المقالات

عن الجنوبيين المرتزقة .. آخر كلمة.

الجديد برس : مقالات واراء

كتب / صادق البهكلي 

منذ ما بعد حرب صيف 94 تحولت المناطق الجنوبية إلى بؤرة استقطاب مفضلة للجنرال ” اللحدي” علي محسن الأحمر وجناحه الإخواني المتسعود وأصبح الكثير من أبناء الجنوب المخدوعين وسيلة مجدية في سوق الصراع على المال والثروة والسلطة التي يعد الجنرال الهارب أحد أقطابها… فتم الزج بالكثير منهم في حروب عبثية كما هي حروب صعده بهدف توسعة نطاق السيطرة والتأثير لعراب الأزمات والحروب واستدرار الأموال الخليجية على أساس أنه يقارع النفوذ الإيراني المزعوم.

وفي الوقت الذي كانت القضية الجنوبية تتخلق في وعي الشارع الجنوبي كان الأحمر يحفر قبرها بأدوات وأيدي جنوبية من خلال زرع الخلايا الإخوانية في مفاصلها والتي مهمتها إنعاش سوق الاستقطاب والارتزاق لبقايا عملاء العدوان البريطاني لكن وعلى غير المتوقع فقد انتهي مسلسل الصراع الذي تبناه الأحمر وشلته بسقوط مريع له ولأدواته وصعود متسارع لأنصار الله اجتماعياً وسياسياً وعسكرياً ما دفع بالجنرال الهروب إلى السعودية التي أعلنت على الفور حرباً ضروساً ضد اليمن في محاولة استعادة نفوذها المهزوم وإعادة أدواتها إلى موضع اتخاذ القرار وكانت المناطق الجنوبية هي الوجهة المفضلة لتفجير الصراع واتخاذها منطلقاً للحرب على ثورة 21 سبتمبر التي كانت نتيجة تلاحم شعبي واسع وقدمت الشراكة الوطنية بين مختلف القوى السياسية وأعطت القضية الجنوبية الأولوية ولولا رفض السعودية وأمريكا لاستقلال اليمن سياسياً لكانت الأمور في مجراها الصحيح.
اليوم وبالرغم من التجربة المرة للكثير من أبناء الجنوب الذين كانوا وقود لمحارق علي محسن في حروبه على أبناء صعده والتي قابلوها بتعامل راقي لأبناء الجنوب الذي كان يتم أسرهم تقديراً لمظلوميتهم التي لم يناصرهم أحد ويتعاطف معهم كما فعل أنصار الله. فكيف تحول الجنوب اليوم إلى سوق كبير لمن كانوا يعتبرونه عدوهم بالأمس يشتري الذمم ويتاجر بالكثير منهم في سوق الاستعباد الرخيص دفاعاً عن آل سعود ووجدناهم لم يكتفوا بمبرر أنهم يدافعون عن مناطقهم من أبناء وطنهم الذين يسمونهم ” غزاة ” ويستقبلون الغزاة الحقيقيين بعقود الفل وعبارات الشكر والامتنان، قلنا لعل هذا من حقهم فهذه مناطقهم لكن أن نجدهم يتساقطون في مواقع الخزي والعار في مأرب والجوف وأخيراً في أطرف مناطق الشمال في البقع ونجران وجيزان فهذا بحد ذاته يعتبر آخر حفنة ترمى على قبر القضية الجنوبية.
فهل نجح علي محسن وأصحاب غزوات ” التوحيد” ضد من كانوا يسمونهم مشركين شيوعيين؟ وفشل أبناء الجنوب في الدفع بقضيتهم والنأي بمناطقهم عن الصراع وأطماع الغزاة خصوصاً بعد انسحاب الجيش واللجان الشعبية من الكثير منها؟ نترك الإجابة لأبناء الجنوب أنفسهم فأنا على يقين أن في الجنوب رجال أحرار ووطنيون سيكون لهم صوتهم وموقفهم نتمنى أن نسمعهم قريباً.