الجديد برس:
وجه قائد حركة “أنصار الله”، عبد الملك الحوثي، تهديدات وتحذيرات شديدة اللهجة للسعودية، هي الأقوى منذ إعلان الهدنة في عام 2022، وذلك على خلفية تورط السعودية في التصعيد الاقتصادي ضد حكومة صنعاء، بما في ذلك نقل البنوك وتعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات الجوية.
وجاءت هذه التهديدات في كلمة له بمناسبة العام الهجري الجديد، حيث اتهم قائد حركة “أنصار الله” الولايات المتحدة الأمريكية بمحاولة دفع السعودية إلى اتخاذ خطوات عدوانية ضد اليمن.
وأكد الحوثي على أن “الأمريكي أرسل إلينا برسائل بأنه سيدفع النظام السعودي إلى خطوات عدوانية، وحصلت زيارات أمريكية للسعودية من أجل ذلك”. وأضاف أن “الأمريكي مستمر في محاولاته لتوريط النظام السعودي بعد فشله عسكرياً في المواجهة مع اليمن”.
وأشار إلى أن “أهم ما يركز عليه الأمريكي هو المجال الاقتصادي لأن ضرره يلحق بكل الناس”، كما اعتبر نقل البنوك من صنعاء خطوة جنونية وغبية، حيث قال: “لا أحد في العالم يفكر بهذه الطريقة. مؤكداً أن “النظام السعودي أقدم على هذه الخطوة خدمة لإسرائيل وطاعة لأمريكا”.
وحذر الحوثي السعودية من الاستمرار في هذه الخطوات، قائلاً: “وجهنا النصائح والتحذيرات عبر كل الوسطاء ليتراجع عن هذه الخطوة الحمقاء، لكن النظام السعودي ما زال يماطل”. وأضاف أنه “بعد خطوة نقل البنوك اتجه السعودي إلى تعطيل مطار صنعاء وإيقاف الرحلات رغم محدوديتها وهامشها الضيق”.
وانتقد الحوثي التصريحات التحريضية من قبل إسرائيل وأمريكا وبريطانيا، مشيراً إلى مطالبتهم بإغلاق ميناء الحديدة. وأضاف: “الأمريكي يريد توريط السعودي في حرب شاملة مع اليمن، والعودة بالوضع معنا إلى ما كان عليه في ذروة التصعيد”.
وقال إنه “ليس للسعودي أي قضية، ولا مبرر لتصرفاته العدوانية ضد شعبنا سوى خدمة الإسرائيلي”، مضيفاً أنه “لم يكفهم ما فعلوه خلال السنوات التسع الماضية ولا احتلالهم لمساحة كبيرة من البلد وسيطرتهم على الثروات، ولم يكفهم تجييش مرتزقة وعملاء لمقاتلة شعبهم فاتجهوا نحو خطوات جنونية غبية”.
وحذر قائد أنصار الله السعودية، قائلاً “لن نقف مكبلين مكتوفي الأيدي أمام خطواتهم الجنونية أو نتفرج على شعبنا يتضور جوعاً وينهار وضعه الاقتصادي”، مؤكداً أن “النظام السعوي مخطئ إذا ظن أن انشغالنا بالمعركة المباشرة لإسناد غزة لا يعني أنه سيمنعنا من أن نعمل شيئاً تجاه خطواته الجنونية”.
وتابع الحوثي: “من يعتقد أن بإمكانه إبادة شعبنا بالجوع والمرض والحصار الشديد فهو مخطئ، وسنعتبر ما سنقوم به في التصدي للعدوان ومواجهة أي خطوات في إطار المواجهة مع الأمريكي”. وقال إن “على السعودي أن يدرك أنه لا يمكن السكوت على خطواته الرعناء الغبية وأن يكف عن مساره الخاطئ”.
وفي تهديد واضح، قال الحوثي: “سنقابل كل شيء بمثله: البنوك بالبنوك، مطار الرياض بمطار صنعاء، والموانئ بالميناء”. وأضاف “إذا كان النظام السعودي مقتنعاً بالتورط مع الأمريكي وتقديم الدعم للإسرائيلي، فهذا خياره والعواقب ستكون خطيرة عليه”.
