الجديد برس : جميل أنعم
وكانوا ثوار .. وما كانوا ثوار، كانوا ثوار ضد الفساد والتوريث وبواحدية اليمن، وما كانوا ثوار بالارتماء بأحضان الاخوان والسعودية، والمرض يعدي والصحة لا تعدي فأنتشر المرض بجسد الثوار بالتعصب والعنصرية والمناطقية والطائفية والأنانية، فأصبحوا بأحضان ثوار القبور، ومن يترك حضن الوطنية اليمنية الكاملة وينتقل من حضن إلى آخر حتماً وجد نفسه بأحضان أمريكا وبريطانيا، قادة تحالف العدوان وبطائرات الـ F16 ودبابة الابرامز والبرادلي الامريكية، واصبح ما كانوا ثوار يتحدثون بثقافة الحياة والعيش بسلام وأمن لإسرائيل الديمقراطية والموت للشيعة الزيود المجوس، وهكذا كانوا ثوار وما كانوا ثوار بإسرائيل والأمريكان وبني سعود والاخوان .
وثورة الشباب فبراير 2011م إنتهت بإدراج اليمن تحت الفصل السابع وما أدراك ما الفصل السابع ثم ما أدراك ما الفصل السابع ثم ما أدراك ما الفصل السابع، إنها القوة القاهرة العسكرية وبشرعية الأمم المتحدة لتمزيق الشعب الواحد والوطن الواحد وبمبرر حق تقرير المصير للشعوب، تماماً مثل حق تقرير مصير شعب جنوب السودان وتداعياته … وكذلك إنتهت ثورة الشباب فبراير 2011م، إلى شرعية هادي وشرعية الحوار التوافقي الذي أنتج دستور الأقاليم الغير توافقي وبشرعية المادة السادسة (القنبلة الموقوتة) والتي تقر وتعترف بأن الشعب اليمني الواحد يتشكل من ستة شعوب وستة اوطان ومن حق أي شعب تقرير المصير والانفصال والانضمام لأي جوار جغرافي طبقاً للقوانين والمواثيق الدولية .
والقوانين والمواثيق الدولية يُقصد بها الفصل السابع لمجلس الأمن الدولي لجعل المادة السادسة أمراً واقعاً وبستة شعوب وستة أوطان، وثورة 21 سبتمبر فككت ألغام المادة السادسة وتشل الفصل السابع وتطيح بشرعية هادي وبفترة زمنية قياسية وبالواحدية اليمنية الأصيلة العريقة .
وما كانوا ثوار يُشهرون كافة أسلحة التعصب والأنانية والحقد والعنصرية بوجه ثورة 21 سبتمبر، وشرعية المادة السادسة والفصل السابع يشرعن تحالف العدوان بالقيادة الأمريكية والبريطانية وجيوش متعددة يتقدمها الجيش الإماراتي والسعودي والأمريكي ومرتزقة من كل الجنسيات، جنسيات شعوب يمنية أربعة، وعربية وأفريقية وامريكية واوروبية وغيرها، والهدف الاستراتيجي لهذا العدوان هو إعادة زرع ألغام المادة السادسة في عدن، حضرموت، مأرب، تعز، نهم، الساحل الغربي، لتتفجر بحق تقرير المصير لاحقاً وبستة شعوب وستة أوطان بعد تعذر زرعها بالوسائل السياسية والدبلوماسية بتمرير مشروع دستور الأقاليم بالطريقة الغير توافقية والتي أفشلها ثوار 21 سبتمبر .
وبالرغم من أن دستور المادة السادسة لم يتم إقراره بالتوافق او الاستفتاء عليه شعبياً حتى يصبح إطار شرعي للتقسيم السياسي لاحقاً، إلا أن إعلام ما كانوا ثوار والعدوان يتعامل وكأن هذا الدستور قد تم إقراره بالاستفتاء الشعبي، ويتحدثون عن اقليم آزال، سبأ، الجند، وعدن، وتهامة وحضرموت كأمر واقع، ولم يتبقى سوى تفعيل المادة السادسة ثم تفعيل الفصل السابع بوجه كل من يعارض ذلك، وليتم إغتيال اليمن وشعب اليمن بستة أوطان وستة شعوب، وبالفعل لم يكن يعرف الرئيس هادي بالعدوان بالتحضير وساعة الصفر وحتى الهدف الاستراتيجي والحقيقي له وينسحب ذلك على كل موالاة شرعية “شاهد ما شفش حاجة” .
