الجديد برس:
سلطت مجلة “نيو لاينز” الأمريكية الضوء على التحدي الذي تواجهه القوات الأمريكية في مواجهة تكتيكات قوات صنعاء المبتكرة في البحر الأحمر. ووفقاً للتقرير الذي نشرته المجلة بعنوان “طائرات الحوثيين المسيرة الرخيصة تستنزف خزائن البنتاغون”، فإن الطائرات المسيرة منخفضة التكلفة التي تستخدمها قوات صنعاء قد وضعت الجيش الأمريكي في موقف صعب.
ويوضح التقرير كيف أن الطائرات المسيرة التي تستخدمها قوات صنعاء، على الرغم من بساطتها ورخص ثمنها، قد تمكنت من اختراق أنظمة الدفاع الأمريكية المتطورة والباهظة الثمن. ويأتي هذا في الوقت الذي ينفق فيه البنتاغون مبالغ طائلة في محاولة التصدي لهذه التهديدات. وقد أشار ويليام لابلانت، وكيل وزارة الدفاع الأمريكية، إلى عدم فعالية المعادلة الحالية حيث يتم استخدام صواريخ باهظة الثمن لاعتراض طائرات مسيرة رخيصة.
وقد سلط التقرير الضوء على حادثة وقعت في وقت سابق من هذا الشهر، حيث تمكنت طائرة مسيرة أطلقتها قوات صنعاء من الوصول إلى المجال الجوي فوق “تل أبيب”، وانفجرت على ارتفاع منخفض للغاية، مما تسبب في مقتل شخص وإصابة أكثر من 10 آخرين. وأوضح التقرير كيف أن هذا الهجوم يمثل جانباً من الحرب غير المتكافئة، حيث يمكن للطائرات المسيرة الرخيصة اختراق أنظمة الدفاع المتطورة.
وبحسب التقرير، منذ ما يقرب من عام، انخرط الجيش الأمريكي في صراع مكلف في البحر الأحمر وخليج عدن ضد قوات صنعاء. وقد أنفقت حاملات الطائرات والسفن الأمريكية ملايين الدولارات من الذخائر بشكل يومي تقريباً، حيث تجاوزت التكلفة الإجمالية الآن مليار دولار، وفقاً لتصريحات وزير البحرية كارلوس ديل تورو. وعلى الرغم من مزاعم البنتاغون بتعطيل قدرات قوات صنعاء، إلا أن الصراع لا يظهر أي علامات على الانتهاء، وتستمر التكلفة في الارتفاع.
وأشار التقرير إلى أن الجيش الأمريكي يبحث الآن عن حلول أقل تكلفة، ولكن حتى لو تم العثور على هذه الحلول، فإن الوقت اللازم لنشرها وتفعيلها قد يكون طويلاً. وفي الوقت نفسه، هناك خطر مستمر يتمثل في تطور تكتيكات وأسلحة جديدة لا تكون الولايات المتحدة وحلفاؤها مستعدين لها.
وقد علق جيمس باتون روجرز، الخبير في السياسة التكنولوجية، على هذا الوضع قائلاً: “لقد ركزت القوى العظمى في الحروب التي خاضتها بعد الحرب الباردة على مواجهة تهديدات معينة، مما أدى إلى إهمال الاستثمار في مجالات أخرى”. وأضاف أن “الاستثمار في التكنولوجيا المضادة للطائرات المسيرة أصبح الآن أولوية ملحة”.
وكشف التقرير أيضاً عن التكلفة الباهظة للذخائر التي تستخدمها القوات الأمريكية في اعتراض الطائرات المسيرة. وعلى الرغم من تكتم القيادة المركزية الأمريكية على الذخائر المستخدمة، إلا أن البحرية الأمريكية قد اعترفت باستخدام صواريخ باهظة الثمن في عمليات الاعتراض، حيث يمكن أن يصل سعر الصاروخ الواحد من مليوني دولار إلى 27.9 مليون دولار.
وأشار التقرير إلى أن التكلفة الإجمالية لعمليات الاعتراض اليومية ضد الطائرات المسيرة والصواريخ قد تتجاوز مليون دولار لكل عملية. وفي المقابل، فإن قوات صنعاء قادرة على إنتاج طائرات مسيرة رخيصة بكلفة لا تذكر مقارنة بالإنفاق الأمريكي.
كما سلط التقرير الضوء على مثال آخر في أبريل الماضي، حيث أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مسيرة وصواريخ باتجاه “إسرائيل”. وقد استجابت القوات الأمريكية بإسقاط هذه الطائرات باستخدام صواريخ باهظة الثمن أيضاً.
وفي الختام، حذر التقرير من أن العثور على حلول أقل تكلفة لن يكون كافياً، حيث أن نشر هذه الحلول وتفعيلها سيستغرق وقتاً طويلاً. وفي الوقت نفسه، قد تستمر قوات صنعاء في تطوير تكتيكات وأسلحة جديدة، مما يضع الجيش الأمريكي في موقف دفاعي مستمر.