الجديد برس : مقالات واراء
كتب / محمد ابونايف
تشكل معادلة الردع الجديدة خياراً إستراتيجياً حاسماً كموقف حق مشروع وأخلاقي لوقف هذا العدوان الذي يحاول السعوديون والامريكيون التهرب منه بإتباع استراتيجية المراوغة والمناورة لكسب مزيد من الوقت أثناء التفاوض الذي يدير حواراته بالكويت موظف الأمم المتحدة المطيع اسماعيل ولد الشيخ . فبعد الاتفاق على كل تفاصيل المرحلة الانتقالية مع الوفد الوطني والتصريح بها في الإحاطة الرسمية قبل عيد الفطر المبارك ينقلب مبعوث الأمم المتحدة على الاتفاقات ليعطي أمريكا والسعودية فرصة أخيرة لخوض جولة جديدة من العدوان تجلت معالمها في التصعيد العسكري الأخير في كل الجبهات الداخلية .
أثبتت القيادة الحكيمة والعقل الإستراتيجي الذي يدير الصراع ويقود المعركة من موقع الفعل وليس رد الفعل أن قوة الحق هي #قوة_الله : القوة المدافعة عن مبادئ الشرف العظيمة التي يراهن عليها أنصار الله وكل اليمانيين الشرفاء .. فبعد أربعين يوم بدأ الرد التدريجي على العدوان الامريكي السعودي على اليمن ، وعندما أعلن السيد القائد رضوان الله عليه – في يوم القدس العالمي – من العام الماضي 2015 م : أنه إذا لم يتوقف العدوان على اليمن سنضطر لأن ننفذ خياراتنا الإستراتيجية وفي هذا السياق يأتي الذكر الطبيعي لمعادلة الردع الجديدة بعد 17 شهراً من العدوان على اليمن أقامت اليمن على كل هذا العالم المنافق الحجة البالغة بأن لا حقوق إنسان ولا قانون دولي ولا ديموقراطية ولا دولة مدنية ولا حريات ولا دفاع عن كرامة وسيادة البلدان والشعوب ولا أي من هذه الشعارات التي تدعي المنظومة الدولية أنها حاكمة للعالم والدول المتحضرة .
يأتي الصبر الإستراتيجي والتصعيد التدريجي للرد على العدوان الأمريكي السعودي على اليمن من منطلقات أخلاقية قيمية وليس تكتيكات عسكرية فقط وإنما بما لدينا من توجيهات الله وموروث قرآني وأخلاق نبوية كريمة نستضيء بنور الهدى ومصابيح الدجى والأعلام المؤيدين بنصر الله وتأييده يلهمهم الله الرحمة والعلم ليترسخ الإيمان بالنصر الإلهي في قلوب المؤمنين ، فهذا وعد الله : إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم .. وكما قال تعال : والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا …
بعد اتفاق ظهران الجنوب على وقف العدوان وتشكيل لجان التهدئة كنتيجة طبيعية لجنيف 2 وبدء عملها ووقف تدريجي للعمليات العسكرية طالبت به السعودية كمخرج لأزمة سيطرة الجيش واللجان الشعبية على مناطق واسعة في جيزان ونجران وعسير وتدمير كامل لكل المواقع العسكرية الحدودية وتلويح السيد القائد بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية وارتفاع معنويات القوى الوطنية والجيش واللجان الشعبية وتطور القدرات القتالية والتصنيع العسكري الوطني وتدريب نوعي للقوات اليمنية وتموضع إستراتيجي أفضل على مستوى كل الجبهات بالإضافة إلى امتلاك الجيش واللجان الشعبية لزمام المبادرة من موقع الفعل وليس رد الفعل يقابل كل هذا عجز في القدرة القتالية للعدو وانخفاض المعنويات وهزيمة نفسية وخسائر كبيرة في العتاد والأرواح من طرف الجيش السعودية والمرتزقة العملاء في كل الجبهات وأزمات إقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية خانقة في السعودية وتخبط سياسي وتنظيمي لنكتل العملاء والمرتزقة راود فنادق الرياض وصراع دول تحالف البغي والعدوان على اليمن كما هو واضح في سلوك السعودية والامارات في إدارة تكتل العملاء والمرتزقة . وبعد صدور عشرات التقارير السياسية والصحفية والاستراتيجية التقييمية للمعركة التي خاضتها دول التحالف يؤكد الجميع بلا استثناء أن #عاصفة_الحزم فشلت في اليمن وأن أهدافها المعلنة لن تتحقق .
يعرف الأمريكي الذي ورط السعودي في اليمن أكثر مما يجب أن النتيجة بعد عام ونصف من العدوان على اليمن هي نفسها ولو استمرت الحرب لأكثر من سنة قادمة ويدرك آل سعود جيداً أن الأمريكيين يورطونهم في هذا العدوان الذي بالتأكيد له تداعياته وعواقبه الوخيمة على المملكة السعودية على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية ولن تستطيع السعودية تحمل أعباء هذه الحرب مهما فعلتت ومهما حاولت أن تتهرب من مسؤولياتها وتراوغ . فمن لم يسمع تحذيرات ونصائح السيد القائد خلال عام ونصف من العدوان لن يسمعها اليوم ولذا فإن تفعيل الخيارات الإستراتيجية بات أمراً محسوماً وقد أعد رجال الله له كما جاء في التوجيه الإلهي لأنصار الله : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة …. وقد أعد رجال الله لاعداء الإنسانية قوة وبأس شديد لن يستطيع الاعداء معه صبراً …
معادلة الردع الجديدة ليست شعاراً لحملة إعلانية وإنما هي معادلة جديدة في إدارة الصراع مع العدو تستند إلى قوة المبادئ العظيمة التي منها الدفاع عن كرامة الإنسان وشرف الأرض إلتزاماً بما جاء من أمر إلهي في الدفاع عن النفس ورد الصائل وردع البغاة المعتدين . والخيارات الإستراتيجية هي المفاجآت التي ستغير منطق الامريكي والسعودي والإماراتي والبريطاني خلال الفترة القادمة إن شاء الله . ولا تكون الإستراتيجية إستراتيجية إلا إذا كانت غير متوقعة ومفاجئة وحاسمة …
والله ولي الهداية والتوفيق …
_______________________________
فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا
سورة الإسراء