الأخبار عربي ودولي

الحريري يتبنّى مرشح حزب الله

الجديد برس

p02_20161021_pic1

حزب الله سيبدأ مسعى لتقريب وجهات النظر بين عون وبري وفرنجية (هيثم الموسوي)

يست خطوةً سهلة عليه، أن يقوم الرئيس سعد الحريري بإعلان ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، وسط امتعاض وغضب من مؤيّديه على الخطوة، واعتراض نوّابٍ من كتلته لا يقلّ عددهم عن عشرة، بينهم الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري

بعد سنتين ونصف سنة من العناد والعرقلة والرفض والخضوع للقرار السعودي برفض وصول الجنرال ميشال عون إلى قصر بعبدا، عاد الرئيس سعد الحريري إلى ترشيح رئيس تكتّل التغيير والاصلاح لرئاسة الجمهورية، وهو المرشّح الأوّل والأخير لحزب الله، هادراً بذلك سنوات من وقت اللبنانيين واستقرار السلطة. تخلى الحريري عن مرشحه الاول سمير جعجع، وعن المرشح التوافقي، وعن النائب سليمان فرنجية، بعد أن سقطت كل رهاناته.

(هيثم الموسوي)

كانت لحظة تاريخيّة ربّما، لكنها تراجيكوميديّة بالتأكيد. لحظة سياسيّة، لا تخلو من الترفيه. لحظة جديّة وسرياليّة. رغم اللمسة المفبركة لما تراه وتسمعه، تقنع نفسك أنّها لحظة مفصليّة، على الأرجح، هناك ما قبلها وما بعدها. إذا لم يفاجئنا أي «طوربيد» سعودي في الأيّام القليلة المقبلة، يفترض أن تضع هذه اللحظة حدّاً لاحتضار المؤسسات الدستوريّة، وتحمل إلينا الفرج. لحظة سحريّة ستعيد الجنرال إلى بعبدا، ولو مكبّلاً بالتسويات والتنازلات. وستفتح أمام الشعب اللبناني المنهك، عهداً جديداً من الاستقرار والازدهار. «عهد جديد» لا نعرف إلى أي حد سيأذن بتنقية الحياة السياسيّة. لنقل إنّه سيشهد تعديلات في قواعد اللعبة، ومسمياتها وتحالفاتها، بما يحفظ مصالح الطبقة السياسيّة في لبنان. تلك اللحظة، بالأمس في «بيت الوسط»، كانت تنطوي على شيء كاريكاتوري، كما هي الحال كلّما وقف سعد الحريري إلى المنبر، خصوصاً تحت «تمثال القائد»، في ظل أب شهيد سيستدعيه مراراً، ليبرر ارتكابه المحظور في نظر جماعته: تبنّي ترشيح ميشال عون للرئاسة.

سقطت عن وجه الرئيس السنيورة البرودة التي طالما اعتلته وحلّت مكانها تقطيبة حادة (هيثم الموسوي)

«إذا هبت أمراً فقع فيه». هذا تحديداً ما فعله الرئيس سعد الحريري أمس. بعد أن ضاقت به السبل، اضطر رئيس تيار «المستقبل» إلى أن يقدم للعماد ميشال عون هدية عيد ميلاده المؤجلة عاماً ونصف عام. انتزع الجنرال ترشيحاً رسمياً من فم «الشيخ». صحيح أنه بات أقرب من أي وقت مضى إلى قصر بعبدا… لكن المعترضين في «المستقبل» له بالمرصاد

في 19 شباط 2015، أطفأ العماد ميشال عون شمعة عقوده الثمانية من منزل الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل. حينذاك، تمنى لو أن مضيفه (الرئيس سعد الحريري) يحمِل إليه تذكرة «وان واي» إلى قصر بعبدا. لم تُستجَب دعوته على وجه السرعة، غير أنه نال جزاء الصابر بعد عام ونصف عام، فكان له ما أراد… «هديّة» أخرجها رئيس تيار المستقبل من فمه بعد طول انتظار… «ميشال عون مرشحنا لرئاسة الجمهورية».

مرحلة ما بعد الانتخابات لن تتضح قبل جلاء الصورة في العراق وسوريا وصولاً الى الانتخابات الأميركية (هيثم الموسوي)

ترتبط التطورات الإقليمية في الموصل وحلب، والمخاوف من ذهاب المنطقة الى تقسيم جديد، بتمرير الرئاسيات في لبنان، وباهتمام أوروبي بتداعيات انتشار عناصر «داعش» من العراق الى سوريا ولبنان… فأوروبا

من الطبيعي أن ينشغل الوسط السياسي، هذه الأيام الدقيقة، بالحدث الرئاسي وحده، مع احتمال انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، بعد سنتين ونصف سنة من الشغور الرئاسي.

عاشت طرابلس أمس ارتباكاً كبيراً على خلفية شائعات مفادها أن المدينة تشهد تحرّكات احتجاجية رفضاً لقرار الرئيس سعد الحريري تبنّي ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، ما جعل شوارعها تخلو، بالتزامن مع خطاب الحريري، من السيارات والمارّة، تحسباً لأي ردود فعل.

المصدر : الأخبار اللبنانية