الجديد برس : عابد المهذري
اسجع بالزامل قصص الحرب .. واصدع بالبندق كلمة حق .. انت القاهر ياربي .. ولنا بذات اسمك صاروخا بالستي زلزل تحت الأعداء الأرض .. واهتز لضربته القلب الميت .. رعبا من بطش الشعث الغبر إذا نادى القائد : هبوا يافرسان الله .. منا هيهات الذلة في حرب الأجيال الممتدة ليوم شروق الشمس من الغرب .. ولا غرب يشرق هذه الأيام إلا في الخارطة اليمنية .. بأمر الخالق وبدوي البازوكا من قبل وبعد .
غربا .. في سهل تهامة .. ساحل ميدي .. شاطي الخوخة .. باب المندب .. ميناء البن .. بحر ذباب .. بات الماء هنا مرتفعا أعلى من قمم الجبل الشاهق .
أتراه !!..
هناك .. تلك البارجة الحربية !!!…..
انظرها بعد قليل .. ستتطاير مزقا كسبع بوارج سبقتها …
احرقناها بالكاتيوشا ؛ بس لكني لا أتذكر ما اسم الصاروخ اللي فجر ثنتين منها …
والبحر الاحمر يبغبغ فقاعاته وسط الأمواج .. أخبرني الصقر الأشعث .. النسر الأغبر .. الأسد الحافي .. البطل اللابس للكاكي فوق المعوز ورياح الموج تلاعب مشدة قعشته بعد العصر .. أن أذان صلاة المغرب لن يأتي إلا وقد طهرنا الباقي .
لم أفهم لغة الباقي والتطهير وغايته ساعة إذ .. لتخبرني نشرة أخبار الثامنة مساءا والنصف في خبر عاجل حمل التأكيد الواثق عن إحكام الهاوان تموضعه في قيعان وسلاسل تعز الجبلية من جهة تدعى بالعربية : الوازعية .
وهناك توزعنا لغة أخرى .. طرق القنص وتصويب المعبر لصدر الملعون .. بلاكا ووتر .. مرتزقة .. خفاش سوداني .. سعودي غازي .. اماراتي محتل .. مخلافي اصلاحي .. اخونجي تابع للدنبوع .. جندي متمقدش .. متطرف تابع للجنرال الأحمر .. حركوشي متدعيش .. متسلفن ثائر .. عسكور يدعى سرحان .. ضبابيط شراجيون وجوامل .. بقايا عملاء ؛ أراذل خسة وخيانة ..
إسأل اقرب تعزي ماذا لاقوا .. ماذا ذاقوا .. ماذا حاق بهم يوم رجال الشعفي نصر ؛ بدأوا لف الساق بسواقي الويل ؛ ومضوا يتلون : الى ربك يومئذ ….
حدثني يا بونصر ؛ إن أمكن عنك وعن ………
لا يدري السائل ان حديث مجاهد من هذا النوع هو الصمت .. والبندق يتكلم بالفصحى شعرا بلسان القائد لحظة إذ ؛ يقتحمون ويصدون هجوما .. وقبل قليل انكسر الزحف الخامس والسبعين بتناثر جثث الأعداء وتحطم ما كان بأيديهم من عربات امريكية صنعت في النمسا مدرعة بحديد صلب ؛ بأسرع من حلم فتت وتهشم كزجاج هش راح بأول طلقة شيكي أرسلها للآلية ذاك اليمني الحافي وهو يتمتم خشعة :ومارميت ولكن الله رمى .
يا خنثى العدوان الملعونة .. يكفي ضجة .. تحليقا في الأجواء لأطول مدة .. قصفا للعمران بلا جدوى .. قتلا للأطفال وللنسوة .. تدميرا لبصمات الإنسان في صنعاء وصعدة والبيضاء وحجة والجوف وإب وعروس حديدتنا ومارب وذمار وعمران وريمة ..
