الجديد برس|
في خطوة لافتة، تستمر الاستخبارات السعودية في تسويق مزاعم عبر نخبها الإعلامية حول وقف العمليات البحرية اليمنية في البحر الأحمر، وهي العمليات التي تُنفذ منذ نوفمبر الماضي لدعم غزة في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
على مدى الساعات الأخيرة، أطلقت نخب إعلامية سعودية حملة تهدف إلى إثارة الشكوك حول استمرار تلك العمليات. وتجلّى ذلك من خلال تغريدات عبد الله آل هتيلة، مساعد رئيس تحرير صحيفة “عكاظ” السعودية، الذي أشار إلى توقف العمليات البحرية، في حين زعمت الحملة إصدار بيان من العميد يحيى سريع، المتحدث باسم القوات اليمنية، يعلن فيه وقف العمليات البحرية، وهو ما لم يصدر فعلياً.
توقيت هذه الحملة السعودية يثير العديد من التساؤلات، إذ تتزامن مع إرسال الرياض فريقاً من قادة الفصائل الموالية لها إلى واشنطن، لعرض خطة جديدة تهدف إلى تصعيد العمليات البرية في اليمن. يبدو أن الرياض تسعى للحصول على دعم أمريكي في هذا التصعيد، وهي قلقة من احتمالية عدم استجابة واشنطن لذلك.
الخطوات السعودية التي تسعى من خلالها للضغط على صنعاء عبر التلاعب بالأوراق السياسية واستخدام الدعاية الاعلامية المضللة، إلى جانب ذلك، تتزامن الحملة السعودية مع تقارير عن عرض أمريكي جديد لـ صنعاء، قد يرتبط بملف البحر الأحمر، ما يثير قلقاً سعودياً من إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي يُنهي الصراع في المنطقة. يبدو أن السعودية تخشى أن يأتي الحل السياسي على حساب مصالحها، خصوصاً بعد فشلها العسكري في تحقيق أهدافها في اليمن على مدى عقد كامل.
في النهاية، تشير المعطيات إلى أن السعودية تسعى من خلال هذه الحملة الإعلامية إلى اختبار ردة فعل صنعاء بشأن التحركات العسكرية الجديدة والعروض الأمريكية. في حين تؤكد المعطيات التي عرفت عن مواقف صنعاء السابقة وحتى اللحظة انها لن تتنازل عن دعمها لغزة ولا عن هدفها في رفع العدوان وإنهاء الحصار المفروض على القطاع، كما أكد قادتها مراراً وتكراراً.