الجديد برس:
قالت صحيفة “إن جي” الروسية إن قوات صنعاء تستعد لعزل “إسرائيل” عن البحر المتوسط، بعد أن حققت نجاحاً في عملياتها بالبحر الأحمر ونفذت ضربات ناجحة في المحيط الهندي، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة فشلت في مواجهة الحوثيين عسكرياً وفي إغرائهم بالدبلوماسية، وواجهت مأزقاً في حشد حلفائها ضدهم.
ونشر موقع الصحيفة هذا الأسبوع تقريراً، حمل عنوان: “الحوثيون مستعدون لعزل إسرائيل عن البحر الأبيض المتوسط”، ذكر فيه أن “البنتاغون قال إن حركة أنصار الله اليمنية تمتلك الآن أسلحة قادرة على الوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وتظهر هذه التقييمات أن المجموعة، التي تستهدف السفن التجارية قبالة سواحل اليمن منذ بداية حرب غزة، تمتلك أسلحة متقدمة”.
وأضاف: “لقد أوضحت قيادة أنصار الله بالفعل أنها لا تريد تقديم تنازلات لواشنطن، ومما يعقد الوضع الأمني بالنسبة للولايات المتحدة أن المزيد والمزيد من الدول المجاورة لليمن ترفض توفير الأراضي لتوجيه ضربات ضد الحوثيين”.
وقال إن: “حركة أنصار الله تنوي مهاجمة السفن المتوجهة إلى الموانئ الإسرائيلية على نطاق واسع، حسبما صرح المتحدث الرسمي باسم القوات التابعة للحركة، يحيى سريع، مطلع الشهر الجاري، وهدد قائلاً: سنهاجم جميع السفن المتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط، وكذلك في أي منطقة في متناول أيدينا”.
وذكر التقرير أنه “منذ أن بدأت الجماعة باستهداف السفن رداً على الأحداث في غزة، زادت قدرتها، وفي مارس أوضح الحوثيون أنهم قادرون على قطع طريق السفن عبر المحيط الهندي إلى رأس الرجاء الصالح”.
وأضاف أنه “في يناير بدأت الولايات المتحدة وبريطانيا العظمى قصفاً مكثفاً لمواقع أنصار الله، لكن الوضع لم يتحسن، ثم حاول الجانب الأمريكي نقل مقترحات سلام إلى المجموعة، مع وعد بحوافز مالية، ولم يقتنع الحوثيون، وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى لأنصار الله: الآن الأمريكيون يذلون ويقنعوننا عبر وسطاء بالتخلي عن قرار دعم غزة، لكننا نرفض مقترحاتهم لأنها تتعارض مع ديننا وقيمنا ومبادئنا، مشيراً إلى أن القوات الدولية فشلت في المواجهة العسكرية، فتحول الحديث إلى الدبلوماسية”.
واعتبر التقرير أنه “بالنسبة للبنتاغون، فإن الوضع معقد بسبب حقيقة أن الحلفاء العرب يحاولون الحد من وصوله إلى القواعد العسكرية في المنطقة عندما يتعلق الأمر بالعمليات ضد الحوثيين، وتفسر دول الخليج ذلك بمخاوف أمنية، وفي الآونة الأخيرة، أعلن لاعبون من القرن الأفريقي أيضاً عن موقفهم الثابت، حيث أوضح رئيس وزراء جيبوتي عبد القادر كامل محمد، في حديث مع بلومبرغ، أن بلاده منعت الولايات المتحدة من استخدام قاعدة كامب ليمونييه للاستطلاعات البحرية كجزء من العمليات العسكرية على الأراضي اليمنية، وقال: لا نريد أن ننجر إلى حرب الولايات المتحدة وقلنا لهم: كونوا حذرين، لا تجلبوا الحرب إلى هنا”.
وأجرى مسؤولون في البنتاغون محادثات مع نظرائهم في مجلس التعاون الخليجي في الرياض قبل أيام لمناقشة الحاجة إلى الحد من تهريب الأسلحة الإيرانية إلى الحوثيين. وكانت القضية المنفصلة على جدول الأعمال هي الحاجة إلى تعزيز التعاون في مجال الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل. وتعتقد الولايات المتحدة أن هذه التدابير يجب أن تشمل توسيع تبادل المعلومات الاستخبارية بين واشنطن والعواصم العربية، فضلاً عن الاتفاق على قواعد الإنذار المبكر للهجمات الصاروخية. ويؤكد البنتاغون أنه يفضل أن يكون أكثر فعالية في البحر.
ونقل التقرير عن كبير الباحثين في مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات، يوري ليامين، قوله إن “أنصار الله يمكنهم على الأقل استخدام الطائرات الانتحارية بدون طيار لتحقيق أهدافهم في شرق البحر الأبيض المتوسط”، مشيراً إلى أن “طائرة وعيد2 اليمنية يصل مداها إلى 2500 كيلو متر، ومن المؤكد أن هناك نسخة من هذه الطائرات بدون طيار يمكنها ضرب أهداف تتحرك في عرض البحر”.
وأضاف: “من المحتمل أن يكون لدى الحوثيين أيضاً نسخ مضادة للسفن من صواريخ كروز قدس-4 الأطول مدى، والتي يصل مداها إلى ألفي كيلومتر”.
وأوضح أن “هناك بالفعل مثالاً ناجحاً لضربة بعيدة المدى، وإن كان ذلك في منطقة مختلفة: في نهاية أبريل، ضربت طائرة بدون طيار تابعة للحوثيين مجهولة الهوية سفينة إم إس سي أوريون في المحيط الهندي على مسافة كبيرة جداً من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”.