يا ملعونة ..ها أنت تعودين الآن الى أبين والضالع وشبوة ولحج وعدن المحتلة بغارات هستيرية ضجت مضجع سكان الديس وسيئون وحضرموت الوادي وقصيعر ومكلا الساحل ؛ (ذي قلتوا حررتوها منا وانتو خربتوها وسلمتوها للارهابي المتطرف بلعيدي وباطرفي وتذرعتم بالريمي قاسم وأبو مدري من ويش اسمه ) ؛ هذا النص جزء من أطروحة راكب باص يجادل نفسه متجا صوب كريتر والآخر رايح للقلوعة .. (إحنا وين وانتو وين فين كنا وصرنا فين بعد النعمة نعيش من نقمة لا نقمة) ..
قصده .. يشتي يقصد .. أي سأكمل بدله :
حتى غادرنا القمة والقصر وأمسينا في قعر الجحر ….
………..
………….
قبل نزوله في أقرب جوله .. زاد أنينه .. بيمين طلاق نافذ كالتالي :
(والله ان الحوثيين احسن منكم اشرف منكم اشجع منكم يا ذي سميتم انفسكم مدري من ) ؛ يعني طبعا إياهم :”الذباحين السحلة”.
ظل السائق في مرآة الباص يتأملهم بعين مرتابة .. يحرك رأسه خلسة تأييدا لكلام الرجل الراكب .. لكن لا يجرؤ مثله أن يكشف ما في صدره جهرة .. خوفا من زائر ليل قد يطرق باب المنزل فجأة .. فيقطع رأسه ويعلقه عقب صلاة الصبح – للعبرة – بموقفة الفرزة .
يا جن سليمان آتوني بنبأ من مكة .. هل ما زالت أركان الكعبة خمسة أو ستة .. لا أدري حاليا بالضبط كم يبلغ طول عقارب ساعة فندق ماسون الأطول جداجدا من خمس صوامع منتصبة حول الكعبة .. كانت محرابا لأفئدة الحجاج حتى خطفت أطول ساعة وأضخم برج بمحيط الحرم المكي ؛ أبصار وبصائر زوار الدار الرباني .. أول بيت أسس لشئون لا تتعلق بالإستثمار الديني ووهبنة الأمة بفتاوي علماء الفتنة .. أنذال بلاط السلطان ..
ذولاك الأشخاص …
من يفتون بما يرضي رغبة خادم حرمين اثنين فقط .. والحرم الثالث وحده ؛ من لم ينساه اليمنيون ولن ينسوا أبدا أن لهم ركنا في الكعبة أسماه رسول الإسلام ببلدتهم واختاره فخرا للأنصاريون المرتبطون بليلتنا الرجبية في أسفار الجمعة ؛ ومن لولا إيانا لما قامت للأمة شرعة .. لكن الخدعة …
– يا وجعي ما أقسى ألم الخدعة – مرت من بين اصابع صاحبنا بوم
وسى كتمريرة سهلة .. وبها كال ابن العاص الصفعة لوجوه الأطهار الأخيار تلو الصفعة من ذاك اليوم ليوم صرنا فيه نخصص عيدا لذكرى ميلاد الضفدع ..
يوم صارت فيه ذكرى إحياء “المولد” بدعة !!
أقسم برب الكعبة وأثني قسما بمن نصب الكعبة ..
أنك يا صعدة ستخطين طريقا نخطو عبره خطواتا إيمانية نحو الكعبة .. درب القبلة .
أقسم يا صعدة بالله ورب الكعبة .
هاتوني وقتا ؛ و(كلن) يصغي سمعه ..
استحضرنا موروث الفرقة .. سنة شيعة .. تمزقنا بضعة بضعة وقد كنا قبلا قطعة .. لكنا أو لكأنا تلك المضغة .. مضغة ابليس شقت من قلبه .. فيما نحن بقية مضغة قلبه .. لكن من يقنعنا إنا لسنا ما نتصورا وهنا ومهينة .
