الجديد برس|
تشهدت مدن وعواصم عالمية تظاهرات وفعاليات ومستمرة، فيما قدم مسؤولون كبار استقالاتهم ودعاوى قضائية ضد إسرائيل ومؤيديها على خلفية حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة.
وشارك الآلاف في تظاهرات نظمت في العاصمة الفرنسية باريس والعاصمة النمساوية فيينا ومدينة فوبرتال الألمانية والعاصمة برلين وآرهوس الدنماركية والعاصمة كوبنهاغن ومانشستر وبورنموث في بريطانيا والعاصمة لندن مالمو. وأبسالا في السويد، دعماً للشعب الفلسطيني، والمطالبة بوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وفي سياق متصل، تصاعدت الدعاوى القضائية العالمية ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، على خلفية جرائم حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث أعلن رئيس دولة تشيلي، جابريال بوريتشعن أن بلاده ستنضم إلى جنوب إفريقيا في دعواها ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية. وفق ما نشرته وكالات الأنباء اليوم الأحد ورصده موقع “يمن إيكو”.
ورفعت جنوب إفريقيا في نهاية ديسمبر الماضي، دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، متهمة إسرائيل بارتكاب جرائم حرب إبادة في قطاع غزة، وفي يناير الماضي، أمرت المحكمة إسرائيل بمنع أي عمل من أعمال الإبادة الجماعية والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وفي 24 مايو الماضي، أمرت محكمة العدل الدولية مجدداً إسرائيل بوقف هجومها العسكري “فوراً” في رفح، مطالبة بالإبقاء على معبر رفح بين مصر وغزة مفتوحاً.
وفي وقت سابق، طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، إصدار مذكرات اعتقال على خلفية جرائم مفترضة ارتُكبت في قطاع غزة وإسرائيل ضد 3 قادة في “حماس” ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه.
وأمس السبت، رفع نائب رئيس الوزراء البلجيكي وزير النقل جورج غيلكينيت، دعوى قضائية ضد شركة الطيران الإسرائيلية تشالينغ إيرلاينز، بسبب شحنها معدات عسكرية إلى إسرائيل من مطار لييج الدولي في بلجيكا.
وقال غيلكينيت -وفقاً لصحيفة دي مورغن الناطقة بالفلمنكية- إنه عقب تداول أنباء عن نقل تشالينغ إيرلاينز معدات عسكرية إلى إسرائيل عبر مطار لييج، تم إجراء التحقيقات اللازمة ورفع دعوى قضائية على إثرها.
واعتبر أن الأمر الآن متروك للمحكمة لاتخاذ الخطوات اللازمة، مشيراً إلى أن نقل المتفجرات جواً يتطلب الحصول على تصريح خاص، وهو ما لا تملكه شركة الطيران المعنية، حسب قوله.
وفي معرض تبريره للخطوة، قال إنها تهدف أيضاً إلى سد كافة الثغرات القانونية أمام عمليات نقل الأسلحة إلى إسرائيل، حتى نتمكن من المساهمة في وقف الأعمال الوحشية في قطاع غزة، مضيفاً: “يجب أن نمنع بلجيكا من تسليح الجيش الإسرائيلي والتواطؤ بشكل سلبي في المذبحة بغزة”.
يشار إلى أن 4 منظمات مدنية بلجيكية أعلنت أن الأسلحة الأمريكية المرسلة إلى إسرائيل يتم نقلها عبر مطار لييج الدولي الواقع شرق العاصمة بروكسل.
والخميس الفائت، استقال مسؤول آخر في إدارة بايدن احتجاجاً على تعامل واشنطن مع الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، بحسب تقرير نشرته وسائل إعلام غربية.
وصرح ألكسندر سميث، وهو متعاقد مع وكالة المعونة الدولية الأمريكية، لصحيفة الغارديان ومقرها المملكة المتحدة، أنه عُرض عليه إنذار نهائي بعد إعداد ورقة بحثية حول وفيات الأطفال والأمهات الفلسطينيين: إما الاستقالة أو الفصل من العمل.
وقال سميث، وهو مستشار كبير سابق لشؤون النوع الاجتماعي وصحة الأم والطفل والتغذية، لصحيفة الغارديان، إن العرض التقديمي لبحثه في أحد المؤتمرات تم إلغاؤه في نهاية المطاف من قبل القيادة العليا للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. واستقال يوم الإثنين الماضي، منهياً فترة عمله التي استمرت أربع سنوات في الوكالة، ووجه رسالة إلى مديرة الوكالة سامانثا باور، مهاجماً ما وصفه بالمعاملة غير المتساوية التي تقوم بها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لمختلف البلدان والأزمات، مع الإشارة بشكل خاص إلى معاملة الوكالة للفلسطينيين.
