الجديد برس : اراء
كتب الصحفي / عابد المهذري
الشعبي العام حين يشق الصف الوطني لارضاء تحالف العدوان !!
يتفنن المؤتمريون للاسف الشديد في ممارسة الانتهازية السياسية بأخبث تجلياتها دونما وضع اي اعتبارات لحساسية المرحلة الراهنة او مراعاة حسابات اللحظة الخطيرة ؛ كما لو صناع القرار داخل المؤتمر يسعون لتسريع وقوع الاحتمالات الكارثية ويعملون جاهدين على تفجير الصراع مع القوى الوطنية بما يخدم اعداء اليمن ويحقق لتحالف العدوان على اليمن ما يحلمون به .
شق الصف هذه المرة بايدي مؤتمرية بات اكثر من نصف حقيقة تمضي للاكتمال ، حيث تتداعى مؤشرات كثيرة للجزم بنوايا غير بريئة يتأهب حزب المؤتمر لتنفيذها في المرحلة القادمة ، ويراد ان تكون بدايتها السبت القادم تحت غطاء التظاهرات الجماهيرية للتنديد بالعدوان في ذكرى العام الاول ومن ميدان السبعين ، مما يجعل الاستفهامات الحائرة تتكهن لماذا الان وهذا التوقيت والمكان بالذات وما السر وراء الانفراد بالمهمة دون بقية شركاء العملية الوطنية ؟
انتهز الزعيم وحزبه ما حدث في البلاد من متغيرات جذرية في العامين الماضيين باسقاط حكومة ودولة العمالة والخيانة واستعادة السيادة اليمنية بالخلاص ثوريا من التبعية السعودية والوصاية الخارجية ، ووجدها المؤتمر الشعبي العام فرصة مواصية لاعادة تموضعه على الخارطة السياسية التي كان قد رمي الى هامشها بفعل استسلامه امام خصومه السياسيين متقبلا البقاء خارج اللعبة مقابل الستر وسلامة بقية الاهل والمال من المحاكمة والمصادرة ومصير معمر ومبارك وصدام ، لكنه نسي او بالأصح تناسى كل ذلك مع حدوث مالم يكن له في حسبان عندما راى من كان يخافهم ويخشاهم ممن أسقطوه عن العرش وازاحوه من السلطة يتساقطون ويتهاوون تحت نعال المستضعفين اليمنيين ، وبدلا من استلهام الزعيم والمؤتمر للدروس والعبر واستيعابها كتجربة حياة قاموا بالعكس تماما بغرور فائض واستخفاف زائد بقدرة الاخرين وكفائتهم ، ظنا انهم الاذكياء والعباقرة باستخدامهم الحيلة والطعن من الخلف وسيلة للحصول على مكاسب ومناصب واوراق ضغط على اساس ان مايقومون به هو مجرد سياسة ودهاء قانونها لا يحمي الشعث الغبر المتبردقين ، وهنا تكمن الانتهازية ويتجسد معنى الغباء بحقيقته العميقة لو كانوا يفقهون عواقب المكر السيئ انطلاقا من اقرب الناس اليهم ، اولئك الذين تربوا في حضن الزعيم واثروا وتعملقوا بفضله وفي اقرب مزاد باعوه وانقلبوا عليه وانشقوا عنه ، وها هو باسلوب مشابه يفعل مثلهم من حيث يجرجره شيطان ذنوبه الى نهايات قد تسوقه وصحابه لمهالك وخيمة لو تفكر قليلا او تأمل وحسبها حسبة صحيحة وفق قاعدة تقاسم المغارم لا الاستئثار بالمغانم .
