الجديد برس:
نشر مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA) تقريراً جديداً يكشف عن تصاعد التهديدات التي تشكلها قوات صنعاء ضد دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) والولايات المتحدة الأمريكية وكيان الاحتلال الإسرائيلي.
التقرير الذي نشره المركز بعنوان: “الناتو في مرمى الحوثيين”، أشار إلى أن “الهجمات البحرية التي يشنها الحوثيون في اليمن، باستخدام الألغام والطائرات بدون طيار والمركبات البحرية غير المأهولة والضربات الصاروخية، تمثل تهديداً كبيراً للتجارة العالمية وإمدادات الطاقة، مما يعكس ضعف الرد الغربي”.
وفقاً للتقرير، “تمكن الحوثيون من السيطرة على ساحل البحر الأحمر في اليمن، مما يمنحهم القدرة على تعطيل مضيق باب المندب، وهو نقطة اختناق بحرية حيوية تربط البحر الأحمر بخليج عدن وبحر العرب. يعد هذا المضيق ضرورياً لنقل النفط والغاز الطبيعي والسلع التجارية بين أوروبا وآسيا والأمريكيتين، ومع وقوعه تحت سيطرة الحوثيين، أصبح تهديداً كبيراً لتدفق هذه الموارد الحيوية”.
أشار التقرير إلى أن “الهجمات الحوثية المتكررة على السفن في المنطقة قد أدت إلى زيادة تكاليف الشحن وأقساط التأمين، مما يؤثر سلباً على التجارة العالمية. كما أن اعتماد دول الناتو بشكل كبير على التدفق المستمر للنفط والغاز عبر باب المندب يعني أن أي خلل يمكن أن يؤدي إلى نقص في الطاقة وارتفاع الأسعار، مما يزيد من تقلبات أسواق الطاقة العالمية”.
وزعم التقرير أن “الدعم الإيراني للحوثيين، بما في ذلك توفير الأسلحة المتقدمة والتدريب، يعكس مصالحهم المشتركة في زعزعة استقرار المنطقة. كما أن الدعم الروسي والصيني للحوثيين يعد جزءاً من استراتيجية أوسع لتحدي النفوذ الغربي وحلف الناتو، مما يعزز من التوترات الجيوسياسية في المنطقة”.
وأضاف التقرير أنه “وفقاً للمعلومات الاستخباراتية الأمريكية الأخيرة، قد تأمر إيران الحوثيين بتزويد حركة الشباب في الصومال بالأسلحة، مما يعقد الاستجابة الاستراتيجية الغربية ويزيد من التحديات الأمنية في البحر الأحمر وخليج عدن”.
وأوضح التقرير أن “استمرار الهجمات الحوثية يدفع حلف الناتو إلى الابتكار في التدابير المضادة للتهديدات، مما يعزز من التقدم في تقنيات الحرب الإلكترونية والدفاع الصاروخي. ومع ذلك، فإن هذا يأتي بتكلفة كبيرة، حيث يكتسب الخصوم مثل إيران وروسيا والصين رؤى ويحسنون قدراتهم من خلال مراقبة أنشطة الحوثيين عن كثب”.
وفي ختام التقرير، شدد مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA) على أن “تجاهل تهديدات الحوثيين قد يقوض بشكل كبير المصالح الاستراتيجية والاقتصادية للغرب. ويتعين على حلف الناتو تعزيز الأمن البحري والابتكار التكنولوجي وتبني استراتيجيات شاملة للحفاظ على الأمن والاستقرار العالميين في ظل هذه التهديدات المتطورة”.