ومخطئ من ظن يوماً بأن السعودية والامارات تقود هذا العدوان بالتخطيط والهجوم والقيادة والهدف، فالجميع والكل ما هم سوى بيادق شطرنج والقيادة الفعلية لأمريكا وبريطانيا واسرائيل، وسيصحي الجميع والكل على وقع إنهيار وزوال السعودية بفيدرالية أنور عشقي وانهيار وزوال الامارات على وقع فيدرالية ضاحي خلفان، بعد سحق الجيش السعودي والاماراتي في اليمن الذي سيتزامن ويواكب ظهور مظاهرات تمثيلية على شاشات الاعلام الخليجي الحدث والعربية والجزيرة والجزيرة مباشر تظهر مجموعة من الأفراد يتظاهرون ويطالبون بحق تقرير مصير شعب سبأ مأرب بالانفصال والانضمام إلى فيدرالية أنور عشقي على نمط الدستور الأمريكي ..
وبالمثل سيطالب شعب الجند تعز بحق تقرير المصير بالانفصال وتأجير مضيق باب المندب ومدينة النور لفيدرالية عشقي بالجسر البحري مع مدينة النور جيبوتي لاستثمار نفط مأرب وإقليم أوجادين الصومال، والاعتراف بإسرائيل التي تستأجر قاعدة طارق الجوية وجزيرة ميون..
وبالمثل سيطالب شعب الجنوب العربي بالاستقلال وتأجير ميناء عدن لدبي وقاعدة العند لأمريكا .. وكذلك شعب حضرموت سيطالب بالاستقلال وبالحماية الأمريكية، وأمريكا لها اطماع تاريخية بحضرموت والمهرة باقتطاعها من اليمن كونها غير يمنية كما صرح الرئيس الشهيد “سالم ربيع علي” والرئيس الشهيد “عبدالفتاح إسماعيل” في 1972م و 1979م والتصريحات منشورة في كتاب الوحدة اليمنية حاضراً ومستقبلاً لـ “خالد بن محمد القاسمي” ، وبالطبع الدافع الرئيسي لهذه الشعوب الأربعة المزعومة هو الإرهاب الطائفي الشيعي الزيدي إقليم آزال صنعاء والعاجز عن توفير الرواتب.. الخ، ويبقى إقليم الساحل الغربي تهامة اليمن الوطني الباسل الذي أفشل كل محاولات الأعداء باختراقه عسكرياً من ميدي والمخأ، أو بالاعلام أو بالمال .
إذن تحالف العدوان المستمر من سنة و 7 أشهر يهدف إلى تمكين مجموعات مسلحة من مأرب وتعز وحضرموت وعدن تهيئ لاحقاً إلى تفعيل المادة السادسة ثم تفعيل الفصل السابع وليدخل اليمن في نفق مظلم آخر، وهذه المرة بشرعية الأمم المتحدة لا شرعية هادي المرحومة حكماً، ونقل البنك المركزي إلى عدن ومأرب يندرج ضمن هذا النفق وكل بنك مسئول عن شعبه فقط، بالإضافة إلى الأهداف المنظورة بالتجويع والتركيع وثورة “أنا نازل” الصهيونية لقبول التقسيم، والتقسيم من شعب إلى ستة شعوب .
وحتى وإن انهارت السعودية والامارات -وهو كذلك بكل تأكيد- فإن العدوان سيستمر بفيدرالية أنور عشقي واغتيال اليمن وبكل إصرار أمريكي بريطاني وتصميم إسرائيلي ولهدف صهيوني ماسوني وبامتياز .
ومسلسل إغتيال الشعب العربي والوطن العربي مستمر ويتكرر كل مائة عام، وفقط ولمن كان مسئولاً بالسمع والبصر والفؤاد نذكره بالآتي :-
1- كان الشعب العربي واحد، وبوطن جغرافي كبير واحد، وكان اليهود شعوباً وقوميات متعددة بعدد دول العالم ولا يوجد وطن قومي لليهود، كان ذلك في القرن الثامن عشر .
2- في القرن التاسع عشر وبفضل ثورة القبور، لمحمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب، تم إغتيال الشعب العربي الواحد والوطن العربي الواحد، فتم إغتيال المغرب العربي بثلاثة شعوب الجزائر وتونس والمغرب وبالاحتلال الفرنسي والإسباني، وتم اقتطاع سبتة ومليلة من الوطن العربي لإسبانيا حتى تاريخه، وبالنظر للخريطة الجغرافية العربية كان احتلال بريطانيا لعدن اليمن 1938م، مصر والسودان، قناة السويس، باب المندب، هرمز ، جبل طارق، ولتصبح بريطانيا زعيمة خطوط الملاحة في القلب العربي وليصبح العرب 6 شعوب محتلة بالإستعمار الغربي وشعب واحد محتل بالأتراك العثمانيون، واليهود يقررون في سويسرا فلسطين وطن قومي لليهود 1898 ميلادية .
