الجديد برس:
تسود حالة من الخوف والترقب في الشارع الإسرائيلي بعد الغارات التي نفذها جيش الاحتلال ضد منشآت نفطية ومدنية في مدينة الحديدة غربي اليمن مساء يوم السبت.
وتكاد شوارع المدن الإسرائيلية تكون خالية، وظهرت أولى علامات القلق من الرد اليمني على القصف الإسرائيلي في مدينة “تل أبيب” حيث لم يشارك سوى بضع مئات في مظاهرات ضد نتنياهو بعد أن كان من المفترض أن يشارك بها 100 ألف شخص.
واختار الإسرائيليون عدم الالتحاق بالمظاهرة رغم دعوة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد للانضمام إليها للمطالبة بإعادة الأسرى والضغط على حكومة نتنياهو عشية زيارته إلى واشنطن لإلقاء كلمة أمام الكونغرس الأمريكي.
وفي السياق ذكرت القناة “13” العبرية الخاصة أنه كان من المتوقع أن تخرج مساء السبت مظاهرات في جميع أنحاء “إسرائيل” دعماً للأسرى وضد الحكومة، لكن القصف الإسرائيلي على الحديدة يبدو أنه غيّر كل الحسابات.
ويدعم مقطع فيديو حالة الترقب والتأهب في الشارع الإسرائيلي، حيث وثق شوارع تل أبيب خالية تقريباً من المتظاهرين والتي كانت في الاحتجاجات السابقة لا تخلو منها شبر واحد.
الخوف والترقب من الساعات القادمة، أكدته صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية نقلاً عن مصادر صرحت بأن سلاح الجو والبحرية الإسرائيليين عززا استنفارهما تحسبا لرد محتمل من اليمن عقب قصف استهدف مدينة الحديدة.
كما أن البيانات اليمنية المتتالية وتوعدها بالرد على القصف الإسرائيلي تزيد الوضع حدة، حيث أكد أنصار الله في اليمن أن “الرد أمر لا مفر منه” وأن “إسرائيل ستدفع الثمن” والتصعيد سيقابله تصعيد.
وبالتزامن مع البيانات اليمنية، أصدر حزب الله اللبناني بياناً أكد فيه أن “خطوة إسرائيل الحمقاء” بقصف اليمن إيذان بمرحلة جديدة وخطيرة من المواجهة بالمنطقة برمتها.
اجتماع طارئ في “إسرائيل” يبحث الاستعداد لرد الحوثيين
وعقدت وزيرة المواصلات الإسرائيلية ميري ريغيف اجتماعاً طارئاً بحثت فيه احتمالات توجيه الحوثيين ضربات لمرافق استراتيجية وحيوية مرتبطة بالوزارة في “إسرائيل”، رداً على غارات ميناء الحديدة.
وذكرت القناة “14” العبرية أن الاجتماع أهاب بشركات القطارات والموانئ والمطارات الاستعداد لكل السيناريوهات.
وحضر الاجتماع ممثلون عن المؤسسات الاستراتيجية في “إسرائيل” مع تزايد القلق من أن الحوثيين سيوجهون ضربات للمنشآت الحيوية في أعقاب هجوم شنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على ميناء الحديدة غرب اليمن. وجرى خلال الاجتماع تقييم عاجل للوضع.
وقالت الوزيرة ريغيف إنه يجب على المؤسسات الاستعداد لرد الحوثيين وتطوير العمل، من أجل الحفاظ على استمرارية نشاط وزارة النقل والشركات التابعة لها في حال تنفيذ الحوثيين تهديدهم.
ومساء السبت، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت مواقع في اليمن رداً على هجوم بطائرة بدون طيار استهدف “تل أبيب” يوم الجمعة أعلنت قوات صنعاء المسؤولية عنه. وصرح مسؤولان إقليميان بأن الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت مستودعات للغاز والنفط ومحطة كهرباء في منطقة ميناء الحديدة على البحر الأحمر في اليمن.
وعقب هذا الهجوم أعلنت قوات صنعاء أنها سترد على العدوان الإسرائيلي الغاشم على المنشآت المدنية في محافظة الحديدة، مؤكدةً عزمها على استهداف الأهداف الحيوية في “إسرائيل”. وقد جدد المتحدث الرسمي باسم قوات صنعاء، العميد يحيى سريع، التأكيد على اعتبار منطقة “تل أبيب” المحتلة منطقة غير آمنة، وذلك في بيان متلفز مساء السبت.
وقال العميد سريع، إن العدو الإسرائيلي شن عدواناً غاشماً على محافظة الحديدة، مستهدفاً بعدة غارات محطة الكهرباء التي تغذي مدينة الحديدة الساحلية وكذلك ميناء الحديدة وخزانات الوقود، وهي أهداف مدنية. وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية سترد على هذا العدوان السافر، ولن تتردد في ضرب الأهداف الحيوية للعدو الإسرائيلي مع تأكيدها على ما ورد في بيانها السابق بشأن اعتبار منطقة يافا المحتلة منطقة غير آمنة”.
وأكد أن “القوات المسلحة اليمنية وبتوجيهات قيادتها المؤمنة ومعها كل أبناء الشعب اليمني الحر الأبي الصامد المجاهد لن تتوقف عن عملياتها المساندة لإخواننا في غزة مهما كانت التداعيات ومهما كانت النتائج”. كما أشار إلى أن قوات صنعاء “تُعد العُدة لحرب طويلة مع هذا العدو حتى وقف العدوان ورفع الحصار وإيقاف كل جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
ودعا سريع أبناء الأمة إلى التحرك لنصرة فلسطين قائلاً: “إن العدوان الإسرائيلي على اليمن يفرض على كل أبناء الأمة التحرك الجاد نصرةً للقضية الفلسطينية ورفضاً للعدوان الإسرائيلي وانتصاراً لدماء المظلومين في غزة”. كما شدد العميد سريع على أن “الشعب اليمني العظيم، بقيادته وقواته المسلحة، سيتجاوز بعون الله هذا التحدي، كما تجاوز التحديات السابقة خلال السنوات الماضية”.
وصباح اليوم، أعلنت قوات صنعاء تنفيذ عمليتين عسكريتين استهدفتا أهدافاً مهمة في “إيلات” جنوبي فلسطين المحتلة وسفينة أمريكية في البحر الأحمر، مؤكدةً أن الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن قادم لا محالة وسيكون كبيراً وعظيماً.