وأكد الحوثي على أن الإعلام السعودي يخدم الإسرائيلي بوضوح، وأن الحركات الفلسطينية المجاهدة لا تزال مصنفة كإرهابية في السعودية بسبب مواجهتها للعدو الإسرائيلي. وحذر الحوثي السعودية من العواقب الخطيرة لتورطها مع الأمريكي والإسرائيلي، مشيراً إلى أن ذلك سيجلب الخطر على مصالحها وأمنها ونفطها.
وخاطب السعوديين قائلاً “عندما تُلجئونا إلى خيارات لا مناص لنا منها سنتحرك بكل قناعة واطمئنان، لأننا أصلاً في الحرب والحصار والمعاناة”، وأضاف: “الأمريكي يحاول أن يورطكم، وإذا كنتم تريدون ذلك فجربوا”.
وتابع قائد حركة أنصار الله: “إذا كنتم تريدون الخير لأنفسكم والاستقرار لبلدكم واقتصادكم فكفوا مؤامراتكم على بلدنا”، مؤكداً أن “الاتجاه نحو التصعيد العدواني ضد بلدنا لا يمكن أن نقبل به أبداً”.
وواصل خطابه قائلاً: “إذا نجح الأمريكي في توريطكم فهو غباء رهيب وخذلان كبير ومن حقنا الطبيعي التصدي لأي خطوة عدوانية، وإذا تورطتم أكثر سيكون التصعيد من جانبنا أكثر، ولا تعولوا على الأمريكي فهو فاشل”.
وأضاف عبد الملك الحوثي محذراً السعودية: “لن نسمح بالقضاء على شعبنا وإيصاله إلى مستوى الانهيار التام كي لا تحصل مشكلة، فلتحصل ألف ألف مشكلة”.
كما أكد أن “النظام السعودي لا يزال يعتقل رجال حماس في السجون، ويجرم موقف الحركة المواجه للعدو الإسرائيلي”، مشيراً إلى أنه “تم العرض على النظام السعودي الإفراج عن طياريه مقابل أسرى حماس ولم يقبل بذلك من أجل العدو”.
الحوثي يكشف عن موعد تشكيل الحكومة الجديدة
وكشف قائد حركة “أنصار الله”، عن موعد تغيير حكومة صنعاء، حيث أكد في كلمته بمناسبة العام الهجري الجديد أن “العمل جارٍ على تشكيل الحكومة في بداية هذا العام والانطلاقة لتصحيح القضاء”.
وأضاف الحوثي أنه بعد ذكرى المولد النبوي، طرأ طوفان الأقصى، مما دفعهم إلى توجيه أولوياتهم نحو معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس. ومع ذلك، أكد الحوثي أن التحضير المستمر للتغيير الحكومي ظل ضمن اهتماماتهم الأساسية.
وأوضح الحوثي أن العمل على تغيير الحكومة يسير في عدة مسارات أساسية. ففي المسار الأول، تمت مراجعة هياكل ونظم الحكومة ووزاراتها ومؤسساتها، وتشخيص مكامن الخلل والتضخم والتداخل فيها. وبعد هذه المراجعة، تم إعادة تصميم الهياكل والأهداف والمهام من جديد، وهو ما تطلب جهداً ووقتاً.
أما المسار الثاني، وفقاً للحوثي، فهو استقبال الترشيحات والاقتراحات المتعلقة بمسألة التعيينات والمسؤولين والموظفين. وقد تم فحص ودراسة الآلاف من الأسماء المقترحة والمرشحة. وفي المسار الثالث، يتم إعداد موجهات برنامج عمل الحكومة لضبط مسار عملها وتحديد أولوياتها.
وأكد الحوثي أنه سيتم الكشف عن تفاصيل كثيرة مع إعلان الحكومة خلال شهري محرم وصفر، مشيراً إلى أن تشكيل الحكومة تأخر بسبب الحاجة إلى عمل ومواكبة مستمرة لتطهير مؤسسات الدولة. وقال الحوثي إن “وضع الوزارات ومختلف الجهات الرسمية ملغم بالعناصر التي تعمل على الإفشال والإعاقة وإفساد الأمور”.
واختتم الحوثي كلمته بالتأكيد على أن استكمال الموضوع الحكومي والقضائي سيتبعه التوجه نحو بقية الجهات والمؤسسات. ودعا إلى التعاون الشعبي والتفهم لمتطلبات مسار التصحيح والتغيير، خاصة وأنهم يعملون في ظروف معقدة.