الجديد برس:
أثار تفعيل خدمة ستارلينك للإنترنت الفضائي في اليمن كأول دولة في الشرق الأوسط تحصل على إمكانية الوصول الكامل للخدمة، تساؤلات كثيرة لدى الناشطين، خصوصاً أنه تم في هذا التوقيت الذي تمر اليمن خلاله بمنعطفات خطيرة، سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، بالإضافة إلى مسارعة السفارة الأمريكية بتوجيه التهنئة لليمن بالحصول على الخدمة، وفي الوقت نفسه اعتبر وزير خارجية أمريكا ذلك فرصةً لما أسماه إعادة تشكيل الدبلوماسية وملامح المستقبل.
الناشط والخبير العسكري زكريا الشرعبي، قال في منشور على منصة إكس، رصده “يمن إيكو”، إن “ستار لينك ليست من أجل سواد عيون اليمنيين”، ناصحاً بألَّا “يسيل لعاب البعض طمعاً في إنترنت قوي”.
وأكد الشرعبي أن “أمن شبكة الاتصالات جزء من الأمن القومي للبلد وفي مرحلة الحرب، والتي أخفق فيها العدو عسكرياً، يبحث العدو عن طرق أخرى”، في إشارة إلى أن خدمة ستار لينك قد تكون إحدى هذه الطرق.
وأوضح أنه “تم استخدام شبكة ستارلينك لأغراض عسكرية في أوكرانيا، وبهدف دعم الفوضى في إيران”.
الشرعبي أضاف أنه “في أكتوبر 2022 وجهت شركة سبيس إكس المالكة لاتصالات ستار لينك رسالة إلى البنتاغون، قالت فيها إن استخدام ستارلينك في أوكرانيا قد يكلف ما يقرب من 400 مليون دولار على مدار الـشهور الـ 12 القادمة، وفقاً لتقرير صادر عن سي إن إن”.
وفي السياق، أبدى الناشط مراد شلي تساؤلات عدة، عن سبب تمكين اليمن من أن تكون أول دولة في الشرق الأوسط تحصل على خدمة ستارلينك للإنترنت الفضائي، وسبب مسارعة السفارة الأمريكية بالتهنئة.
وتساءل مراد، في منشور على منصة إكس، رصده “يمن إيكو”، “لماذا اليمن أول دولة في الشرق الأوسط تعلن ستارلينك بدء خدمة الإنترنت الفضائي فيها، ولماذا سارعت السفارة الأمريكية بالإعلان عن الأمر، وما مدى خطورتها؟”
وقال إن إعلان شركة ستارلينك عن بدء خدمة الإنترنت الفضائي في اليمن كأول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل للخدمة، جاء في ظل الأخبار المتوالية من لبنان بسبب الهجمات التي طالت أجهزة البيجر والأجهزة اللاسلكية منذ الأمس وحتى الآن، معتبراً ذلك مفاجئاً، رغم ما وصفه بتواطؤ الحكومة اليمنية مع الشركة منذ أشهر والتواصل بهم، موضحاً أن “التسريع في التجهيز والإعلان هو المفاجأة، بعد أن اعتبر الأمر مجرد ضغط على حكومة صنعاء”، حسب تعبيره.
وبشأن مدى الخطورة الاستخباراتية لستارلينك، أشار مراد إلى أن الشركة تدخلت في الحرب الروسية الأوكرانية، بنقل الخدمة لأوكرانيا التي استفادت منها لوجيستياً في الحرب.
وأكد أنه في اليمن وبما أن “الجبهة الأمنية والعسكرية متماسكة ولم يستطع الأعداء اختراقها، وباعتبار أنه لا يوجد لدينا أجهزة بيجر ولاسلكية كتلك التي في لبنان، تُعد جبهة اليمن هي الأهم لدى الأعداء، خصوصاً بعد الصاروخ الفرط صوتي الأخير الذي اخترق كل منظوماتهم الدفاعية ووصل إلى يافا المحتلة”.
