الجديد برس:
قالت مؤسسة “فيوتشربلز إنترناشونال” الفرنسية للدراسات إن نجاح الهجمات البحرية اليمنية المتضامنة مع غزة وفشل القوى الغربية في ردعها، يُعيد تشكيل الجغرافيا السياسية للطاقة.
ونشر موقع المؤسسة، يوم الثلاثاء، تقريراً جاء فيه أن “جماعة الحوثيين الإسلامية اليمنية هي أكثر بكثير من مجرد وكيل لإيران، والاستراتيجية الماكرة التي تم تبنيها لاستهداف السفن دفعت بالغرب، وخاصة أوروبا، إلى إدراك التهديد الواضح المتمثل في انقطاع تدفقات الطاقة في نقاط التفتيش الحيوية”، حسب قوله.
وأضاف: “من خلال سيطرتهم على جزء فقط من اليمن، تمكن الحوثيون من مقاومة التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات العربية المتحدة في حرب طويلة تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، ومع سيطرتهم على غرب اليمن وفي وضع مثالي للإشراف على حركة المرور البحرية عبر قناة السويس ومضيق باب المندب، أطلق الحوثيون تحديهم للنظام العالمي”.
واعتبر التقرير أنه إلى جانب “دعم القضية الفلسطينية رسمياً” فإن الحوثيين “يقومون بحكم الأمر الواقع بتوسيع سيطرتهم على المناطق البحرية المجاورة، فمن العاصمة صنعاء، أصدرت الجماعة حظراً رسمياً على جميع السفن المرتبطة بإسرائيل، وكذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة”، لافتاً إلى أن ذلك أظهر الحوثيين “كحركة مقاومة بطولية أمام العالم العربي المحبط بسبب الافتقار إلى الحلول للفوضى في غزة”.
ويرى التقرير أنه “مع عدم ردع الحوثيين بالعقوبات، وتمركز الأساطيل الغربية على بعد أميال فقط من شواطئ اليمن، وشن غارات جوية متعددة، فإنهم يلعبون دوراً رائداً في إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية العالمية للطاقة”.
وقال إن “هذا ليس شيئاً جديداً، فبالعودة إلى عام 2019، قصفت الطائرات بدون طيار والصواريخ التابعة للحوثيين منشآت النفط الرئيسية ومنشآت المعالجة في السعودية، واضطرت الرياض إلى تقليص أكثر من 50% من إنتاجها النفطي، أي ما يعادل 5% من الإمدادات العالمية، وكان رد فعل الأسواق في حالة صدمة، فخلال أول يوم كامل من التداول، ارتفع سعر خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط (غرب تكساس الوسيط) بشكل كبير، وشهدا أكبر زيادة في الأسعار في يوم واحد خلال العقد حتى عام 2019، وفي نهاية المطاف، أجبرت التهديدات التي يتعرض لها إنتاج النفط السعودي الرياض على إعادة التفكير في استراتيجيتها في اليمن والعودة إلى طاولة المفاوضات”.
وتابع: “إن قيادة المجموعة اليمنية تعرف كيف تلعب جيوسياسية الطاقة بشكل جيد للغاية، حيث تعمدت تمزيق الممر الحيوي الذي يربط بين حوضي المحيط الأطلسي والهندي، وبسبب القيود الجيوسياسية الإقليمية، رفضت الرياض تقديم الدعم العلني للغارات الجوية التي يشنها التحالف الغربي خوفاً من المزيد من التداعيات”.
وقال إنه “في غضون ذلك، أدى انخفاض الرحلات عبر تلك المنطقة إلى قيام ناقلات النفط الخام والمنتجات النفطية والغاز الطبيعي المسال بتحويل رحلاتها حول أفريقيا”، مشيراً إلى أن “شركتي الطاقة العملاقتين بي بي وشيل، ومقرهما المملكة المتحدة، أوقفتا جميع الشحنات عبر المنطقة، على أمل أن يكون هذا مجرد واقع قصير الأمد”.