الجديد برس:
نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، مقطع فيديو، لأسرى إسرائيليين قتلوا في قصف الاحتلال لقطاع غزة بعنوان “يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا”.
ويظهر في مقطع الفيديو الذي نشرته كتائب القسام عدداً من الأسرى الإسرائيليين لديها، وهم يناشدون حكومة الاحتلال بالإفراج عنهم، ويتهمون نتنياهو بالكذب عليهم.
وقد توجهت إحدى الأسيرات لنتنياهو بالقول: “توقفوا عن الكذب”. كما تضمن الفيديو صوراً لجثث أسرى قُتلوا سابقاً بغارات لجيش الاحتلال الإسرائيلي. وقد ذُيل الفيديو بآية قرآنية من سورة النساء: “يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً”.
رسالة القسام لأهالي الأسرى عن الشيطان الأكبر الذي يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورًا.. pic.twitter.com/JwY2xSDjGW
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) August 20, 2024
وهاجم ماتي دنتسيغ، نجل الأسير الإسرائيلي ألكسندر دنتسيغ الذي استعيدت جثته من قطاع غزة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بـ”التخلي عن الأسرى من أجل البقاء على قيد الحياة”.
وفي حديثه لإذاعة “كان” الإسرائيلية، أشار دنتسيغ إلى أن والده كان “في حالة جيدة في الأشهر الأولى من الأسر”.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أعلن يوم الثلاثاء، العثور في قطاع غزة على جثث 6 من الأسرى خلال عملية نفذها بالاشتراك مع الاستخبارات الداخلية، وفق قوله.
وأوضح جيش الاحتلال أن الجثث لـ5 أسرى سبق أن أعلن مقتلهم خلال الأشهر الماضية، هم إليكس دانسيغ وشاييم بيري وياغيف بوشتاب ويورام ميتسغر ونداف بوبلويل، إضافة إلى جثة أبراهام موندر الذي أعلن كيبوتس نير عوز، الثلاثاء، وفاته.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري إن الأسرى “قُتلوا بينما كانت القوات الإسرائيلية تنفذ عمليات في خان يونس” جنوبي قطاع غزة.
وأضاف أن تحقيقاً يجري لتحديد ظروف وفاتهم، وستُعرض النتائج على عائلاتهم وأمام الرأي العام، لافتاً إلى أنهم قُتلوا في شهر يونيو الماضي، خلال عمليات لجيش الاحتلال.
وأشار هاغاري إلى أن قوات إسرائيلية من الفرقة 98، ووفقاً لمعلومات استخباراتية بتوجيه من (الشاباك) والاستخبارات العسكرية، وصلوا إلى موقع “احتجاز المختطفين” بعد أن اقتحموا نفقاً في خان يونس حيث وجدوا الجثث.
معلومات استخباراتية أم صدفة؟
لكن صحيفة “يديعوت أحرونوت” قالت إن العثور على جثث الأسرى لم يكن وفقاً لمعلومات استخبارية، وإنما بسبب العثور على جثث مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية “حماس” بالنفق.
وأكد المتحدث أن جيش الاحتلال يعمل ليل نهار للحصول على معلومات بشأن جميع الأسرى في غزة، مؤكداً أنه لا يمكن إعادة كل الأسرى في غزة بعمليات عسكرية.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن أنه استكمل العملية مساء الاثنين، وعثر خلالها على نفق بعمق نحو 10 أمتار، وأن قواته خاضت “قتالاً طويلاً وسط منطقة حضرية وداخل أبراج حيث دمرت بنى تحتية”.
وبشأن العملية ذاتها، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي إنهم (جيش الاحتلال) “خططوا لها استناداً إلى معلومات استخباراتية تم رصدها خلال فترة طويلة”.
وأضاف خلال جولة برفقة قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان قائد فرقة غزة “لقد كانت لدينا معلومات عن المكان الذي دُفنت فيه جثث المخطوفين، وكان علينا التوجه إلى نفق على عمق 10 أمتار تحت الأرض للوصول والحفر، وتحديد موقع النفق، والدخول وإحضارهم”.
وتابع هاليفي “كنا نأمل بشدة أن يكونوا على قيد الحياة، ولكن أيضاً إحضار الجثث لدفنها في إسرائيل هو أمر مهم للغاية. إنه هدف، وفي الليلة الماضية أتممنا هذه المهمة بإحضار 6”.
الأسرى قُتلوا “اختناقا بغاز “ناجم عن هجوم لجيش الاحتلال
في هذا السياق، قال صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن تقييماً أولياً لملابسات مقتل الأسرى الـ6 يشير إلى أنهم لقوا حتفهم اختناقاً داخل أحد الأنفاق بغاز كنتيجة عرضية لهجوم الجيش الإسرائيلي، من دون أن توضح الجهة التي أصدرت هذا التقييم.
وأضافت الصحيفة أن توقيت مقتلهم وقع قبل نحو 6 أشهر أثناء مناورة للجيش الإسرائيلي كانت تقوم بها الفرقة 98 في خان يونس.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال لم يهاجم النفق نفسه الذي كان يوجد فيه الأسرى، لكنه هاجم هدفاً لحماس بالقرب منه مما أدى إلى نشوب حريق تسبب في انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون القاتل داخل النفق.
ووفق “يديعوت أحرونوت”، فقد عُثر على عدد من مقاتلي كتائب القسام قتلى رفقة الأسرى الإسرائيليين بينما كانوا يحملون بنادق كلاشينكوف، ودون وجود أي علامات تشير إلى إصابتهم بأي جروح.
وقبيل الإعلان الإسرائيلي عن انتشال هذه الجثث، كانت سلطات الاحتلال تقول إنه ما زال لديها 115 أسيراً في غزة، بينهم عدد من القتلى.
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، عن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، اعتقادهم أن “أسرى آخرين سيعودون قتلى من قطاع غزة، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق يؤدي إلى إنقاذهم قريباً”.
وشددت الصحيفة على أن معظم المسؤولين الأمنيين، في كيان الاحتلال، “يصر على أن التوصل إلى اتفاق هو السبيل الوحيد إلى إعادة الأسرى الـ105 المتبقين”، والذين تم أسرهم في الـ7 من أكتوبر الماضي.
وكان المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أعلن، عدة مرات، مقتل أسرى الاحتلال بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على أنحاء قطاع غزة كافة.
وتواصل عائلات الأسرى الإسرائيليين، بالإضافة إلى المستوطنين، التظاهر في شوارع “تل أبيب”، مطالبين بإتمام صفقة تبادل، ومنتقدين أداء رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، ومماطلته في هذا الملف، معرضاً حياة الأسرى للخطر.