الجديد برس
كتب / محمد عبد القدوس
نائب رئيس مجلس إدارة وكالة سبأ الرسمية
يعتبر الإعلام هو وسيلة التواصل بين المجتمعات في كل أنحاء العالم فأساس الإعلام هو الإتصال والتواصل وقد عمل الإنسان بكافة أنواع التواصل منذ القدم ساعياً للتواصل مع أقرانه ثم مع المحيط الذي يحيا به ثم مع كل من يستطيع أن يصل إليهم في حدود عالمه .
وتلعب وسائل الإعلام أدواراً مهمة في كل الأوقات في الحرب والسلم من خلال تتبع الأحداث والتطورات على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية ونقل الحقائق ورفع المعنويات وتأكيد الانتماء وكذا التصدي للأجهزة المضادة والحملات النفسية المعادية التي قد يكون من شأنها التأثير على الروح المعنوية للمواطنين وأداء الجيش وتحصين الفرد المقاتل ضد الحرب النفسية .
كما تقوم وسائل الإعلام بشن حملات نفسية مدروسة بأسلوب علمي ضد العدو وإقناع الجمهور ببطلان قضيته وإنذار العدو بالفشل وخفض روحه المعنوية إضافة إلى نقل الصورة الحقيقية عن ما يدور في البلد والآثار المختلفة للعدوان .
وسنتحدث في هذه الورقة بشكل بسيط عن أداء وسائل الإعلام اليمنية الوطنية خلال عام من العدوان السعودي الأمريكي والتي حاولت أن تصمد وان تقوم بواجبها في مواجهة هذا العدو المريض الذي يقتل البشر ويدمر الحجر لكنها – أي وسائل الإعلام الوطنية – تعرضت لأبشع أنواع القرصنة والحجب والتضييق من قبل ذلك العدو رغم البنية التحتية البسيطة التي يمتلكها الإعلام اليمني لكنه قدم نماذج مشرفة في مواجهة العدو الذي سخر من الإمكانيات الإعلامية الكثير واشترى ذمم أغلب الوسائل الإعلامية العربية التي باعت نفسها وتخلت عن مهنيتها وأخلاقيات العمل الإعلامي. –
العدوان السعودي الامريكي واستهداف وسائل الإعلام اليمنية : أيقنت قوى العدوان أهمية الدور الذي تقوم به وسائل الإعلام اليمنية في كشف جرائم العدوان ضد الشعب اليمني وما تقوم به من دور تنويري لتعزيز صمود اليمنيين في مواجهة تلك القوى المعادية لذلك فقد عمل العدوان على إسكات تلك الوسائل إما من خلال قصفها وتدميرها أو حجبها بهدف حجب حقيقة العدوان الذي يستهدف اليمن أرضاً وإنساناً ويدمر البنى التحتية ويرتكب أبشع الجرائم في حق الشعب اليمني .
