المقالات

معسكر عشرين .. بين خُطى ” أروى ” وأثار ” هينس “

الجديد برس

بقلم / عباس السيد

يعرف في عدن بإسم ” معسكر عشرين ” وقد أخذ اسمه من ملحمة بطولية سطرها منتبسوه في إنتفاضتهم على المحتل البريطاني في 20 يونيو 1967 .

استخدم المعسكر منذ سنوات كمقر لقوات الأمن الخاصة ـ الأمن المركزي سابقا ـ . بعد فرار هادي إلى عدن في 21 نوفمبر 2015 ، كان التخلص من المعسكر في طليعة اهدافه ، نظرا لموقعه الهام بالنسبة للمديريات الرئيسية الثلاث ، كريتر ، المعلا ، التواهي ، والتي يقع فيها المقرات الرئاسية و مبنى الحكومة والميناء وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة ومبنى التليفزيون ، وباشرت ميليشيات هادي أوائل مارس في محاصرة المعسكر.

رفض ضباط المعسكر وأفراده مطالب الميليشيات بالإستسلام وخاضوا مواجهات بطولية اعادت الى الاذهان المواقف النضالية التي سطرها اسلافهم في 20 يونيو 1967 ، ضد قوات الاحتلال البريطاني من داخل نفس المعسكر الذي كان يعرف باسم ” معسكرالبوليس المسلح ” وهي الإنتفاضة التي ادت الى تحرير مدينة كريتر وسقوطها بايدي ثوار الجبهتين – القومية والتحرير – بعد تلقيهم دعما مباشرا ولوجستيا من داخل المعسكر الذي تمرد على سلطات الاحتلال التي استعادت المدينة بعد اسبوعين من الحصار والمجازر المروعة سقط فيها المئات معظمهم من المدنيين .

على نفس الخطى ، سار ضباط وافراد قوات الامن الخاصة في معسكر عشرين عام 2015 في مواجهتم لعملاء الاحتلال الجديد . لم يكن منتسبو المعسكر ” حوافيش او حراكيش ” ولا غير ذلك من التسميات التي يطلقها المغفلون والحمقى من مثقفي الأرصفة في كل الاتجاهات .

لم يتخذوا تلك المواقف ولم يقدموا تلك التضحيات إلا لأنهم يمنيون ، يحملون نفس القيم والمبادئ التي دفعت اسلافهم للانتفاض على المحتل البريطاني رغم الفارق في العدد والعتاد. ” معسكر عشرين ” الذي يقع سوره الاطول على طريق الملكة أروى الممتد بين كريتر والمعلا ، أثبت أنه ليس مجرد مكانا أو عنوانا يكتفي براوية التاريخ .

بل أرواح وأجساد تتوالد وتتناسخ وتقتفي الخطى الوطنية الوحدوية للملكة أروى على نفس الطريق .

وخلف ظهره ، يُلقي معسكرعشرين بآثار ” الكابتن هينس” المطمورة بأطراف حي الخُساف. سقط معسكر عشرين بأيدي ميليشيات هادي في 19 مارس ، بعد أكثر من اسبوعين من الصمود البطولي لأفراده الذين سقط منهم العشرات شهداء وتم التمثيل بجثث العديد منهم في مشاهد مروعة تحاكي مشاهد الارهاب التي مارستها قوات ” الأرجيل ” البريطانية في إخمادها لإنتفاضة ” معسكر البوليس المسلح ” عام 67 .

وتتماهي أيضا مع جرائم القاعدة و داعش. وفي خطوة إنتقامية أخرى ، أطلقت ميليشيا هادي على المعسكر إسم معسكر ” الشهيد خالد الجنيدي ” وهو أحد قيادات الحراك الإنفصالي ، استشهد خلال مسيرة للحراك الجنوبي بكريتر منتصف ديسمبر 2014 . وبغض النظر عن مكانة الشهيد الجنيدي في قلوب الحراكيين الجنوبيين ومظلوميته ، إلا أن إلغاء إسم ” عشرين يونيو ” كان إنفعالا غير محسوبا ، ويبدو أن من أطلقوا الإسم الجديد لا يعرفون القيمة العربية واليمنية والعدنية ليوم ” 20 يونيو ” ذلك اليوم الذي لاح كبارقة أمل للعرب أجمع ، بعد أيام من الصدمة التي تلقوها من إسرائيل فيما عرف بنكسة حزيران يونيو 67. ومع ذلك ، يبقى السؤال : من له المصلحة في محو هذه الذكرى من تاريخ المدينة وتاريخ اليمنيين والعرب. ؟؟

[email protected]