وكما أدري إسمي .. أدري أن القرآن يعلمنا كيف يعود الينا ما ضيعناه .. ما فرطنا فيه من أمجاد التاريخ الغابر والماضي الحاضر .. من يلهمنا بآيات مختصرة نتجاهلها دوما ونغوص بقصائد درويش وقباني وفلاسف شكسبير ونيتشه .. وتغريبة جلجامش وزرادتش .. ومواعض عايض والزندني .. وأغاني الكلثومة ثومة والرحباني .. نعبد جزمة رونالدو ونتعبد بريالمدريد وميسي والبرشا .. ونصدق هوليود وروبن وجنيفرلوبز …
تسحرنا فساتين العجرومة وسيلوكين روادف شاكيرا ورقصة هيفاء وهبي .. ونخشى أحقر جرثومة تدعى اسرائيل ضمن متاهات التخدير لواقعنا العربي بمساحيق مهند وتجاعيد علمدار ؛ والمليون ومن سيربحه .. مواهب سوبر وأكاديمي .. وسباق الهجن وأجمل كلبة .. وبرامج خالد عمرو ومريم نور ومشاكل روتانا وعمرو دياب .. وخفايا نسوان القذافي وفضائح برلسكوني والزير الروماني ومناهج تسطيح الفكر وتغييب الوعي وفضائيات الديمقراطية .. نلهو في الفيس .. نتشرذم بالواتس نتنابز بالتغريدات لنشعل حربا تجتث حقول الفرسك في أرض الشام ونخيل البصرة ؛ العطشى لمساقي دجلة إثر جفاف النهر بحواجز نتنياهو والتركي الأردوغان والدور القادم يستهدف تجفيف النيل بإسفنجيات حبشية رخوة .
بعيدا .. نتوغل نحو اللاشيء التافه .. وننسى آية : إن طيعوه تهتدوا .
طاعة .. طاعة .. هذي الطاعة لا تجدينا نفعا .. قل لقضاعة !!
سحقا سحقا .. ما ألعنكم .. شر بضاعة .. بئس وضاعة .
يا عاصفة الصبر اشتدي .. شدي أزر اليمني المستضعف قائد دربي .. ما أدريه ولا أدري .. من يدرأ عني الخطر الماحق ؛ ويردي ثعابنة البغي نار سقر .. ويرد لبلادي عزتها ؛ شرفا وكرامة .. منعة وسيادة .
من يغرس بحنايا الشعب .. وعي قرآني يتجذر مشروعا يحيي أمة .. يمنحها أرواح تهفو من بهو القبر لجنان النصر .. مشروعا يتدفق إنسانية .. ينضح عدلا واستشعارا للمسئولية .. يهدي بدروس ملازمه النورانية ؛ مجتمعات أغرقها التيه .. يوقظها من سبتة أهل الكهف ؛ وسبوت بوذا وأسبات يهوذا …
يالليمني الفذ .. ما أعظمه اذ يتجلى طوفانا يجتاح الدنيا بفيوض الخير .. أفكارا روحانية يستنبطها من فاتحة المصحف وخاتمة الختمة .
الوقت يمر سريعا .. تتوسع ثقوب الأوزون ودوران الكرة الأرضية يتباطأ .. يتوقف .. منتظرا خبرا مزدوجا يحمل بشرى خير يمنية بسقوط مملكة بني سعدون المأفونة وكيان بني صهيون المنبوذة .
أغرقتوها !!
أيوه أغرقناها .. أغرقنا بدماء الشهداء العظماء طغاة الإستكبار .. لنغرق بالرحمة والحب كل تراب الأرض ..
ماذا قلت ؟!
(مدري ما هو ما نش داري) ..
هاتيني إياها .. (أبسرها ثاني لجل افهمها) !!
زيد إقرأها من أولها مرة أخرى ..
زيد اقراها ..
……………..
* بغبغة : كلمة شعبية في لهجة ابناء صعدة تعني الصوت الناتج عن إلقاء حجر أو ثقل في بركة الماء .