أولاً : القنوات الفضائية والإذاعات جعل العدوان السعودي الأمريكي من القنوات الفضائية الوطنية هدفاً رئيسياً له بهدف إسكات الصوت الوطني المقاوم للعدوان حيث استهدف بغاراته الجوية مباني تلفزيون الجمهورية اليمنية والإرسالات الإذاعية والتلفزيونية وقناة اليمن اليوم وقناة المسيرة وعدد من الإذاعات المحلية وحجب القنوات وإطلاق قنوات مزيفة تحمل أسماء وشعارات القنوات الوطنية ويمكن تلخيص تلك الاعتداءات التي تعرضت لها القنوات الفضائية فيما يلي: –
تدمير مباني التلفزيون الرسمي التي تضم ( قناة اليمن الفضائية – قناة سبأ الفضائية – قناة سبأ الفضائية ) – تدمير مباني قناة اليمن اليوم الفضائية – تدمير مباني قناة المسيرة الفضائية ومكتبها في محافظة صعدة – تدمير محطات الإرسالات الإذاعية والتلفزيونية – تدمير مباني إذاعة حجة – تدمير مباني إذاعة صعدة – إيقاف بث القنوات الفضائية الرسمية والحزبية والأهلية من البث عبر قمر عربسات وقمر نايلسات لعدة مرات ( قناة اليمن الفضائية – قناة سبأ – قناة الإيمان – قناة عدن – قناة اليمن اليوم – قناة المسيرة قناة الساحات ) – إطلاق قنوات مزيفة تحمل أسماء وشعارات مزيفة للقنوات الفضائية اليمنية الرسمية – حجب القنوات الفضائية عبر شبكة الأنترنت واليوتيوب وغيرها من مواقع التواصل –
استشهاد عدد من الإعلاميين في عدد من القنوات الفضائية صمود القنوات الفضائية والإذاعات في وجه العدوان : رغم كل تلك الاعتداءات والمحاولات للعدوان السعودي الأمريكي إسكات تلك القنوات لحجب الحقيقة عن العالم كي يمارس جرائمه وعدوانه على الشعب اليمني ويمارس التضليل الإعلامي الكبير على العالم إلا أنها صمدت ونهضت وقامت بأداء واجباتها الوطني وعاودت الظهور من جديد لتبقي القضية اليمنية حاضرة وتكشف جرائم العدوان وانتهاكاته الجسيمة في حق الشعب اليمني وتبعات حصاره الجائر الذي أوصل البلاد إلى حالة إنسانية كارثية كما نجحت هذه القنوات والإٌذاعات في تجاوز تلك الظروف وفك الحجب ومعالجة إشكالياته وإعادة البث بترددات جديدة سواء عبر القمر الروسي أو غيره وانتظام برامجها رغم كل الظروف الصعبة التي تواجهها من كافة النواحي وقدمت صورة واقعية وحقيقية عن بشاعة العدوان وانتهاكاته .
ثانياً وكالة الأنباء اليمنية سبأ والمؤسسات الصحفية والمواقع الإلكترونية :
عانت وكالة الأنباء اليمنية سبأ والمؤسسات الصحفية والمواقع الالكترونية الكثير جراء العدوان السعودي الأمريكي الغاشم والحصار الجائر الذي اثر على كل مناحي الحياة وجعل هذه الوسائل تعمل بأبسط الإمكانيات بل وفي الحدود الدنيا كما عمل العدوان على استنساخ موقع وكالة الأنباء اليمنية سبأ وحجب الكثير من المواقع الالكترونية حتى يبقي الحقيقة غائبة عن العالم .
لكن رغم كل ذلك استمرت تلك الوسائل في أداء دورها المناط بها ونجحت في فضح العدوان وتعريته وكشف جرائمه للعالم إضافة إلى أن الإعلام نجح وبشكل كبير في تعزيز الصمود الشعبي وإبراز البطولات التي يحققها الجيش واللجان الشعبية في مختلف ميادين الشرف والكرامة .
ولقد عملت وكالة الأنباء اليمنية سبأ والمؤسسات الصحفية والمواقع الالكترونية على تحدي الظروف الصعبة وأسهمت جميعها في إيصال الرسالة الإعلامية الوطنية الصادقة إلى كافة أصقاع العالم وأفشلت أهداف العدوان وخططه الرامية إلى التغطية على تلك الجرائم التي يرتكبها في حق الشعب اليمني رغم تلك الظروف وكانت الوكالة والمؤسسات الصحفية والمواقع الالكترونية أول الحاضرين والمبادرين في مواجهة العدوان والته الحربية والإعلامية التي اعترف العدو بأن الإعلام اليمني تغلب عليها بإمكاناته البسيطة المادية والبشرية.
ثالثاً : الإعلام الحربي لعب الإعلام الحربي دوراً فاعلاً وكبيراً في كل ما يدور في ميادين الشرف والعزة والكرامة من معارك ونقل حقيقتها إلى العالم رغم إمكانياته البسيطة كما كان له دوراً مهما في إبطال أكاذيب وسائل إعلام العدوان وزيفها متفوقاً على الآلة الإعلامية الهائلة للعدوان وقد قدم الإعلام الحربي في سبيل ذلك قوافل من الشهداء الأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة في سبيل وطنهم حيث كانت أيادي كوادر الإعلام الحربي على الزناد لنقل طبيعة الأحداث على الساحة للشعب اليمني والرأي العام الخارجي .
