الجديد برس:
بدأت حكومة صنعاء، الأربعاء، تنفيذ مبادرة فتح طريق البيضاء – أبين من طرف واحد، وذلك عبر إزالة مخلفات الحرب وترميم جسور ومنعطفات عقبة ثرة، تلبية لمطالب أهالي المحافظتين.
ووفقاً لوكالة “سبأ” التابعة لحكومة صنعاء، فقد شارك في تدشين المبادرة محافظا البيضاء، عبدالله إدريس، وأبين، صالح الجنيدي، إلى جانب عدد من المسؤولين والشخصيات الاجتماعية من كلا المحافظتين. وشملت المبادرة إزالة الحواجز الترابية وإصلاح الجسور المتضررة على طول الطريق.
وأكد إدريس والجنيدي خلال التدشين على أن هذه المبادرة تأتي تجاوباً مع مطالب أبناء البيضاء وأبين، وتهدف إلى تخفيف معاناتهم وتحسين حركة التنقل بين المحافظتين.
في المقابل، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة أبين معارضته لفتح طريق عقبة ثرة، متهماً جهات داخل المحافظة بالارتباط بالحوثيين والسعي لتحقيق مكاسب سياسية من وراء فتح الطريق.
ووفقاً لصحيفة “عدن الغد”، هدد القيادي في المجلس، حيدرة السيد، بالاستهداف العسكري لأي تحرك لفتح الطريق دون الحصول على توجيهات من قيادة “الانتقالي”.
وواجه موقف “الانتقالي” رفضاً واستنكاراً واسعاً من قبل الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين انتقدوا حرمان أهالي البيضاء وأبين من حقهم في التنقل بحرية عبر هذا الطريق الحيوي.
وفي هذا السياق، قال الناشط الجنوبي عادل الحسني في تدوينة على “إكس”: “الانتقالي وعلى قناته الرسمية يعلن منع فتح طريق ثرة، الذي يمثل حلقة وصل بين جنوب ووسط اليمن، ويختصر مسافة التسع ساعات إلى أقل من 40 دقيقة. بل ويحذر من سماع الأصوات الداعية لفتح الطريق”.
وأضاف الحسني: “عجيب! ممكن لأن الأصوات يمنية ولا يريدون سماعها يعني لازم يأتيكم واحد من النرويج أو السويد أو من مملكة تونغا حتى تفهموه؟”.
ويُعد إغلاق طريق البيضاء – أبين منذ سنوات كارثة إنسانية واقتصادية على أهالي المحافظتين، حيث اضطرهم إلى استخدام طرق بديلة طويلة ووعرة، مما زاد من تكاليف النقل وعرّض حياتهم للخطر.
وتُشير التقديرات إلى أن إعادة فتح الطريق ستوفر على أهالي البيضاء وأبين ما يقارب 3 مليارات ريال يمني سنوياً، فضلاً عن تحسين حركة التجارة وتعزيز التبادل التجاري بين المحافظتين.
وتتواصل الدعوات الشعبية ومن قبل ناشطي المجتمع المدني في اليمن لفتح طريق البيضاء – أبين، مؤكدين على ضرورة وضع مصلحة أبناء الشعب فوق أي اعتبارات سياسية.
وتواجه مبادرة صنعاء لفتح طريق البيضاء – أبين عقبات كبيرة بسبب معارضة “الانتقالي” الجنوبي، وسط دعوات شعبية تطالب المجلس المدعوم إماراتياً الجلوس إلى طاولة الحوار لوضع مصلحة أهالي البيضاء وأبين فوق أي اعتبارات سياسية، وإيجاد حلول تضمن فتح هذا الطريق الحيوي بشكل دائم.