الجديد برس
بقلم / علي المحطوري
ويسألونك عن وقف إطلاق النار؟ فقل هو خير إن تم، وخذوا حذركم، إنما هي الحرب لا تزال قائمةً ومتى التزم الطرف الآخر، فلكل حادث حديث، على أنَّ ما يُلاحظ في هذا المنعطف التأريخي هو ذلكم الصراع الأزلي بين عبيد المال، وطلاب الحرية والكرامة والسيادة.
وما حصل اليوم في أرض مصر هو مثار عزة ورفعة وتقدم للأمة لو أن تحريرَ فلسطين كانت القضيةَ التي التقى عليها السعوديون والمصريون، وهي قضيةُ اشتباك قديم بين الطرفين انتهى حالياً بتسلل الملك إلى البرلمان المصري شاهراً سيف الدولار مصحوباً بالدرع الإسرائيلي، محققاً بذلك أن عوّضَ فشلَه في اليمن باكتمال احتواء مصر وشراء ولائها، والاتكاء عليها في تعميم مشاريع الانبطاح للهيمنة الأمريكية الإسرائيلية.
ولا يتمنى أيُّ عربي لمصر إلا كُلَّ خير، وإذا كان زواجُ الملك بأُمِّ الدنيا عن طيبِ خاطرٍ فأدام الله السرور، لكن عاصفة التصفيق داخل البرلمان المصري لعاصفة الملك ضد اليمن، لا يعني إلا أن عصرَ الاسترخاء السلماني قد عمّت آفتُه أرضَ الكنانة، وهذا مبعث تأفّف لا تعفّف، مما يجعل مياهَ النيل غيرَ كافية للتطهّر، وحيثُ فوائدُ قوم عند قوم مصائب، فإخوان مصر أصبحوا أكثر يأساً من ذي قبل بعد هذا العُرس المحنةِ لهم، لكن إخوانهم في اليمن محظوظون بحاجة المملكة إليهم، وهم يُمَنُّون النفسَ ألا توقف الحرب ويعملون على النفخ فيها كما هي عادتُهم، متأسفين مما يتردد من أحاديث عن وقف محتمل لإطلاق النار، على أنه في كُلّ الأحوال سيبقى الصراع محتدماً على أشده بين من يقاتل ليحيا ويحيا شعبُه بكرامة وعزة واقتدار، وبين من يريقُ ماءَ وجهه ويُهين كرامتَه وكرامةَ شعبه ليحيا الملك.