ووفقاً لصحيفة الغارديان، كتب سميث: “لا أستطيع أن أقوم بعملي في بيئة لا يمكن فيها الاعتراف بأشخاص محددين كبشر كاملين، أو حيث تنطبق مبادئ النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان على البعض، ولكن ليس على الآخرين، اعتماداً على عرقهم”.
ومنذ بدء حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة عقب أحداث السابع من أكتوبر، استقال العديد ممن يشغلون مناصب بارزة في جميع أنحاء العالم احتجاجاً على الحرب الإسرائيلية المستمرة على غزة، بدءاً من كبار المسؤولين وحتى الأكاديميين. وهنا نظرة على عدد قليل:
كريغ مخيبر، مدير مكتب نيويورك للمفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، بسبب “فشل الأمم المتحدة في فلسطين”، وأن الحكومات الغربية مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ومعظم أوروبا “متواطئة بالكامل” في “الإبادة الجماعية” للفلسطينيين في غزة.
وكتب كريج موخيبر إلى فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: “مرة أخرى، نشهد إبادة جماعية تتكشف أمام أعيننا، والمنظمة التي نحن نخدم فيها تبدو عاجزة عن إيقافها”.
مخيبر محامٍ ومتخصص في القانون الدولي لحقوق الإنسان والسياسات والمنهجية، وقد خدم في الأمم المتحدة منذ عام 1992، حيث عمل كمحامٍ كبير في مجال حقوق الإنسان في فلسطين وأفغانستان والسودان.
البروفيسور كامل حواش، حزب العمال البريطاني، أكاديمي بريطاني فلسطيني من حزب المعارضة الرئيسي في المملكة المتحدة بسبب موقف الحزب من إسرائيل. وكتب حواش رسالة مفتوحة إلى زعيم الحزب على حسابه في منصة “إكس” قائلاً: “لقد تابعت موقف الحزب من فلسطين وإسرائيل بفزع. لقد انضممت أنت بنفسك إلى الدعم الأعمى لإسرائيل”، مؤكداً أن حزب العمل قام بتعليق وطرد أعضائه اليهود بسبب التعبير عن دعمهم للفلسطينيين.
جوش بول، مدير وزارة الخارجية الأمريكية، استقال من المكتب المسؤول عن نقل الأسلحة إلى الدول الأجنبية، وكان قد شغل منصب مدير شؤون الكونجرس والشؤون العامة في المكتب لمدة 11 عاماً، احتجاجاً على دعوة إدارة بايدن لمواصلة إرسال الأسلحة والذخيرة إلى إسرائيل، والمساعدة في قصفها لغزة.
وكتب على صفحته: “كنت أعلم أن الأمر لا يخلو من التعقيد الأخلاقي والتنازلات الأخلاقية، وقد قطعت على نفسي وعداً بعدم البقاء في منصبي طالما شعرت بالضرر الذي قد أسببه، وجاءت استقالته في 18 أكتوبر في نفس اليوم الذي زار فيه الرئيس الأمريكي بايدن إسرائيل لإظهار دعمه علناً.
كوثر بوشالخت، النائب عن حزب جروين لينكس الهولندي وسياسية هولندية وعضو البرلمان، اعتذرت عن ترشحها للانتخابات العامة المقبلة في البلاد احتجاجاً على موقف حزبها من إسرائيل والعنف المتزايد في غزة.
وقالت في منشور لها على إنستغرام: “الآن هو الوقت المناسب للسياق، وهو ما كان ينبغي أن يكون عليه الحال منذ البداية، لأنه بدون العدالة يصبح السلام بعيداً ويستمر الأبرياء في دفع الفاتورة بحياتهم”، وانتقدت دعم حزبها السياسي الأخضر- الذي يدعو إلى اقتصاد عادل ومكافحة أزمة المناخ، لافتقاره إلى عمل يعكس مبادئه كأن يكون له موقف صارم وقوي حول التاريخ الدموي لإسرائيل في فلسطين.
ومع استمرار الهجمات والمجازر الإسرائيلية على غزة، تواجه إدارة نتنياهو مستوى غير مسبوق من العزلة، عالمياً وإقليمياً، وسط تضاعف المخاطر التي باتت تهدد إسرائيل، وبصرف النظر عن إدارة بايدن وعدد قليل من الدول الأوروبية. وفق ما أكدته جريدة ديلي صباح التركية.
وإذا استمرت حكومة نتنياهو في تكتيكاتها القاسية في غزة، فإن الأزمة الأمنية التي تعيشها إسرائيل قد تصبح غير قابلة للإصلاح، الأمر الذي يثير تساؤلات بالغة الأهمية حول وجود إسرائيل في المستقبل.