الجديد برس|
في تطور لافت على الساحة اليمنية، كشفت السفارة الأمريكية لدى اليمن عن اتصال مرئي جرى بين السفير الأمريكي ستفن فاجن وعيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الموالي للإمارات. وتناول اللقاء، وفقاً لما نشرته السفارة على منصاتها الرسمية، الهجمات المتهورة التي نفذها من وصفتهم بـ”الحوثيين”، في إشارة إلى العمليات اليمنية ضد الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى مناقشة التعاون الثنائي لمواجهة هذه الهجمات.
هذا الاتصال يعد الأول من نوعه بعد أن كانت الإدارة الأمريكية قد بدأت مؤخراً في دعم حزب الإصلاح، جناح الإخوان المسلمين في اليمن، وذلك في مسعى لاستعادة دور الحزب في المشهد السياسي من عدن، معقل المجلس الانتقالي. وفي الوقت ذاته، تشير هذه الخطوة إلى تراجع فرص حزب الإصلاح في ظل الضغوط السعودية المتصاعدة عليه، والتي كان آخرها محاولات انتزاع الهضبة النفطية منه بالقوة، باستخدام فصائل سلفية موالية للسعودية.
وتزامن هذا الاتصال مع تصعيد الضغوط الأمريكية على الانتقالي، الذي يعتبر حليفاً استراتيجياً للإمارات في اليمن، حيث رأت إدارة بايدن أن الانتقالي يمكن أن يمثل حصان طروادة في اليمن، خاصة مع الفشل العسكري والدبلوماسي الأمريكي في احتواء العمليات التي تنفذها صنعاء اسناداً لـ غزة ولبنان.
الولايات المتحدة تأمل أن يُسهم الانتقالي من جديد في تصعيد المواجهة العسكرية ضد صنعاء، لا سيما في أعقاب الهجوم الواسع الذي شنته القوات اليمنية ضد البوارج الأمريكية في البحر العربي، بما في ذلك حاملة الطائرات “لينكولن”.
يُظهر التحرك الأمريكي الجديد أيضاً فشل السعودية في تصعيد هجماتها في الشمال ضد قوات صنعاء، في الوقت الذي تعمل فيه الإمارات على تعزيز نفوذها في الجنوب، عبر دعم المجلس الانتقالي. ورغم أن الانتقالي سبق له رفض خطط التحالف للتصعيد شمالاً، إلا أن تحركاته الحالية، إذا استجاب للضغوط الأمريكية، قد تأتي بتكلفة عالية بالنسبة له في حال تم قبول التصعيد ضد صنعاء.