3- في القرن العشرين وبفضل ثورة القبور لعبدالعزيز بن سعود والانجليز تم اغتيال بقية الشعب العربي فتم إغتيال الشام إلى أربعة شعوب سوريا ولبنان وفلسطين والأردن بالاستعمار الفرنسي والبريطاني، وتم إغتيال شعب الحجاز ونجد بأسرة بني سعود بالمملكة العربية السعودية، وتم إغتيال اليمن إلى شطرين باتفاقية الإنجليز والأتراك 1905م، وتم إغتيال اليمن الجنوبي باتحاد الجنوب العربي 26 سلطنة ومشيخة، وتم احتلال العراق والكويت وامارات الصلح البحري السبع، واحتلال ليبيا وموريتانيا بالإستعمار الغربي بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وايطاليا … والأهم من ذلك اقتطاع اجزاء من الوطن العربي، فتم اقتطاع لواء الاسكندرونة السوري لتركيا، وجزر أبو موسى وطنب الكبرى والصغرى ومقاطعة عربستان الاهواز لإيران الملكية .. وبالشرعية الدولية تم منح 56% من مساحة فلسطين لليهود الصهاينة وليصبح المشهد الشعبي والوطني والسياسي كالتالي :-
الشعب العربي أصبح 21 شعب و 21 وطن عربي وانكماش مساحة الوطن العربي .
واليهود أصبح شعباً واحداً وبقومية عبرية وبوطن قومي يهودي ابتدأ بـ 56% من مساحة فلسطين ثم مساحة 100% بالإحتلال والمستوطنات والهيمنة الصهيونية المحتلة لفلسطين كل فلسطين من البحر للبحر .
4- بالقرن الواحد والعشرين وايضاً بثورة القبور وثوار ما كانوا ثوار وشرعية الأمم المتحدة وبأمريكا واسرائيل والأنظمة الملكية يراد إغتيال شعوب عربية كالعراق بأربعة شعوب، واليمن بستة شعوب، وليبيا بشعبين وسوريا بأربعة شعوب، وشعب الحجاز ونجد بأربعة شعوب والعداد على الجرار بفضل ما كانوا ثوار وبثورة القبور وبني سعود والاخوان، وليصبح الشعب العربي الواحد 66 شعباً والوطن العربي بالجغرافيا سينكمش ويختزل بالمساحة، فتم أولاً اقتطاع جنوب السودان … وتحاول تركيا الاخوانية ابتلاع الموصل من العراق وحلب من سوريا … وامريكا الديمقراطية تريد ابتلاع حضرموت والمهرة، والحصة الأكبر هي من نصيب إسرائيل التي تريد ابتلاع جغرافيا من النيل للفرات، إضافة إلى جزر صنافير وتيران وميون وسقطرى وقاعدة طارق الجوية وباب المندب وبطريقة غير مباشرة وبواجهة أمريكية أو غيرها ..
ولتظهر الخارطة الديموغرافية والسياسية للوطن العربي وبعد ثلاثة قرون كالتالي :
كان العرب شعباً واحداً، واصبح شعوباً كثيرة قد تصل إلى 66 شعب عنصري مناطقي طائفي وبالفيدرالية .
وكان اليهود شعوباً وقوميات وبعدد دول العالم وبأكثر من 100 شعب .. واصبح اليهود شعباً واحداً وبقومية عبرية واحدة .
وكان للعرب وطن كبير وواحد وبمساحة أكثر من 14 مليون كم مربع، واصبح للعرب أوطان كثيرة قد تصل إلى 66 وطن وبمساحة أقل من 14 مليون كم قد تصل إلى 7 مليون كم مربع، قابلة للذوبان السريع.. ولم يكن لليهود وطن جغرافي وأصبح لليهود وطن جغرافي وكبير يمتد من الفرات إلى النيل وما وراء باب المندب وسقطرى .
وكل ذلك يعود إلى العقلية المركبة لليهود التي تفكر وتخطط وتنفذ وبأسس الماضي والحاضر والمستقبل بالاستناد إلى أطماع الإستعمار بالثورات والنفط والغاز والاعتماد على العصبية العمياء والحقد الأعمى والانانية الاكثر عماء للعرب حتى وصلنا مرحلة حلال للإسرائيلي والأمريكي وكل العالم محاربة الإرهاب في سوريا واليمن، وحراماً على الجيش العربي السوري والجيش اليمني وحلفائهم محاربة الإرهاب المستورد من كل انحاء العالم، لجعل اليهود شعباً واحداً ووطن أكبر ولجعل العرب شعوباً متعددة وبأوطان كثيرة .
