الجديد برس:
اتهم رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، وزير الدفاع في حكومته، يوآف غالانت، بتبني السردية المعادية لـ”إسرائيل”، والإضرار بفرص التوصل إلى صفقة لتحرير الأسرى.
ورد مكتب نتنياهو على هجوم لغالانت، الإثنين، وقال إن “من الجدير أن يهاجم غالانت السنوار، الذي يرفض إرسال وفد إلى المفاوضات، والذي يشكل العقبة الوحيدة أمام الصفقة”.
وشدد مكتب نتنياهو، بحسب ما نقل عنه موقع “سيروغيم” الإسرائيلي، أن “أمام إسرائيل خياراً واحداً هو تحقيق النصر المطلق”، مضيفاً أن “هذه هي التوجيهات الواضحة لرئيس الحكومة، وهي ملزمة للجميع، بمن فيهم غالانت”.
ويأتي موقف نتنياهو بعد انتقاد غالانت له، على خلفية الحديث عن حرب مع لبنان، من دون توافر ظروفها.
وفي مراجعة أمنية بشأن سير الحرب، قدمها إلى أعضاء لجنة الخارجية والأمن في “الكنيست”، قال غالانت، رداً على انتقادات بشأن عدم الذهاب إلى حرب مع لبنان، إن “الظروف الموجودة اليوم لحرب في لبنان هي عكس الظروف التي كانت في بداية الحرب”.
وأضاف غالانت: “أنا أسمع الأبطال الذين يقرعون طبول الحرب، وثرثرات النصر المطلق”، ساخراً من أنهم “في الغرف المغلقة لا يظهرون الشجاعة نفسها”.
ورداً على عضو “الكنيست” عن حزب “الليكود”، تالي غوتليب، التي اعترضت على التهجم على نتنياهو بهذه الطريقة، قال غالانت: “أنا مستعد لمواجهة الحقائق والأفعال. ربما أنا ضعيف في الإعلام والسياسة، لكن في الأمن أنا أعرف ما أقول”.
وتطرق غالانت إلى تهديدات إيران وحزب الله، قائلاً: “إننا في أيام تأهب واستعداد. والتهديدات من طهران وبيروت قد تتحقق”. كما أكد عدم وجود تسريبات من المنتديات التي يرأسها، مشدداً على أن “إسرائيل هي من بين أسباب تأخير صفقة التبادل”.
وعلق الصحافي والمحلل السياسي الإسرائيلي، عميت سيغال، على التراشق بين نتنياهو وغالانت، بالقول إن “العلاقة بينهما خطر على أمن اسرائيل”، وخصوصاً مع حلول الـ9 من الشهر الثامن العبري، الموافق فيه الـ13 من أغسطس (ذكرى خراب الهيكل المزعوم) و”ترقب ضربة خارجية”، مضيفاً أن “غالانت يرى أن نتنياهو يضلل الجمهور، في حين أن نتنياهو يرى أن غالانت جاسوس أمريكي”.
وفي السياق ذاته، قال المعلق العسكري في قناة “كان” الإسرائيلية، ايتال بلومنتال، إن “المواجهة الصاخبة بين نتنياهو وغالانت أمر لا يعقل ومستفز، في مثل هذه الساعة الدراماتيكية والمصيرية”.
وسأل بلومنتال: “لماذا الآن؟ لماذا لا يستطيعان ضبط النفس؟”، مضيفاً “يمكنكما التحدث في غرفة مغلقة، ويمكنكما أيضاً استخدام الهاتف”.
وتتفاعل الخلافات بين نتنياهو وغالانت، منذ فترة طويلة، وتطفو إلى السطح باستمرار إشارات توحي في عمق الخلاف بينهما، على خلفية إدارة الحرب الحالية، وآخرها كان إبداء نتنياهو غضبه، في أواخر يوليو الماضي، من إصدار غالانت بياناً حدد فيه اتجاهات العمل، ووجه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بشأن “الردود المحتملة” على الحادث في مجدل شمس في الجولان المحتل.
ووفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، “كان”، فإن مقربين إلى نتنياهو أشاروا إلى غضب الأخير من غالانت، كونه “يتخذ القرارات ويدير الحرب بمفرده”.
بدوره، اتهم غالانت نتنياهو بـ”إضاعة فرصة التوصل إلى اتفاق” تبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، خلال اجتماع عقده الـ”كابينت” السياسي والأمني.