الجديد برس:
يشكو سكان مدينة عدن من استمرار ارتفاع أسعار الأسماك بشكل يفوق قدراتهم الشرائية، مما أدى إلى غياب السمك عن موائد آلاف الأسر في السنوات الأخيرة. وتأتي هذه الأزمة في ظل عسكرة البحر وقرارات الحكومة اليمنية الموالية للتحالف، التي قيّدت حركة الصيد اليومي.
ونشرت صحيفة “عدن الغد”، السبت، صوراً توثق معاناة المواطن عوض المطري، من سكان حي خور مكسر بعدن، مع ارتفاع أسعار الأسماك غير المسبوق في أسواق المدينة. وأكد المطري أن أسعار الأسماك وصلت إلى مستويات لا تُطاق، حيث ذكر أن ثلاث سمكات صغيرة من نوع “باغة” بلغ سعرها 3 آلاف ريال يمني، رغم أنها كانت تُباع بأقل من 100 ريال قبل أشهر.
وأضاف المطري: “صدق أو لا تصدق، هذه الثلاث حبات من سمك الباغة تُباع الآن بمبلغ 3000 ريال يمني في عدن خور مكسر”. وأوضح أن سعر حبة السمك الباغة الكبيرة يصل إلى 700 ريال، مشيراً إلى معاناته عند محاولة شراء السمك يوم الجمعة لإدخال السرور على أسرته، التي تتكون من ستة أفراد، والعودة بثلاث حبات فقط.
وتابع المطري قائلاً: “أهم حاجة قولوا للعليمي لا يدعم الصيادين بمبلغ (مليار ريال) لأنهم ساعتها سيغلقوا بحر العرب ويجتزوه عن المحيط الهندي”.
وختم: “مع احترامي، نحتاج شاعراً فحلاً مثل “مظفر النواب” رحمة الله عليه، لأننا شعب نكتفي بالكلمات ونفتقر إلى الأفعال، وإلا ما شبع الثمانية (أعضاء المجلس الرئاسي) ومن والاهم وجاعت الجموع الباقية”.
في فبراير من العام الماضي، أعلنت وزارة الزراعة والثروة السمكية بعدن وقف تصدير الأسماك والأحياء البحرية الطازجة إلى خارج الوطن من جميع المنافذ الواقعة تحت سيطرتها، بحجة معالجة شح المعروض وارتفاع الأسعار. غير أن هذا القرار، وفقاً لمراقبين، خدم السفن الأجنبية أكثر من السوق اليمنية، في ظل عسكرة التحالف لمناطق الصيد في نطاق سلطات الحكومة اليمنية.
ويرى الاقتصاديون أن السبب الرئيسي لانخفاض إنتاج الأسماك هو عمليات الجرف التي تقوم بها السفن الأجنبية، والتي تستنزف عشرات الأطنان من الأسماك يومياً.
وأكدوا أن قرار الحكومة اليمنية لا يعالج الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الأسماك، مشيرين إلى أن المشكلة مرتبطة بعوامل متعددة، منها سيطرة التحالف على مواقع الصيد وعسكرة مراكز الإنزال السمكي، مما أدى إلى تراجع الإنتاج اليومي للصيادين مقارنة بالسنوات السابقة.