ذاك أولاً وثانياً يعود كل ذلك إلى العقلية البسيطة العربية والتي تفكر بعقلية الحاضر بل بعقلية سطحية بحتة وبشكل لحظي ووقتي، فيكفي فقط خبر على قناة الحدث العربية أو الجزيرة بالقول أن ميليشيات الحوثي تقصف الأحياء السكنية في تعز لتخرج العقلية البسيطة لتقول لماذا أتى الحوثي إلى تعز وماذا يفعل ويريد الحوثي من تعز !.. بالمقابل يكفي فقط عرض إخباري على الاعلام الخليجي بالقول المارينز الأمريكي يحرر حضرموت من القاعدة وقوات التحالف تنزل أسلحة جواً للمقاومة الشعبية في تعز وعدن لتخرج العقلية البسيطة بالتظاهر شكراً سلمان شكراً أمريكا شكراً للإمارات شكراً قطر شكراً تركياً .
وهكذا هي العقلية البسيطة التي تملكها الحقد والتعصب والانانية، تقتل من يدافع عن واحدية اليمن وتنعته بأبشع الأوصاف .. وعلى المقلب الآخر تشكر من يتآمر على اليمن بالاغتيال للأرض والشعب وعبر فصول مؤامرة أصبحت واضحة المعالم والاهداف بتحطيم كل ما له علاقة بالشخصية السيادية والتاريخية والاعتبارية للجمهورية اليمنية، وآخر هذه الفصول نقل البنك لعدن والذي بدأ استثماره ببيع الاحتياطي النقدي للعملة الصعبة الدولار وفقد البنك اليمني المركزي للاحتياطي يعني تخفيض التصنيف الائتماني دولياً واستمرار ذلك النزيف يعني انهياره وانعدام الثقة الدولية به وبالتالي عدم التعامل معه..
وبالطبع هناك فرق بين من يدعم البنك من مدخراته الخاصة لتقوية مركزه المالي وهم الميليشيات الحوثية المتمردة الانقلابية .. وبين من يعمل على تدميره وبالشرعية، شرعية هادي والسعودية وامريكا .. فهل أستوعب الدرس يا ثوار الاخوان وابطال التحرير المناطقي الطائفي .. والدرس القادم من أقسى الدروس وقعاً على الجميع والدرس الجديد الذي تحضره إسرائيل وامريكا لليمن هو تفعيل الفصل السابع للإجهاز على اليمن المستعصي بالجيش اليمني واللجان الشعبية والشعب الأصيل بعد انهيارات الادوات المحلية والسعودية والامارات، وها هي السعودية وقطر والجامعة العربية “أحمد أبو الغيط” تسعى إلى استصدار قرار تحت الفصل السابع للإجهاز على من يدافع عن الواحدية اليمنية ويدعم البنك المركزي ..الخ.
إذا المرحلة القادمة هي مرحلة تحطيم الفصل السابع ونوعياً وقبل ميلاده، بإيلام الاحتلال الأمريكي لليمن في عقر ثكناته في حضرموت وشبوة والعند، تماماً كما تم إيلام العدو السعودي في عقر داره واصبح يترنح للسقوط بالهاوية ويراد اسعافه بفيدرالية عشقي المواكبة للفصل السابع والمادة السادسة، وليعرف المارينز الامريكي بأن مصيره هو الرحيل من اليمن وثورة 21 سبتمبر 2014م اجبرته على الرحيل وبدون
مواجهة مباشرة وتحالف العدوان أعاده محرراً لحضرموت وشبوة والعند، والجيش اليمني واللجان الشعبية سيعيده إلى أدراجه مدحوراً مهزوماً هزيمة نكراء، اكثر بكثير من هزيمة الامريكان في بيروت 1958م وبيروت 1982م وبأدنى تقدير مساوية لقهر أمريكا في مقديشو الصومال مارس 1995م .
ولتصبح مطرقة الفصل السابع وسندان المادة السادسة أضغاث أحلام للعدو الحقيقي نتنياهو وكوابيس مزعجة لأفيغدور ليبرمان وبرحيل أمريكا من اليمن وبني سعود من الحجاز ونجد وهروب أيتام أمريكا إلى الفنادق والمنافي سيُطلق تحالف شامنا ويمننا الصرخة والانذار الأول بـ “كش ملك” يا إسرائيل الصهيونية ، وكفى بالله هادياً ونصيراً .