الجديد برس:
شهدت محافظة حضرموت شرق اليمن، الخميس، تجمعاً حاشداً للصيادين أمام مطار الريان، احتجاجاً على استمرار عسكرة مناطق الصيد ومراكز الإنزال السمكي من قبل التحالف السعودي الإماراتي.
وأفادت مصادر محلية بأن العشرات من الصيادين نفذوا مسيرةً انطلقت من مدينة شحير الساحلية وصولاً إلى أمام بوابة مطار الريان في مدينة المكلا، عاصمة حضرموت. ورفع المحتجون لافتات تدعو إلى رفع الظلم عنهم والسماح لهم بممارسة مهنة الصيد، وأطلقوا هتافات تطالب بإعادة فتح البحر لمزاولة نشاطهم.
الصيادون عبروا عن غضبهم تجاه السيطرة التي تفرضها القوات الإماراتية والسعودية على مراكز الإنزال السمكي ومناطق الصيد في سواحل حضرموت والمهرة وسقطرى، مطالبين برحيل التحالف، منها “لا تحالف بعد اليوم”. كما لفتوا إلى أن مطار الريان، الذي تتخذ منه القوات التابعة للتحالف مقراً لها، قد منعهم من ممارسة الصيد في سواحل منطقة شحير القريبة من ميناء الضبة النفطي.
في الوقت نفسه، دخلت العشرات من السفن الأجنبية إلى المياه اليمنية بتصريح من التحالف، ما زاد من حدة مطالب الصيادين بإنهاء عسكرة مناطق الصيد وتمكينهم من العودة إلى عملهم.
وفي سياق سلسلة من الاحتجاجات والتظاهرات على مدار العامين الماضيين، حذر صيادو حضرموت من نفاد مخزون الثروة السمكية في المنطقة. وأكدوا أن السفن التابعة للتحالف، ولا سيما الإماراتية، تقوم يومياً بجرف كميات كبيرة من الأسماك، مما يسهم في تآكل المخزون السمكي.
وكشف تحقيق استقصائي بعنوان “شباك خاوية” أواخر عام 2022 أن التحالف قد حول 11 من أصل 12 مركزاً للصيد على ساحل المهرة إلى مواقع عسكرية. كما فرض التحالف حظراً على الصيد في نطاق 12 ميلاً بحرياً على سواحل المكلا، التي تمتد لأكثر من 750 كيلومتراً.
في فبراير 2023، أصدرت الحكومة اليمنية قراراً بحظر تصدير الأسماك، وهو ما أثار تحذيرات اقتصادية من أن هذا القرار يصب في مصلحة التحالف فقط. حيث تستمر عسكرة البحر، ويُمنح التحالف وسفنه، إلى جانب السفن الأجنبية، حق الصيد الجائر والتصدير إلى الأسواق الخارجية، بينما تتفاقم أزمة نقص الأسماك في الأسواق اليمنية ويعاني الصيادون من تعطل أنشطتهم اليومية.
وأواخر الشهر الماضي، أعربت وزارة الثروة السمكية بحكومة صنعاء عن استنكارها لتورط قوات مدعومة من الإمارات في فرض سيطرتها على مناطق الصيد، ضمن مساعٍ لعسكرة مراكز الإنزال السمكي، معتبرةً ذلك اعتداءً سافراً يهدد حياة الصيادين وسبل معيشتهم.
ونددت الوزارة أيضاً بمظاهر التحشيد والزحف العسكري باتجاه منطقتي الريان والضبة، محذرةً من تصعيد خطير يستهدف الوضع الأمني وحياة المواطنين في حضرموت. وشددت على ضرورة وقف الاعتداءات بشكل فوري على مركز الإنزال السمكي.