الجديد برس| تقرير: خاص|
تَشهدُ الجبهةُ اللبنانيةُ تطوُّراتٍ دِراماتيكيةً في الأيَّامِ الأخيرةِ مع تصاعُدِ المواجهاتِ بينَ المقاومةِ الإسلاميةِ “حزب الله” وقواتِ الاحتلال الإسرائيلي على الحدودِ الشماليةِ لفلسطينَ المُحتلةِ.
المواجهاتُ المتزايدةُ، التي تشملُ مُحاولاتِ توغُّلٍ للاحتلال الإسرائيليِّ والرَّدَّ العنيفَ من قِبَلِ المقاومةِ الإسلاميةِ في لبنانَ، أَدْخَلتِ الاحتلال في مأزقٍ أمنيٍّ وعسكريٍّ غيرِ مسبوقٍ، ما دفعَ الولاياتِ المُتحدةَ إلى التدخلِ بشكلٍ علنيٍّ ومباشرٍ في مُحاولةٍ لمنعِ جيش الاحتلال من الانهيارِ الكاملِ أمامَ جبهاتِ المقاومةِ التي تَصْعدُ من ضرباتِها وبشكلٍ لم يَعهدهُ الاحتلال من قبلُ.
الاحتلال الصهيونيُّ في مأزقٍ
بدأَ التصعيدُ الأخيرُ في جبهةِ لبنانَ عندما أَعلنتِ المقاومةُ اللبنانيةُ، الأحدَ، على وجهِ التحديدِ، عن إفشالِ مُحاولاتِ تسلُّلٍ لقوات الاحتلال الإسرائيليِّ إلى مناطقَ جنوبِ لبنانَ، تحديدًا بلدةِ راميةَ.
حزبُ اللهِ أعلَنَ أنَّ قواتِهُ فجَّرتْ عبواتٍ ناسفةً بقواتٍ الاحتلال حاولتِ التوغُّلَ، ما أدى إلى وقوعِ قتلى وجَرْحى في صفوفِ جنودِ الاحتلال، بالإضافةِ إلى ذلكَ، استهدفتِ المقاومةُ اللبنانيةُ آليةً مدرعةً إسرائيليةً بصاروخٍ مُوجَّهٍ، في تصعيدٍ خطيرٍ كشفَ ضَعفَ جيشِ الاحتلال في التصدي لمثلِ هذهِ العملياتِ.
هذهِ الاشتباكاتُ وصلتْ إلى ذروتِها حين أكَّدتْ وسائلُ إعلامِ الاحتلال الإسرائيلي وقوعَ حدثٍ أمنيٍّ صعبٍ في شمالِ فلسطينَ المُحتلةِ، بالتزامنِ مع دويِّ صفاراتِ الإنذارِ في حيفا ومناطقَ أخرى شماليةٍ بسببِ إطلاقِ صواريخَ وتهديداتٍ متزايدةٍ من المقاومةِ اللبنانيةِ. التصعيدُ أثارَ مخاوفَ كبيرةً لدى قيادةِ العدوِّ الإسرائيليِّ من احتمالِ فتحِ جبهةٍ جديدةٍ تُضاعفُ الضغوطَ التي تَواجهُها بسببِ العملياتِ المستمرةِ على جبهةِ غزةَ.
الحدثُ الأمنيُّ خرجَ عن السيطرةِ لدى رقابةِ الاحتلال، ليتَّضحَ بعدَ ذلكَ في إحصائيةٍ أوليةٍ مساءَ اليومِ، عن مقتلِ وإصابة أكثر من 70 من جنودٍ من جيشِ الاحتلال الإسرائيلي، بينهم حالات حرجةٍ للغايةِ، بحادثةِ انفجارِ طائرةٍ مسيَّرةٍ في معسكرٍ تابعٍ لجيشِ العدوِّ قربَ مدينةِ حيفا، شمالي فلسطينَ المُحتلةِ.
إذاعةُ جيشِ العدوِّ قالت عن مصدرٍ عسكريٍّ في جيش الاحتلال الإسرائيليِّ: “إنَّ هجومَ بنيامينا وقعَ بمسيَّرةٍ أطلقها حزبُ اللهِ، ويعتبرُ هذا الهجومُ الأكثرَ دمويةً منذُ بدءِ الحربِ”.
