الجديد برس:
رأى المحلل العسكري في القناة “الـ13” الإسرائيلية، ألون بن دافيد، أن الإسرائيليين الذين أدمنوا مشاهدة أفلام الكوارث الرائجة في السبعينيات والثمانينيات، “أصبحوا ممثلين في فيلم حقيقي من أفلام الكارثة، ولكنهم لم يدركوا ذلك بعد، ويواصلون التصرف كمشاهدين”.
وفي مقالٍ نشرته صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، رأى بن دافيد أن الجمهور في “إسرائيل” يستمع إلى التقرير اليومي عن المزيد من الجنود الذين سقطوا في حرب لن تنتهي أبداً، ويواصل حياته الطبيعية، ويشاهد “إسرائيل” وهي تندفع نحو الهاوية، ثم يتصرف كما لو كان خارج سيارة على وشك الاصطدام.
وقال بن دافيد، “منذ شهرين ونحن نقترب من مفترق طرق استراتيجي على شكل حرف (T) : الانعطاف نحو اليمين يؤدي بنا إلى صفقة تبادل أسرى (ولو جزئية)، ووقف الحرب المكثفة في غزة، واحتمال التوصل إلى تسوية في الشمال وفي المنطقة كلها، أما الانعطاف نحو اليسار فيؤدي إلى التخلي عن الأسرى والسير المؤكد نحو حرب إقليمية واسعة”.
وتابع بن دافيد موضحاً “من الجدير بهؤلاء المشاهدين، الذي كانوا مشغولين بالهاتف طوال هذا الأسبوع، أن يرفعوا أعينهم ويفهموا أننا قد اخترنا الانعطاف بالفعل، وليس بالاتجاه الصحيح”.
أما الأمريكيون، بحسب بن دافيد، فيؤدون دور المضيفات، ويواصلون طمأنة الركاب وإخبارهم أنها مجرد جيوب هوائية، وأن كل شيء سيكون على ما يرام قريباً، ولكن قبطاننا (نتنياهو) كان قد اتخذ القرار بالفعل وحول الطائرة إلى الجبل.
ورأى المحلل العسكري الإسرائيلي أن تعنت نتنياهو وإصراره على البقاء إلى الأبد في محوري “فيلادلفيا” و”نتساريم”، يمنع أي فرصة لصفقة تبادل الأسرى، ويؤدي إلى مناوشات إقليمية واسعة وإلى حرب لا تنتهي في غزة.
واعتبر بن دافيد أن التحليل الإقليمي قاتم، لكن التهديد الأخطر – رغم ذلك – لا يأتي من لبنان أو إيران، بل من الداخل، مع وجود “فوضويين متهورين في الحكومة”، تحولوا إلى آلية منظمة لتفكيك المؤسسات التي لم تمتثل لمشيئتها حتى الآن، وسحقها، من خلال الهجوم الدائم على “الجيش الإسرائيلي” و”الشاباك” و”الموساد”.
واعتبر بن دافيد أنه “إذا كان الـ7 من أكتوبر بداية تفكك إسرائيل وشرارة الحرب مع المحيط كله، فإنهم بدلاً من الصلاة لوقف ذلك، يفعلون كل شيء لتسريعه”.
وطالب بن دافيد قادة الأجهزة الأمنية “ألا يقولوا بهدوء ما يجب الصراخ به”، وأن “يجعلوا أصواتهم مسموعة ويوقظوا الجمهور الإسرائيلي الذي يغفو مثل ضفدع في وعاء، والذي بدا بالفعل أنه داخل فقاعة”.
وختم بن دافيد بقوله “رئيس الحكومة اختار هذا الأسبوع استمرار الحرب، في كل الجبهات. وكعادته، على الدوام، لا هو أو أي أحد من عائلته سيدفع الحساب إزاء هذا الاختيار. نحن سندفع ثمن ذلك”.