لذا فان محاولة استعراض الشعبي العام لقوته الشعبية بمظاهرات السبت القادم تكرس عقلية المؤتمر الاستحواذية وتعكس نية الزعيم ورجالاته المتمرجحة بين الصفقات والخيانات تتويجا لمسيرة ثلاثة عقود من الاداء بذات العقلية وذات النوايا واستمرارا للعمل وفقها بدون ادراك للتغير الطارئ الغير قابل بالتعامل ذهنيا وعمليا بهذه المفاهيم التي عفى عليها الزمن الثوري ولفظها للابد بفضل وعي جديد يفهم جيدا معاني الوطنية كما ينبغي وبما لا يسمح بتمرير اللاعيب المخادعة استشعارا لمسئوليات الوفاء لتضحيات الشهداء ارواحا ودماء لا تقبل المتاجرة بها او تجاوز مبادئ ضحوا في سبيل ترسيخها .
اما لو توقفنا قليلا عند دعوة المؤتمريين للنديد بالعدوان في ميدان السبعين ، فاننا وبحسبة بسيطة سنجدها تخدم العدو من حيث تدعي مناهضته ، تشق الصف بتقديم خدمات مجانية للاعداء حين تثير الشكوك والبلبلة وتشعل الفتنة وتفتح مجالا للشوشرة والاختراق والضغينة .
لن نسأل اين كان المؤتمريين طيلة عام كامل من مئات التظاهرات والمسيرات وألاف الوقفات الاحتجاجية والفعاليات الشعبية والجماهيرة المنددة بالعدوان وجرائمه وبالسعودية وحلفائها ، اين كانوا كل هذا الوقت وشوارع وساحات ومدن وقاعات وميادين مختلف محافظات وقرى وارياف اليمن تخرج بالملايين في مظاهرات حاشدة ضد العدو ، اين كان الزعيم والمؤتمر طوال 12 شهرا من التعبئة الوطنية وقوافل الاسناد لجبهات القتال وحملات التبرع والتوعية ومواثيق الشرف واللقاءات القبلية والشبابية والنسوية والاعلامية ووووووو الى ما لا يحصى ويعد من الاعمال العظيمة التي غاب عنها السبعينيون الطحاطيح وحضر شرفاء المؤتمر البسطاء الكادحين جنبا الى جنب مع الشعث الغبر .
لن نجيب على السؤال ، حتى لا نقدم بالادلة والبراهين الموثقة ان مؤتمريو ميدان السبعين كانوا معارضين لتلك الاعمال الوطنية العظيمة .. يسخرون من مظاهرات باب اليمن و مسيرات ابناء الحديدة واب وذمار وحجة وعمران وصعدة و ريمة وصنعاء وتغز وغيرها ، يتهمون من يحاربون بنهب مخازن الاسلحة ، يشمتون بتشييع ومعارض الشهداء ، ينشرون الشائعات المغرضة عن المكونات الصادقة والشريفة ، يتخاذلون عن تلبية نداء الواجب ويثبطون المندفعين للجهاد والعطاء
عن تقديم ما يقوون عليه ، يربكون المتفانين بافتعال المشاكل والضجيج وتضخيم الاخطاء الصغيرة ، يشوشون المشهد سياسيا واعلاميا بمهاجمة المخلصين وتشويه النزهاء ، يسرقون الانتصارات العسكرية لابطال الجيش واللجان الشعبية وينسبونها لانفسهم ، تمنتعون عن الشراكة في ادارة شئون الدولة ويختلقون العوائق والعراقيل لاحباط الجهود المبذولة ، يتخبطون في تسجيل المواقف الواضحة ويداهنون العملاء والمرتزقة ودول العدوان بالعروض وتقديم التنازلات طمعا في نيل رضاهم ، يتمادون في الفحشاء والتحريض واللعب من تحت الطاولة ومن خلف الاقنعة والاطراف الاخرى تتسامح معهم وتتجاوز عنهم ، بينما هؤلاء المغاوير السبعينيون يستغلون التزام اليمنيين الوطنيين بعدم شق الصف وعدم اثارة الخلاف بانتهازية بشعة ، يحتمون بمترس عدم شق الصف لشن هجماتهم الممزقة للصف الوطني وستجدون في باطن مظاهرة السبعين ما خفي عن ظاهرها والله خير الماكرين .
……. ولنا عودة استكمالا لخفايا الحكاية !