ومما لاشك فيه إن الإعلام الحربي في اليمن الذي قدم كوكبة من خيرة كوادره في سبيل كشف الحقيقة وبيانها للعالم استطاع أن يقهر الأعداء بنقل الحقائق والوقائع من قلب الأحداث بمهنية عالية وصدقية أبهرت كل المتابعين في العالم كما إنه حقق قفزة نوعية في كشف وإظهار الحقائق للرأي العام إزاء ما يرتكبه تحالف العدوان السعودي الأمريكي من جرائم ومجازر بحق أبناء الشعب اليمني.
ولم يكتف الإعلام الحربي بأبطاله بنقل ما يدور من أحداث فحسب لكنه تعدى ذلك بنقل المتابعين إلى مختلف جبهات الصمود وميادين الشرف والبطولة وتوثيقها بالصوت والصورة والكلمة الصادقة.
خلاصة منجزات الإعلام اليمني ودوره في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي استطاعت وسائل الإعلام اليمنية مواجهة العدوان السعودي الأمريكي من خلال قيامها بما يلي : –
مجابهة الحملات الإعلامية المضللة التي يشنها العدوان السعودي على اليمن بالتوازي مع عدوان آلته العسكرية على اليمن واليمنيين .
تفنيد الادعاءات التي يسوقها العدوان الغاشم بأن ما يشنه على اليمن من قصف وتدمير نابع من حرصه على أمن اليمن واستقراره فيما هو يهدف إلى تفكيك أواصره وتقسيم بنيانه .
إيصال الرسالة الحقيقية للعالم ونقل الصورة الصحيحة والمظلومة التي تقع على اليمن واليمنيين من قتل للأطفال والنساء وحصار وتجويع للمواطنين وتشريدهم. –
أن الإعلام اليمني رغم العوائق التي تقف أمامه إلا أنه أثبت صموده في وجه العدوان من خلال إظهار حقيقة ما يرتكبه العدوان من جرائم بشعة تستهدف اليمن وأبناءه وخاصة النساء والأطفال . –
تمكن الإعلام اليمني من تحقيق عنصر السبق الصحفي- وهو أهم عنصر في مجال الإعلام- وتغلب على وسائل إعلام أقل ما يمكن وصفها أنها دولية وتعد السباقة في تغطية الكثير من الأحداث وتمتلك إمكانات إعلامية هائلة. –
استطاع كسب ثقة الجمهور وتحصينه وتعدى ذلك إلى الرأي العام العالمي، وكان له شرف الريادة في تعزيز الصمود وتماسك المجتمع وتنوير الجمهور بحقيقة العدوان والمؤامرات التي تحاك ضد الوطن . –
شكلت وسائل الإعلام اليمنية عامل قلق للعدو ما دفعه على الاستعانة بأكبر الخبرات الإعلامية لمتابعة ما ينشر في وسائل الإعلام في اليمن. –
الإعلام اليمني تمكن من ابتكار وسائل وطرق جديدة وتغلب على التحديات والصعوبات التقنية. وأخيرا لا يختلف أثنان على أن العدو ركز على الجانب الإعلامي بشكل كبير ربما أكثر من عملياته العسكرية وحشد كل الطاقات، لكن الإعلام اليمني استطاع أن يتصدى لهذه الهجمة الإعلامية وأنتصر على إعلام العدو، وعلاوة على ذلك استطاع أن يطلق العنان لطاقاته وبمساحة من الحرية التي مكنته من العمل في هذه الظروف الصعبة بالرغم من أنه كان المستهدف الأول.
ولن نجانب الصواب إذا قلنا أن ما قام به الإعلام اليمني منذ بدء العدوان على اليمن تجربة فريدة وسيأتي اليوم الذي تدرس فيه هذه التجربة ويسبر أغوارها الباحثين.