الجديد برس : متابعات دولية
أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن إعلان «هدنة إنسانية جديدة» في حلب أمر «غير مطروح»، في وقت استؤنفت فيه المعارك بين الجيش السوري وفصائل المعارضة المسلحة في المدينة السورية.
وبعد يومين من انقضاء «الهدنة» السابقة التي أعلنتها موسكو من طرف واحد دون إحراز أي تقدم موازٍ في مباحثات جنيف حول «فصل المعتدلين عن الإرهابيين»، والإصرار الروسي على شرط خروج «جبهة النصرة» من الأحياء الشرقية كشرط مسبق لـ«هدنة دائمة»، قال ريابكوف في تصريحات نقلتها وكالات الأنباء الروسية، اليوم، إن «مسألة تجديد الهدنة الانسانية غير مطروحة».
ومن أجل إقرار هدنة جديدة، لفت الوزير الروسي إلى أن «من الضروري أن يضمن خصومنا التزام المجموعات المعارضة للحكومة السورية بسلوك مقبول، بعدما حالت دون تنفيذ عمليات الإجلاء الطبية». وانتقد موقف «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، باعتبار أنه يفضل انتقاد دمشق وموسكو على «ممارسة نفوذه فعلياً على المعارضة» من أجل إبقاء الهدنة، مشدداً على أن «ما كنا بحاجة إليه خلال الأيام الثلاثة الماضية لم يتحقق».
من جهة أخرى، رأى ريابكوف أن «الظروف غير متوافرة» لعقد اجتماع جديد بين وزيري الخارجية الأميركي والروسي، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 8 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وفي وقتٍ لاحق، أعرب المتحدث باسم الرئيس الروسي، ديمتري بيسكوف، عن عدم تفاؤله إزاء إمكانية الفصل بين «المعتدلين والعناصر الإرهابية» في حلب. وقال: «لم يتم بعد أي فصل بين الجماعات الإرهابية وفصائل ما تسمى المعارضة المعتدلة، وذلك يثير تساؤلات حول ما إذا كان هذا الأمر قابلاً للتحقيق، على وجه العموم».
وأشار بيسكوف إلى أن استمرار المجموعات الإرهابية في قصف المراقبين داخل المعابر وشن الهجمات على أهم الخطوط الإنسانية، بالدرجة الأولى طريق كاستيلو، «لم يصبّ أيضاً لمصلحة الهدنة وعملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المنكوبة»، وتسوية الأزمة السورية عموماً.
ورداً على سؤال حول إمكانية اعتبار كلامه هذا أن «استئناف الهدنة الإنسانية في حلب لا يمكن أن يحصل قبل الفصل بين المسلحين وقوى المعارضة المعتدلة»، قال بيسكوف: «أنا لم أقل ذلك، ومن غير الصحيح فهم كلامي بهذا الشكل. وأما في ما يتعلق بالتفاصيل، فيمكنكم التوجه بالسؤال إلى عسكريينا».
الجيش السوري يحكم سيطرته على تلة بازو
ميدانياً، واصلت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تقدمها في ريف حلب الجنوبي الغربي وأحكمت سيطرتها على تلة بازو بعد تدمير آخر تحصينات «جيش الفتح» الإرهابي فيها، على ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا». وأكد مصدر ميداني لوكالة «سبوتنيك» أن الجيش وحلفاءه «أحكموا سيطرتهم الكاملة على تلة بازو جنوب غرب الكليات العسكرية بعد اشتباكات مع مسلحي «جيش الفتح»، الذين اضطروا إلى الفرار من التلة نتيجة الضربات المكثفة».
وذكر المصدر أن «التلة كانت يوم أمس بحكم الساقطة بعد سيطرة الجيش السوري على كتيبة الدفاع الجوي، التي مكنت الجيش من السيطرة نارياً على تلة بازو والراشدين 5 والبريج»، مشيراً إلى أنّ «وحدات الهندسة السورية قامت بعمليات تمشيط داخل كتيبة الدفاع الجوي وتفكيك العبوات الناسفة والألغام»، التي يخلفها عادة المسلحون وراءهم.
(الأخبار، أ ف ب، روسيا اليوم)