وأضاف أن “جبهة اليمن باتت الهاجس الأكبر لهم، لهذا سارعوا في تجهيز نظام ستارلينك وإطلاق الخدمة في اليمن، لأنهم على الأرض كالعميان بعد سقوط شبكات تجسسهم”، مؤكداً أن “ما لم يدركوه أن صنعاء متوقعة للخطوة، وستكون ردة الفعل اليمنية مفاجئة وصادمة”، حسب تعبيره.
وسارعت السفارة الأمريكية بتوجيه التهنئة لليمن بحصولها على خدمة ستارلينك، حيث قالت في منشور على حسابها في منصة إكس، رصده “يمن إيكو”: “تهانينا لليمن لكونها أول دولة في الشرق الأوسط تتمتع بإمكانية الوصول الكامل إلى الإنترنت عبر الأقمار الصناعية من ستارلينك، يوضح هذا الإنجاز كيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح فرصاً جديدة وتدفع عجلة التقدم. كما أكد وزير الخارجية بلينكن سابقاً أن التكنولوجيا تعمل على إعادة تشكيل الدبلوماسية وتحديد ملامح المستقبل”.
كما قال الناشط عرفات الجشيمي، في منشور على منصة إكس، رصده “يمن إيكو”، إن هوائي إنترنت ستارلينك يمكن أولاً الـCIA من اختراق هاتفك، وأخذ صور من كل الاتجاهات حتى يكون لديهم نموذج للشخص المراقب ومنزله.
وأضاف أنه وعبر الموجات الكهرومغناطيسية التي تبثها ستارلينك وانعكاسها على المجسمات في الغرفة يتم مطابقتها مع الصور لتصبح كل حركات وسكنات البيت على البث المباشر، حسب قوله.
في السياق نفسه، قال حساب صوتي حر على منصة إكس، في منشور رصده “يمن إيكو”، إن “إيلون ماسك قام بتشغل خدمة ستارلينك في اليمن كأول دولة في الشرق الأوسط خدمةً لأمريكا وإسرائيل ولم يقم بتشغيلها من أجل أنه يُحبنا”.
وأوضح أن تفعيل خدمة ستارلينك في اليمن يعتبر “خطة صهيونية أمريكية، والدليل على ذلك هو أن السفارة الأمريكية باركت لليمن بهذه الخدمة”، مضيفاً أن الغرض منها هو “استهدافنا بالرصد والتجسس وتنفيذ الاغتيالات في اليمن كما حدث في لبنان بالأمس”.
وفي أول تعليق لها على تفعيل ستارلينك في اليمن، عبر مصدر مسؤول في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات في صنعاء عن إدانة الوزارة ورفضها قيام من وصفهم بـ “مرتزقة العدوان على اليمن” بالسماح لشركة “ستارلينك” بتقديم خدمات الإنترنت الفضائي في المناطق المحتلة.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية سبأ، عن المصدر في بيان تلقت نسخة منه، أن هذا الإجراء يعد انتهاكاً صارخاً لسيادة اليمن ويشكل في الوقت نفسه تهديداً كبيراً لأمنه القومي، فضلاً عن أنه يضر بنسيجه الاجتماعي، حسب البيان.
وقال البيان “إن هذا التصرف يؤكد بوضوح استهتار المرتزقة بسيادة واستقلال اليمن واستعدادهم للإضرار بأمن واستقرار الوطن لصالح قوى خارجية، لذا لم يكن مستغرباً أن يحظى القرار بترحيب أمريكي”، في إشارة إلى تهنئة السفارة الأمريكية لليمن بحصولها على خدمة ستارلينك.
وأكد البيان أن تقديم خدمات الإنترنت من قبل شركة أجنبية في أي منطقة في كافة أنحاء الجمهورية، يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي اليمني ويقوّض القدرة على حماية خصوصية المواطنين وبياناتهم، محذرةً المواطنين من التعامل مع هذه الشركة وخدماتها كونها غير قانونية، ومحملةً من أسمتهم المرتزقة ومن يدعمهم المسؤولية الكاملة عن أي عواقب تترتب على هذا القرار، مشددةً على أنها “ستتخذ كافة التدابير اللازمة لحماية سيادة البلاد وأمنها ومنع أية محاولات للمساس باستقلالها واستقرارها”.
*نقلاً عن موقع “يمن إيكو”