الجديد برس
بقلم / زيد البعوه
الجميع يعلم بالحرب الأولى التي شنها النظام السابق على السيد حسين بدر الدين ومجتمع مران في عام 2004 والتي استمرت ثلاثة أشهر أكيد تعرفون لكن الليلة سوف اروي لكم قصة ألهدنه الكاذبة والمخادعة…..
بعد شهرين من الحرب تم الإعلان عن هدنه ومصالحه سوف يقوم بها بعض العلماء لوقف الحرب على مران وتم التواصل مع السيد حسين بدر الدين على اساس أن تأتي اللجنة في طائرة هيلوكوبتر فحدد لهم السيد مكان الهبوط وكم يكون عدد اللجنة وبدون أسلحه تم التوافق على هذا وتم الاستعداد لاستقبال اللجنة كنت يومها صغيراً…
لم أتمالك نفسي من الفرحة أن الحرب ستتوقف كان المكان المحدد لهبوط الطائرة في (جربه) مكان واسع قليل فوق منزلنا كانت مزروعة بالذرة فكنت أشارك معهم في إعداد المكان اقتلعنا الذرة وجلبنا كيسين من الرخام المطحون وفعلنا دائرة كبيره باللون الأبيض لكي يستطيع الطيار ان يرى مكان الهبوط بسهوله ….
كان السيد حسين يوجه بعدم الركون على المعتدين وقال ان الناس يكونون على جهوزية عالية فقد تكون هذه خدعه كنا نتمنى ان لا تكون خدعه فنحن نأمل ان يتوقف الحرب والحصار على منطقتنا …
كان الجميع على استعداد مجموعه تجهز مكان لاستقبال اللجنة ومجموعه تجهز أكل وماء للجنة ومجموعه أخرى تجهز مكان الهبوط واستقبال اللجنة فوق منزلنا كنت أساعدهم بكل لهفه وشوق ….
كانت وسائل الإعلام قد تحدثت عن ألهدنه وإعلان وقف إطلاق النار إلا أن الجيش يومها لم يتوقف للحظه من القصف على مران ومحاولات عديدة للتقدم من عدة محاور وكنا نسمع من وسائل الإعلام أن أبناء مران من كانوا يسمونهم بالحوثيين من يخترقون وقف إطلاق النار انا كنت أرى كل شيء بأم عيني واعرف ان ما تروج له وسائل العدوان زوراً وبهتاناً فنحن محاصرين ومعتدى علينا وملتزمون ومع ذلك متهمين بالخروقات كما يحصل اليوم مع العدوان السعودي نحن المعتدى علينا ومتهمين بخرق وقف إطلاق النار والعدوان ومرتزقته من يخرقون الهدنة المزعومة….
نعود إلى قصة الهدنة في الحرب الأولى:- وكان الجميع ينظرون إلى السماء متى ستأتي الطائرة ومرت الساعات ونحن نحسب الدقائق نترقب حتى جاءت الساعة ال 11 حاديه عشره قبل الظهر سمعنا صوت الطائرة من بعيد ولان المنطقة جبليه لم نراها حتى اقترب الصوت اكثر وظهرت الطائرات كان الجميع مستعدين للاستقبال ومستغربين لماذا تأخرت اللجنة لكن تفاجأ الجميع عندما ظهرت طائرتين وكان المتفق على طائره واحده قلنا قد ربما يكون عدد اللجنة كثير ويحتاج الى طائرتين …
واقتربت الطائرات أكثر حتى وصلت إلى فوق جبل الشرفة ونحن نلوح بأيدينا لكي يشاهدوا المكان فدارت الطائرتين على الجبل دورتين قلنا لعلها تبحث عن المكان لكنه كان العكس …
كانت الطائرتين تستعد لقصف المجاهدين اللذين في أعلى جبل الشرفة المطل على مران رئينا الصواريخ الصغيرة وهي تنطلق من اسفل الطائرة باتجاه الجبل وقصف بالرشاشات التي تمتلكها الطائرتين لم نصدق ما يحصل :-
أغمضت عيني وفتحتها فلم أجد احد بقربي فالجميع يخفون أنفسهم ويقولون خداعين كذابين كنت اتمنى ان يكون ذلك حلماً في المنام فقط وليس حقيقة فقد كنت مشتاقاً للسلام وللخضروات والفواكه انكسرت خواطرنا يومها واستمرت المعارك وضاع ما كان يسمى بوقف إطلاق النار وهدنه كان المعتدين قد جهزوا أنفسهم للاستيلاء على جبل الشرفة ولم تغرب الشمس الا وقد سيطروا عليه.
استشهد يومها عمي مفرح محمد في رأس الجبل وهطلت الأمطار وهطلت دموعنا عندما رئينا العلم اليمني يرفرف في اعلى الجبل وكأنهم سيطروا على جبال مطلة على إسرائيل ….
لم ننام في تلك الليلة فنحن نعيش حاله لا يمكن وصفها فقد كنا فرحين بوقف الحرب فانقلب كل شيء واستشهد أقاربنا وسيطروا على اعلي قمة في مران وازدادت الحرب ضراوة واستمرت لشهر اخر حتى وصلوا إلى جرف سلمان واستشهد الشهيد القائد والكثير من وجها واعيان ورجال المنطقة ما يقارب خمس مئة رجل من أفضل الرجال ودمرت منازلنا ودخل الجيش إلى منطقتنا كالفاتحين يرفعون أصوات النشيد الوطني وأغاني أيوب طارش عبر مكبرات الصوت وبدأوا يسجنون من تبقى ويحتلون البيوت ويعبثون بالممتلكات وكأن أهالي مران من بقايا كفار قريش …. حتى لا نخدع مرة أخرى وللقصة بقيه