الجديد برس:
انتشل مواطنون في غزة، اليوم الأحد، جثث ثلاثة شهداء فلسطينيين قتلوا بنيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، عقب لحظات من الإفراج عنهم قرب معبر كرم أبو سالم شرقي مدينة رفح، بعد اعتقالهم لأربعة أيام.
واعتقل الاحتلال نحو 16 شخصاً بالقرب من مطار غزة القريب من معبر كرم أبو سالم، قبل أربعة أيام، حسبما أفادت مصادر فلسطينية، مضيفةً أنهم نُقلوا إلى منطقة تحت سيطرة قوات الاحتلال، حيث قُيدت أيديهم وأجبرتهم على النوم على بطونهم، مع تعرضهم لتعذيب بدني ونفسي تضمن الضرب المبرح على ظهورهم، وتبول بعض الجنود عليهم.
وأفرج جيش الاحتلال الإسرائيلي عن المجموعة، صباح الأحد، وبعد نحو 100 متر ساروها من مكان احتجازهم، تعرضوا للقصف بصاروخ بواسطة طائرة مُسيرة، بحسب المصادر الفلسطينية.
عبد الهادي غباين، عَم أحد الشهداء الثلاثة، توجه، صباح اليوم، إلى موقع استشهادهم، مستقلاً الشاحنة التي يعمل عليها، بعدما فشلت محاولات ذوي الشهداء في التواصل مع الصليب الأحمر طلباً لإجلاء الجثث.
يوضح غباين أن الصليب الأحمر أخبرهم “ما نقدرش نمرق للمنطقة هديك، منطقة المطار”، ما جعله يغامر بالدخول للمنطقة بمفرده، لينجح في الوصول إلى الجثث، التي كانت عارية، ومقيدة اﻷيدي، والجزء السفلي من إحداها غير موجود، فيما تظهر عليها علامات نَهش الكلاب، بحسب وصف غباين.
غباين أوضح أن قوات الاحتلال استهدفته بين الحين واﻵخر بالرصاص والقذائف، ولكنه نجح في الخروج من المنطقة ومعه الجثث، التي حملها في صندوق الشاحنة إلى مستشفى ناصر في خان يونس.
قصف مدرستين لإيواء النازحين في غزة والنصيرات.. واستشهاد 55 مواطناً خلال 24 ساعة
وارتكبت قوات الجيش الإسرائيلي ثلاث مجازر ضد أهالي قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية، وصل من ضحاياها للمستشفيات 55 شهيداً، إلى جانب 123 مُصاباً، حسبما قالت وزارة الصحة في غزة، اليوم، وأضافت أن حصيلة الشهداء والمصابين منذ بداية العدوان على القطاع، بلغت 38 ألفاً و153 شهيداً، و87 ألفاً و828 مُصاباً.
إحدى المجازر الثلاث وقعت في مخيم النصيرات، وسط القطاع، داخل مدرسة الجاعوني، التي تؤوي نحو سبعة آلاف نازح، والتي قصفتها طائرات الاحتلال، أمس، للمرة الثالثة منذ بداية العدوان، ما أسفر عن مقتل 16 مواطناً، وإصابة نحو 75 آخرين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، حسبما قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ووكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”.
مجزرة “الجاعوني”، هي المجزرة رقم 43 في مخيم النصيرات، وفقاً للإعلامي الحكومي، الذي قال إنها تُضاف إلى أكثر من 17 مدرسة ومركزاً للنزوح والإيواء، استهدفها الاحتلال داخل المخيم منذ بداية العدوان.
المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، قال، أمس، إن الجيش قصف المدرسة التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، بزعم استخدامها كمقر قيادة لحركة حماس، فضلاً عن تواجد عناصر الحركة داخل المدرسة، وهو ما كذبته “حماس”، في بيان، وقالت إن ادعاء وجود عناصر من المقاومة داخل المدرسة، هو “محض كذب وتضليل”.
وقال المستشار الإعلامي لوكالة “الأونروا”، عدنان أبو حسنة، اليوم، إن 530 نازحاً قتلوا منذ بداية العدوان، في مراكز تابعة للوكالة في قطاع غزة، مشيراً إلى أن الوكالة لم تفتح مركزاً لإيواء النازحين إلا بموافقة جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي تزوده بإحداثيات مراكز الإيواء التابعة لها، مرتين يومياً.
وبعد يوم من “مجزرة الجاعوني”، قصفت قوات الاحتلال، اليوم، مدرسة أخرى تؤوي نازحين في وسط مدينة غزة، شمالي القطاع، هي مدرسة العائلة المقدسة، حسبما قالت مديرية الدفاع المدني بغزة، التي أضافت أن طواقمها انتشلت جثامين أربعة شهداء، قبل أن تعيد قوات الاحتلال قصف المدرسة بعد ساعات، ما أدى لإستشهاد مواطن وإصابة آخر، حسبما ذكرت قناة الأقصى.
واستمر قصف الاحتلال، اليوم، في قتل وجرح عشرات المواطنين، فضلاً عن تدمير منازلهم، حيث استشهد ستة مواطنين، جراء قصف منزل في حي الشيخ رضوان، شمالي مدينة غزة، ونقلت جثامينهم إلى المستشفى المعمداني، فيما استشهد ستة آخرين، بينهم طفلان، جراء قصف منزل في منطقة الزوايدة، وسط القطاع، حسبما قالت “وفا”.
واستشهد وكيل وزارة العمل في غزة، إيهاب الغصين، في غارة إسرائيلية استهدفته في مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد ثلاثة آخرين، حسبما ذكرت قناة “الأقصى”.
وانتشلت فرق الإسعاف جثامين ثلاثة شهداء من تحت أنقاض منزل في غرب مدينة غزة، قصفه الاحتلال، اليوم، حسبما قالت مديرية الدفاع المدني، وأضافت أن طواقمها تمكنت من إنقاذ امرأة وطفلين.
واستقبل مجمع ناصر الطبي، جثامين ثلاثة شهداء، بينهم أطفال، بعد استهدافهم، اليوم، في منطقة الشابورة وسط مدينة رفح، حسبما قالت قناة الأقصى، التي أضافت أن قصف الاحتلال على القطاع، منذ صباح اليوم، أسفر عن استشهاد 19 مواطناً، في حين استقبل مستشفى العودة، في مخيم النصيرات، جثماني شهيدين، استهدفهم جيش الاحتلال بالقرب من جسر وادي غزة، في وسط القطاع.