الجديد برس – مقالات
بقلم : عابد المهذري
لن يكون رمضان هذا العام مثل رمضان العام الماضي الذي استطاع الأعداء فيه تحقيق اختراقات في عدن ادت الى احتلال القوات الغازية للمحافظات الجنوبية.
رمضان هذا العام .. سيكون فيه الشعب اليمني أكثر وعيا وتلاحما في مواجهة اي مؤامرات محتلمة .. والجيش واللجان الشعبية بكامل الجهوزية لردع المرتزقة وخوض المعركة الوطنية في مختلف الجبهات .. بما لايسمح للعدو تحقيق اختراق رمضاني جديد يتزامن مع مشاورات الكويت مثل ذلك الذي حدث في الجنوب بالتزامن مع محادثات جنيف الأولى .
تحالف العدوان .. يحشد قواته ومقاتليه في جبهات الحدود وذباب ومارب ومناطق التماس .. يسعى لحسم المواجهة في اي مكان والظهور منتصرا .. يمد يدا للسلم ويخفي خنجر الغدر بيده الأخرى .. مترقبا لحظة الانقضاض وساعة تمرير المؤامرة وتنفيذ مخططاطته الالتفافية على ارض الميدان العسكري .. مراهنين على نوع من التراخي والفتور المعنوي والامني والحربي قد يكون أصاب المجتمع ورجال الثورة والدولة وابطال القوات اليمنية ؛ مع الضخ الهائل لأخبار الحلول السياسية المرتقبة وتكريس الاعتقاد التفاؤلي بوجود هدنة مزعومة وقرار افتراضي بانتهاء الحرب وتوقف العدوان .
لكن رمضان اليمن هذه السنة في المحافظات الشمالية .. سيكون أخف وطأة من العام الفائت من جوانب عدة .. فيما الجنوب الواقع تحت الاحتلال سيقاسي رمضانا عسيرا في ظل تردي الاوضاع وتدهور الحياة المعيشية هناك رغم ان المفترض هو العكس لو كانت المحافظات الجنوبية قد تحررت كما يدعون ولو كانت حكومة شرعيتهم ودول عاصفتهم يكترثون أصلا للناس في تلك الجغرافيا .. ومثلها في بعض مديريات تعز وجزء من مناطق الجوف .
اليمنيون في رمضان لن يصوموا عن الانتصارات ولن يتوقفوا عن الصمود والدفاع عن كرامتهم وعزة بلدهم وسيادة خارطته .. لن تصوم المدافع والبنادق عن كسر شوكة المعتدين وردع محاولاتهم البائسة وهجماتهم العبثية .. لن يصوم المقاتلين الشعث الغبر المستضعفين عن التنكيل بأعداء الله وتكبيدهم المزيد من الهزائم النكراء .
رمضان .. لن يكون شهر راحة ونوم .. وستبقى أيامه حافلة بالفتوحات وبالعمل وبالتضحيات وبالعطاء من أول سحور وعشاء الى صبيحة عيد الفطر .