة.
وأكد أنه لم نتوقع بالضرورة هذا المستوى من التهديد.. كان هناك عنف غير مقيد كان مفاجئاً وهاماً للغاية.. ولا يتردد اليمنيون في استخدام الطائرات بدون طيار التي تُحلق على مستوى الماء، وتفجيرها على السفن التجارية، وإطلاق الصواريخ الباليستية .. وصرح هنري لصحيفة “لوفيجارو” الفرنسية: “كان علينا تنفيذ ما لا يقل عن ست عمليات مساعدات في أعقاب الهجمات اليمنية”.
وفي أوائل أبريل أيضاً، حذر الأدميرال فاسيليوس جريباريس، القائد اليوناني لعملية “أسبيدس” التابعة للاتحاد الأوروبي، من أن مهمته لن تنجح مع وجود ثلاث سفن حربية فقط متاحة لحماية الشحنات عبر مضيق باب المندب.. وأعرب جريباريس عن أسفه لأنه “منذ إطلاق عملية أسبيدس في 19 فبراير 2024 وحتى الآن، ظل مستوى التهديد على حاله”.
مجلة “ذا كريدل” أشارت إلى أن إخفاقات النظام الدفاعي الأمريكي، والمخاطر المتزايدة التي تواجهها التحالفات البحرية المناهضة لليمن، “أجبرتها وحلفائها على سحب أكثر من 18 سفينة من مسرح العمليات، فيما ارتفع عدد السفن الأمريكية”. وبلغ عدد السفن التي غادرت 10، فيما غادرت ثماني سفن أوروبية.
وكشفت المجلة أن التطور السريع للقدرات العسكرية لصنعاء خلال الحرب المستمرة جعل اليمن لاعباً محورياً ليس فقط على المستوى الإقليمي ولكن على المستوى العالمي، وذلك بسبب موقعه الاستراتيجي الذي يشرف على أحد أهم الممرات البحرية في العالم.
وجاء في تقرير المجلة “أظهر اليمن قدرات عسكرية بعيدة المدى وتخطيطاً استراتيجياً مُثيراً للإعجاب أربك أعظم القوى البحرية في العالم”، مشيراً إلى أن “مناورات صنعاء الهائلة في المناطق البحرية في غرب آسيا دفعتها إلى طليعة محور المقاومة في المنطقة باعتبارها العضو الأكثر قدرة على التأثير على الأمن البحري العالمي والاستقرار الإقليمي”.