الجديد برس:
وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اليوم الأربعاء، على اتفاقية شراكة استراتيجية شاملة، وذلك في أعقاب المحادثات التي جرت خلال زيارة رسمية لبوتين إلى بيونغ يانغ.
وأعلن الرئيس بوتين إعداد هذه الوثيقة الأساسية الجديدة، مؤكداً أنها تهدف إلى تشكيل العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية لسنوات قادمة.
وقال في مستهل اللقاء مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون: “في العام الماضي، ونتيجة لزيارتك لروسيا، أحرزنا تقدماً كبيراً في بناء العلاقات بين الدول. واليوم، تم إعداد وثيقة أساسية جديدة ستشكل أساس علاقاتنا على المدى الطويل”.
وأكد الرئيس الروسي أن بلاده “تكافح سياسة الهيمنة الإمبريالية التي تحاول الولايات المتحدة وتوابعها فرضها عليها منذ عقود”.
وأشاد بوتين بدعم بيونغ يانغ لسياسات بلاده، وخصوصاً بشأن أوكرانيا، معرباً عن أمله في أن يتم عقد اجتماعه المقبل مع جونغ أون في العاصمة موسكو، حسبما نقلت وكالة “ريا نوفوستي” الروسية.
من جهته، أكد جونغ أون عزم بلاده تعزيز التعاون الاستراتيجي مع روسيا وسط تدهور الوضع العالم، مشيراً إلى دور موسكو في “الحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي في العالم”.
وجدّد جونغ أون تأكيده على دعم بيونغ يانغ الكامل في تنفيذ العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
وأعرب عن دعم بلاده الكامل وتضامنها مع الحكومة الروسية وجيشها وشعبها في تنفيذ العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا “لحماية السيادة والمصالح الأمنية، وكذلك سلامة الأراضي”.
ويُذكر أن المباحثات بين الرئيسين انتهت بعد استمرارها أكثر من ساعة ونصف ساعة.
ماذا ناقشت الزيارة؟
أدت زيارة بوتين الرسمية لبيونغ يانغ إلى توقيع وثائق مشتركة، وأوضح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أن إحدى الوثائق هي معاهدة جديدة بشأن الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين روسيا وكوريا الشمالية.
وعمّا إذ كانت الوثيقة الجديدة ستتضمن التعاون في المجال العسكري الفني والمساعدة العسكرية، أشار أوشاكوف إلى أنها “ستحدد آفاق مزيد من التعاون وسيتم التوقيع عليها”.
يُذكر أن المفاوضات الروسية الكورية تتيح للطرفين فرصة لتعميق التعاون الثنائي. وشدّد أوشاكوف على أن هذه الزيارة مهمة في العلاقات الثنائية ومواصلة تطويرها، ولكن إلى جانب ذلك، فإن الرحلة “تظهر أن روسيا تؤيد الحوار المتكافئ ومنفتحة للتعاون مع جميع البلدان”.
ولفت أوشاكوف إلى أن مناقشة جدول الأعمال الدولي حظيت باهتمام كبير خلال المفاوضات، مشدداً على أن “الدول تدافع معاً عن تشكيل عالم متعدد الأقطاب على مبادئ المساواة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية”، ومرجحاً أن تتم مناقشة هذه القضية خلال الاتصالات غير الرسمية بين بوتين وجونغ أون.
وفي تصريح للرئاسة الروسية “الكرملين”، أُشير إلى أن الوثيقة الجديدة ستحل محل معاهدة الصداقة والمساعدة المتبادلة لعام 1961، ومعاهدة الصداقة وتعاون حسن الجوار لعام 2000، وإعلاني موسكو وبيونغ يانغ لعامي 2000 و2001.
يُشار إلى أن “الكرملين” وجه اهتماماً خاصاً إلى حقيقة أن كوريا الشمالية تظهر فهماً للأسباب الحقيقية وجوهر الأزمة الأوكرانية، معلناً أن موسكو “تقدر ذلك”.
وقال في هذا الشأن: “نحن ممتنون لهم على دعمهم الثابت والمستمر للعملية العسكرية الروسية الخاصة، ونحن ممتنون لأن بيونغ يانغ اعترفت باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين ونتائج الاستفتاءات بشأن انضمام جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية، وجمهورية الصين الشعبية، وزاباروجيا، وجمهورية التشيك”.
بوتين وصل إلى كوريا الشمالية في زيارة رسمية للبلاد شهدت مفاوضات وتوقيع اتفاقيات استراتيجية، كما أقيمت مراسم لقاء وحفل استقبال رسمي. وتضمن البرنامج حفلاً موسيقياً ووضع إكليل من الزهور على نصب التحرير التذكاري المخصص لجنود الجيش الأحمر الروسي الذين حرروا كوريا الشمالية خلال الحرب العالمية الثانية.
زيارة بوتين جاءت تلبيةً لدعوة جونغ أون، والتي قبِلها في 13 سبتمبر 2023 خلال القمة التي جمعتهما في روسيا، وتحديداً في قاعدة فوستوشني الفضائية. وقد اتُفق على أن تحدد “في الوقت الذي يجده بوتين مناسباً”.
وزار بوتين بيونغ يانغ مرة واحدة فقط، وذلك قبل نحو 24 عاماً في يوليو 2000.