الجديد برس – مقالات وآراء
كتب / عابد المهذري
ليس هناك صف حقيقي واحد نخاف عليه من الشق والشط والتمزق.
حزب المؤتمر منقسم داخليا ومتشرذم سواء فرع الرياض أو المتبقي في صنعاء حيث الخلافات تكاد تعصف بالشعبي العام.
الجيش والقوات المسلحة لم يعد لها وجود فعلي على الأرض وفي الواقع بعد عمليات الهيكلة والتفكيك والأخونة التي نفذها هادي ومحسن وباسندوة.
مؤسسات الدولة وأجهزتها هي الأخرى تهاوت وانهارت وضعفت منذ 2011 ونسيج المجتمع ووحدته تمزقت قبل هذا التاريخ حينما كان نظام الحكم يغذي خطاب ونزعة الطائفية والعنصرية ويتجاهل تفشي ثقافة الكراهية والمناطقية.
مرتزقة وعملاء العدوان ودول التحالف وفصائل مسلحيها ومقاوماتها وحكومة عبدربه ودولته ومن معه في الشمال والجنوب والاخونج واللقاء المشترك ليسوا أبدا صفا واحدا؛ اذ تسود الصراعات الطاحنة بينهم البين ولا يتفقون على قرار او موقف موحد.
الطابور الخامس والانغماسيين المحايدين والمتفقعسين من شلة المقالح وعلي سيف محليا والبخيتي وييحيى صالح خارجيا .. هم أيضا تائهون وكل له أجندة وملفات تتقاطع مع بعضها مما يجعل الانفصام والتخبط مسيطرا على اداء هذه الشلل مهما أظهرت نوعا من التقارب في المسار وآلية التفكير.
هناك صف واحد فقط متماسك وموحد وقوي وصلب وعصي على الانشقاق والاهتزاز ونخره من الداخل كما يريد ويسعى ويخطط ويهدف الاعداء والمتربصين من المذكورين أعلاه جميعا حسب الدور المناط والمحدد بكل منهم.
هذا الصف القوي والموحد والمتماسك هو حركة (انصار الله) ولأنها الوحيدة المنسجمة والصلبة ومتراصة ومترابطة الصفوف داخل مكونها التنظيمي وفي علاقاتها وتعاملاتها مع من هم خارجها .. فهي وحدها من يجب ان يهتم الجميع بالحفاظ عليها وبقاء صفها بمعزل عن الشق الذي يزداد الحديث عنه والتعذر به عند كل شاردة وواردة.
ولأن الجميع اعلاه – اعداء وعملاء واصدقاء وحلفاء – يعرفون ان قوة انصار الله تكمن في تماسكها وواحدة قرارها وثبات موقفها .. فإنهم يعملون على خلخلة حركة الانصار واستهدافها استهدافا ممنهجا .. ناعما من الناصحين المتظاهرين بالحرص والاخلاص فتراهم يمررون غاياتهم بالكتابات الناقدة والتشويشية والتشهيرية والتشكيكية الموجهة لحركة انصارالله وزرع الشقاق والتوجس بين قياداتها وهز ثقة قواعدها برجال الصف الاول .. الذي يتركز الاستهداف تجاهه بدرجة رئيسية من منظومة داخلية وخارجية كل هدفها وما تصبوا اليه هو شق صف انصارالله تحت عناوين متنوعة وبأفكار واساليب وطرق ووسائل متعددة.
هذا هو الصف وشق الصف .. بمعناه الحقيقي ومفهومه الواسع .. ان كان هناك بالفعل من هو حريص على عدم شق الصف وتوحيده لمواجهة العدوان .. فلنكن مع صف الانصار وليتوقف المتربصون بها من شركاء وزعماء ومثقفي وساسة واعلامي ونخبة الجبهة الوطنية المناهضة للعدوان .. عن نخر صف الانصاريون والابتعاد عن التحريض على الحركة ودس سموم التفرقة في اوساط قادتها وقواعدها .. ويكفي الانصار ما يواجهونه من عدو اليمن واليمنيين .. واذا كنت – يأ انتم – صدقا تحبون انصارالله فلا تشغلوهم عن التفرغ لمواجهة تحالف العدوان ؛ بألاعيبكم وترهاتكم ونواياكم الانتهازية الرعناء.
وحدة الصف وحمايته من الشق والشط والتمزيق والتبعثر .. تبدأ من الكف عن ايذاء الانصار وتتحقق وتتبلور من مناصرتهم ومساندتهم ومشاركتهم السراء والضراء .. تضحية ووفاء .. عملا وبناء .. مسئولية ونقاء نية .. اذا اردتم ملامسة حقيقية لصف موحد .. لا يحتاج الى استهلاك الطاقات والجهود على مدار الساعة في التحذير من شقه وشطه وتمزيقه.