الجديد برس:
أظهر تحليل أجرته شركة “ترافيجورا” العالمية لتجارة السلع الأولية هذا الأسبوع أن تحويل مسارات ناقلات النفط وسفن الحاويات لتجنب المرور عبر البحر الأحمر والاتجاه بدلاً من ذلك حول أفريقيا، يؤدي إلى زيادة كبيرة في استهلاك الوقود يومياً.
وبحسب تقديرات شركة “ترافيجورا”، فإن هذا التحول للسفن والناقلات التي تتجنب البحر الأحمر وتسلك الطريق البديل عبر رأس الرجاء الصالح في إفريقيا سيؤدي إلى حرق إضافي يقدر بـ500 ألف برميل يومياً من زيت الوقود هذا العام.
وأوضحت الشركة أن ناقلات النفط وحدها ستستهلك 200 ألف برميل إضافي يومياً عند تحويل مسارها عبر رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، مما يعادل زيادة بنسبة 4.5% في الانبعاثات السنوية لهذه الفئة من السفن.
وأشارت شركة “ترافيجورا”، التي تُعد واحدة من أكبر شركات تجارة النفط في العالم وتتخذ من سويسرا مقراً لها، إلى أن تأثير الرحلات الأطول سيؤدي إلى زيادة استهلاك الوقود بنحو 500 ألف برميل إضافي من الوقود يومياً هذا العام، مما يعزز الضغوط على صناعة الشحن العالمية في ظل تعطل حركة المرور في منطقة الشرق الأوسط.
من جانبه، ذكر موقع “ذاماريتايم إكزكيوتيف” المتخصص في اللوجستيات البحرية أن العديد من مشغلي السفن كانوا يفضلون استخدام طريق البحر الأحمر بين المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط نظراً لقصره وتكلفته الأقل عادة.
وبحسب الموقع، وعلى الرغم من تطوير الصناعة لأفضل الممارسات الأمنية في رحلات البحر الأحمر، فإن مديري السفن يوصون الآن بتجنب المخاطر تماماً والتحول إلى الطريق الأطول حول أقصى جنوب أفريقيا.
وأفاد الموقع بأن غالبية أسطول سفن الحاويات، بالإضافة إلى جزء كبير من أساطيل ناقلات النفط والغاز، قامت بهذا التحول بالفعل، مما يضيف حوالي 2000 إلى 3000 ميل بحري إلى الرحلة من آسيا إلى أوروبا أو من آسيا إلى الولايات المتحدة.
وأضاف الموقع أن العديد من السفن زادت من سرعتها لتعويض بعض فارق الوقت الوقت الناتج عن الرحلات الأطول، مما يؤدي بدوره إلى زيادة إضافية في استهلاك الوقود.
وفي سياق متصل، قدّرت شركة “فسبوتشي ماريتيم” لاستشارات الشحن البحري أن المسافة الإضافية التي تقطعها السفن بعيداً عن البحر الأحمر حول أفريقيا كل أسبوع تتجاوز المسافة من الأرض إلى القمر، حسب تعبيرها.