تحدّى الجيش و«أنصار الله» قوى «التحالف» السعودي التي لوّحت بنقل الرئيس الفار وحكومته إلى العاصمة صنعاء. وفيما قللوا من أهمية تلك التصريحات، دعوا السعودية إلى تنفيذ تهديدها «إذا كانت تريدهم أن يواجه مصيرهم» في ظلّ المواجهات المستمرة في عدن
صنعاء | ازداد في اليومين الماضيين الحديث عن «تحرير» وشيك لصنعاء، في تصعيدٍ لافت في خطاب قوى العدوان على اليمن. وفي ظلّ الاشتباكات العنيفة التي تشهدها مدن الجنوب، لوّح بعض المسؤولين العسكرين بقرب حسم المعركة مع الجيش و«أنصار الله»، وبنقل حكومة الرئيس الفار عبد ربه منصور هادي من الرياض إلى عدن ثم إلى العاصمة صنعاء.
مسؤول المعلومات والتواصل في «الإعلام الحربي» التابع للجيش و«اللجان الشعبية»، صلاح العزي، يؤكد أن هذا الخطاب ليس جديداً، إذ إن «العدوان يعد بإعادة هادي وحكومته غير الشرعية، منذ أربعة أشهر». وفي حديثٍ إلى «الأخبار»، قال العزي إن الواقع والمعطيات تؤكد أن هادي «انتهى تماماً ولم يعد محل قبول وثقة لدى القوى السياسية في الداخل ولا حتى لدى العدوان ومؤيديه في الرياض، ولا لدى القوى الإقليمية والدولية الفاعلة»، مضيفاً أن الحديث عن إعادته إلى عدن أو صنعاء «حرب إعلامية تحاول التغطية والتعتيم على الهزائم المتلاحقة التي تلحقها قوات الجيش واللجان الشعبية يومياً بميليشيات العدوان في كل الجبهات، سواء الداخلية أو على الحدود».
وأكد العزي أن عدن لا تزال تشهد معارك عنيفة، وأن المجموعات المسلحة المؤيدة للعدوان محاصرة في الأماكن التي سيطرت عليها، مشيراً إلى أن الخرق الذي أحرزته تلك المجموعات في عدن، نتج من القصف الجنوني الذي شنّته الطائرات والبارجات وتعدّى ألفي غارة خلال ثلاثة أيام فقط. وأضاف: «لا أبالغ حين أقول لك إن عدد الغارات في اليوم الواحد تفوق عدد أفراد قوات الجيش واللجان الشعبية في عدن بأضعاف».
وقال العزي إن الحديث عن إعادة هادي وحكومته «مثير للضحك»، فخلال اليومين الماضيين فقط نُفِّذ العديد من العمليات العسكرية «التي أدت إلى مقتل عدد كبير في صفوف ميليشيات العدوان»، مضيفاً أنه إذا كان المسلحون عاجزين عن تثبيت مواقعهم في عدن، «فكيف يتحدث العدوان عن إعادة هادي وحكومته؟ (…) إلا إذا كانت السعودية تريد التخلص منهم وإعادتهم إلى عدن ليواجهوا مصيرهم… فأهلاً بهم نحن بانتظارهم!».
وكان قائد «جيش الشرعية» الموالي لهادي، محمد علي المقدشي، قد أكد أن «تحرير العاصمة صنعاء، من أولويات القوات المؤيدة للشرعية الدستورية، واستعادتها من قبضة الانقلابيين (في إشارة إلى الجيش وأنصار الله)، سيتحقق قريباً». وأوضح المقدشي أن «نهاية المليشيات الحوثية، وصالح، باتت وشيكة»، مشيراً إلى أن «المقاومة الشعبية المسلحة، والجيش اليمني على وشك تحقيق الحسم في محافظة لحج (جنوب)، واستعادة السيطرة على قاعدة العند العسكرية».
من جهته، قال المتحدث العسكري باسم العدوان، أحمد عسيري، إن التحالف الذي تقوده السعودية «يهدف إلى إعادة حكومة هادي إلى عدن ثم انتقالها إلى صنعاء»، مؤكداً أنه إذا «رفض الحوثيون الانسحاب من صنعاء عبر محادثات سلام، فسيكون للحكومة الحق في إخراجهم بالقوة».
ميدانياً، شنّ الجيش و«اللجان الشعبية» هجوماً على المجموعات المسلحة في منطقة لودر في محافظة أبين الجنوبية، ما أوقع خسائر كبرى في صفوفهم وفقاً لمصدر في «الاعلام الحربي». وفي عدن، نصب الجيش و«اللجان الشعبية» كميناً للمسلحين، ما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوفها. وجرى صدّ عناصر «القاعدة» على منطقة مصعبين في عدن وإحراق مدرعتين لهم. كذلك، تشهد مدينة الحوطة في محافظة لحج، قتالاً عنيفاً بين الجيش و«اللجان الشعبية» وبين المجموعات المسلحة الموالية لهادي، ولا سيما في محيط قاعدة العند العسكرية للسيطرة عليها. وغرب الحوطة في لحج، تمكن الجيش و«اللجان» من طرد المسلحين، بالتزامن مع تأمين مناطق مقيبرة وبيت عياض ومثلث الشظيف في المحافظة الجنوبية. وعلى الحدود، تواصلت العمليات ضد مواقع عسكرية سعودية، وأدت إلى مقتل أربعة جنود سعوديين وإصابة ثمانية آخرين جراء سقوط صواريخ يمنية على مناطق عسير وجيزان، وفقاً للمصادر نفسها. بدورها، أعلنت السلطات السعودية إصابة باكستاني وهندي إثر سقوط قذيفة عسكرية على منطقة نجران جنوبي السعودية بعد إطلاقه من داخل الأراضي اليمنية.
إلى ذلك، حذرت منظمة «أوكسفام» من أن أعداد الجياع في اليمن يزداد بنحو خمسةٍ وعشرين ألف يمني كل يوم منذ أواخر شهر آذار الماضي، ويعاني حالياً خمسون في المئة من سكان اليمن الستة والعشرين مليوناً من نقص حاد في الطعام ونصفهم على شفا المجاعة.