معَ هذا الحدثِ الأمنيِّ الذي قلَبَ كيانَ الاحتلال، زادتْ صحيفةُ “يسرائيل هيوم” الاسرائيلية من وَجَعِ الاحتلال عندما كشفتْ أنَّ صفاراتَ الإنذارِ لم تدوِ في منطقةِ بنيامينا قبلَ سقوطِ المسيَّرةِ، ما يُؤكِّدُ أنَّ الاحتلال قد دخلَ في أزمةٍ كبيرةٍ، وعليهِ أنْ يتوقعَ مثلَ هذهِ الضرباتِ في أيِّ وقتٍ وفي أيِّ زمانٍ ومكانٍ، وأنَّ المرحلةَ القادمةَ ستكونُ هيَ الأكثرَ دمويةً في تاريخِ الاحتلال الإسرائيلي.
أمريكا تتدخلُ بشكلٍ مباشرٍ
معَ تصاعدِ قلقِ الاحتلال الإسرائيليِّ من عدمِ قدرتِه على احتواءِ الموقفِ على جبهةِ لبنانَ، تدخَّلتِ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ بشكلٍ علنيٍّ. واشنطن أرسلتْ رسائلَ واضحةً إلى لبنانَ والأطرافِ الإقليميةِ بأنَّ أيَّ تصعيدٍ على الحدودِ الشماليةِ لـ “إسرائيلَ” سيؤدِّي إلى تدخلٍ أمريكيٍّ لحمايةِ حليفِها الاستراتيجيِّ، وهو ما حدثَ بالفعلُ.
وإنْ كانَ التدخلُ الأمريكيُّ قد حصلَ بالفعلِ من أولِ يومٍ لـ عمليةِ طوفانِ الأقصى، إلَّا أنَّهُ هذهِ المرَّةَ بشكلٍ علنيٍّ ومباشرٍ وبشكلٍ رسميٍّ، بعدَ أنْ عزَّزتِ الولاياتُ المتحدةُ حضورَها في المنطقةِ خلالَ الفترةِ الماضيةِ من خلالِ دعمٍ عسكريٍّ مباشرٍ للاحتلال الإسرائيليِّ، سواءٌ عبرَ المعلوماتِ الاستخباراتيةِ أو الأسلحةِ المُتطورةِ اللازمةِ لتعزيزِ منظوماتِ الدفاعِ الجويِّ التي يستخدمُها الاحتلال الإسرائيليُّ لاعتراضِ الصواريخِ والطائراتِ المسيَّرةِ التي أصبحتْ تشكلُ تهديدًا حقيقيًّا على عُمقِ كيانِ الاحتلال الإسرائيليِّ.
التصريحاتُ الأمريكيةُ اليومَ الأحدَ، حملتْ بُعدًا آخرَ، حيثُ كشفتِ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ عن تدخلِها بشكلٍ مباشرٍ، حيثُ أعلنتْ أنَّها سترسلُ منظومةً مُتطورةً مُضادةً للصواريخِ للاحتلال الإسرائيليِّ معَ قواتٍ أمريكيةٍ لتشغيلِها، في مسعى لتعزيزِ ما اسمتهُ الدفاعاتِ الجويةَ الإسرائيليةَ في أعقابِ هجماتٍ صاروخيةٍ شَنَّتها إيران.
وبشكلٍ علنيٍّ، أكَّدَ الرئيسُ الأمريكيُّ جو بايدن أنَّهُ سيرسلُ المنظومةَ “للدفاعِ عن إسرائيلَ” على حدِّ وصفِه، وهو ما يُفسِّرُ القلقَ الأمريكيَّ من الأزمةِ التي يعيشُها الاحتلال الصهيونيُّ في الجبهةِ اللبنانيةِ أو التصعيدِ المستمرِّ من جبهاتِ الإسنادِ من اليمنِ والعراقِ، التي تُؤكِّدُ في مجملِها أنَّ الاحتلال الإسرائيليَّ دخلَ مرحلةَ الاحتضارِ، معَ استمرارِ جبهاتِ المقاومةِ في توجيهِ ضرباتٍ قاتلةٍ سيكون لها اثر في حسم المعركةِ معَ الاحتلال الإسرائيلي.